مواقف روسيا الواضحة من إيران

حميدي العبدالله

ترجمة لتوصيات وضعتها بعض مراكز الأبحاث الأميركية، وضغوط تل أبيب على صانعي القرار في الولايات المتحدة، ولا سيما في ظلّ الإدارة الأميركية الجديدة، تصاعدت في الآونة الأخيرة الشائعات التي تتحدث عن خلاف بين إيران وروسيا في سورية، بل ذهبت بعض الأطراف ومنها وسائل إعلام وطنية ومؤيدة لخيار المقاومة إلى أبعد من ذلك وتحدثت عن صراع نفوذ بين إيران وروسيا لدرجة توقع البعض أن تصطف روسيا إلى جانب الولايات المتحدة وتركيا في مواجهة إيران.

كان واضحاً أنّ هذه الشائعات هي جزء من محاولات يائسة لضرب تماسك التحالف السوري الروسي الإيراني القائم الآن لمحاربة الإرهاب في سورية، وقد تجاهلت هذه المحاولات حقيقة أنّ ما يجمع إيران روسيا، سواء في سورية أو على مستوى الإقليم أو على مستوى العالم، أكثر بكثير مما يجمع روسيا مع الولايات المتحدة وتركيا. ذلك أنّ الولايات المتحدة وتركيا أطراف في حلف الناتو، وروسيا ترى اليوم أنّ التهديد الاستراتيجي لمصالحها في الأوراسيا، وعلى مستوى المشاركة في إدارة الملفات الدولية يأتي من هذا الحلف وليس من إيران. بل أكثر من ذلك، إنّ ثمة مصالح مشتركة سياسية وتجارية تربط بين البلدين. إيران مستورد جيد للأسلحة الروسية، وروسيا ليس أمامها أسواق كثيرة مفتوحة لتسويق ما تنتجه من أسلحة في العالم بسبب الاستحواذ الغربي بقيادة الولايات المتحدة على الأسواق.

سياسياً روسيا وإيران تجمعهم مصالح مشتركة لجهة إقامة تعاون روسي إيراني يحدّ من سعي الدول الغربية للهيمنة على هذه المنطقة.

وزير خارجية روسيا وضع في التصريحات التي أدلى بها يوم الأحد النقاط على الحروف بشأن هذه المسألة، إذ أعلن بصراحة أنّ حزب الله في سورية قوة أساسية في مكافحة الإرهاب، كما أعلن أنّ أيّ تحفظ على التعاون مع إيران لمكافحة الإرهاب هو موقف غير بناء.

هذه التصريحات دحضت كلّ الشائعات حول الخلاف المزعوم بين روسيا من جهة وإيران من جهة أخرى، وأكدت المصالح المشتركة والتنسيق طويل الأمد، دون أن يعني ذلك عدم وجود خلافات بينهما في مقاربة بعض القضايا الدولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى