رئيس أميركي يرحل وآخر يأتي… ولا حلّ سحريّاً
كتب أورلي أزولاي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
يهبط نتنياهو في واشنطن وهو يحظى بمكانة لم يتوقّعها على مدى ثماني سنوات: عزيز البيت الأبيض.
الرئيس ترامب، الذي يتكبد في كلّ مناسبة عناء الاشارة كم هو يحبّ رئيس وزراء «إسرائيل»، سيغدق عليه الثناء والابتسام ويبثّ للعالم أن هكذا يُجرى لرجل تهمّ مكانته واشنطن.
غير أنه يوم الاربعاء سيرفع ترامب لنتنياهو إشارة تحذير. فهو سيوضح له أن الاحتفال انتهى. فزخم المستوطنات في عمق الضفة الغربية ليس مقبولاً عليه. وهو يرى فيها عائقاً للسلام. كما أن السفارة الأميركية ستبقى حالياً في «تل أبيب». هذا لم يعد جرّ أرجل من الرئيس بل قرار.
ترامب لم يمرّ عليه شهر في المنصب وإذا به يبدأ فهم قيود القوة. فم كبير وامتشاق من تحت الابط أمور قد تبدو جميلة في حملة انتخابات عديمة اللجام ومحطمة للمسلمات. أما في الواقع فليس لديه القدرة لأن يغير أنظمة العالم تماماً. فقد صفعه الواقع في وجهه عندما جمدت المحكمة مرسوم الهجرة الذي أصدره ضد المسلمين وإن كان في هذا الموضوع لم تصدر بعد الكلمة الاخيرة ، وكذا في المستنقع الشرق الأوسطي ليس ترامب لاعباً وحيداً. فليست صدفة أن أعلن البيت الأبيض أن مستوطنات جديدة هي عائق للسلام بعد ساعات قليلة من لقاء ترامب مع عبد الله ملك الأردن، الذي أوضح له أنّ توسيع مشروع المستوطنات ونقل السفارة هما كإلقاء عود ثقاب في برميل بارود.
لقد قام ترامب بالتفافة حدوة حصان وفرض على مستشاريه، وعلى رأسهم جارد كوشنير ايجاد صفقة مناسبة. وكانت الاوراق التي وضعت أمامه، وكذا خرائط المنطقة مع الحدود المستقبلية تؤشر إلى الاتجاه: في هذه المرحلة يتطلع ترامب لأن يتبنى أجزاء من المبادرة السعودية التي أقرّتها الجامعة العربية، بالضبط مثلما فعل أوباما. وهو يخطط لأن يصل إلى صفقة بموجبها تضم الكتل الاستيطانية الكبرى لـ«إسرائيل» مقابل أرض بديلة للفلسطينيين، بالضبط مثلما اقترح قبله الرئيس بوش. وترامب معني بتعزيز المحور السنّي مقابل إيران الشيعية، لصد تحولها إلى قوة عظمى اقليمية رائدة.
في اليمين «الإسرائيلي» فتحوا قبل الأوان بكثير زجاجات الشمبانيا مع انتخاب ترامب. رئيس يرحل ورئيس يأتي، وفي النزاع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني لا جديد تحت الشمس ولا حلّ سحرياً أيضاً. نتنياهو سيستقبل في واشنطن باحترام عظيم، مع الكثير من الضجيج والنغمات اللطيفة على الاذن. ولكن في البيت الأبيض ايضاً سيجد نفسه تحت التحذير. الا إذا فاجأ نفسه أيضاً ووصل مع خطة حقيقية في اليد.