القاهرة: استمرار شغور مقعد سورية في الجامعة العربية لم يعد مقبولاً
طالبت لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري بعودة سورية لشغل مقعدها في مجلس الجامعة العربية، معتبرةً أنّ الوضع «لم يعد مقبولاً». وقالت إنّ «ما يربط مصر وسورية من علاقات استراتيجية وكفاح مشترك يفرض علينا ضرورة التدخّل بإيجابية».
وفي بيان لها حول آخر تطوّرات الأزمة السورية على ضوء مؤتمر أستانة، أكّدت اللجنة على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ووحدتها وسيادتها على كلّ أراضيها، مضيفةً أنّ «لقاء أستانة لن يكون بديلاً عن مفاوضات جنيف».
اللجنة شدّدت على سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها، وعلى حق السوريّين وحدهم بتقرير مستقبل بلادهم عبر انتخابات ديمقراطية لاختيار شكل نظامهم السياسي، آخذين بعين الاعتبار المصلحة العامّة للبلاد. كما أعلنت تخوّفها من «محاولة طمس الهوية العربية والإسلامية لسورية من خلال مسوّدة الدستور الموضوعة في روسيا».
واستنكرت اللجنة البرلمانيّة المصرية تغييب الدورين العربي والمصري، وعدم مشاركة أيّة دولة عربية في أعمال مؤتمر أستانة، محذّرة من أنّ «انهيار سورية أو تفكّكها إلى دويلات طائفية، يشكّل خطراً على المنطقة ككل، وعلى مصر وأمنها القومي».
إلى ذلك، أعلنت يارا شريف، المتحدّثة الرسمية بِاسم المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنّ المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف ستنطلق رسمياً في 23 شباط.
وقالت شريف، في تصريحات صحافية أدلت بها أمس: «إنّ مكتب دي ميستورا وجّه لأطراف المفاوضات الدعوات للمشاركة في الاجتماع»، مشدّدة على أنّ «المشاورات بشأن إجراء المفاوضات ما زالت مستمرة».
وأشارت شريف إلى أنّ «وفود المشاركين ستبدأ بالوصول إلى جنيف اعتباراً من 20 شباط لعقد مشاورات أوّلية مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وفريقه، قبل انطلاق المفاوضات السورية السورية الرسمية في 23 شباط الحالي».
وأكّدت المسؤولة الأمميّة على أنّ «دي ميستورا يعمل بشكل نشيط، ويبذل كلّ الجهود الدبلوماسية لضمان نجاح جميع الاتفاقات الخاصة بإجراء المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف».
وسبق أن أعلنت شريف، في وقت سابق من الأحد، أنّ مكتب دي ميستورا بدأ بإرسال الدعوات إلى الأطراف السورية للمشاركة في مفاوضات جنيف.
وقالت شريف، إنّ حوالى 20 دعوة للمشاركة في مؤتمر جنيف الخاص بتسوية الأزمة السورية وُجّهت لمختلف قوى المعارضة.
ومن الجدير بالذكر أنّ الأمم المتحدة قالت في وقت سابق، إنّ مؤتمر جنيف المقبل بين أطراف الأزمة السورية من المقرّر عقده في 20 من الشهر الحالي.
ويأتي ذلك في وقت برزت فيه من جديد خلافات بين مجموعات المعارضة السورية.
وأعلنت «هيئة الرياض»، الأحد الماضي، عن تشكيل وفد المعارضة الموحّد للمشاركة في مفاوضات جنيف التي ستجري برعاية الأمم المتحدة.
ولكن رئيسي كلّ من منصّتي القاهرة وموسكو، جهاد مقدسي وقدري جميل، أعربا عن معارضتهما لهيمنة الهيئة العليا في الوفد المفاوض، متّهمين إيّاها بتعطيل عملية السلام.
وفي سياقٍ آخر، أفاد مصدر سوريّ رسميّ باستعداد دمشق عقد مزيد من صفقات تبادل السجناء والمعتقلين مع المجموعات المسلّحة قُبيل اجتماعات أستانة المقبلة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن المصدر، قوله إنّ الحكومة السورية «تؤكّد أنّها على استعداد، وبشكل مستمر، وخاصة في إطار الجهود المبذولة لاجتماع أستانة المقبل لمبادلة مسجونين لديها بمختطفين لدى المجموعات الإرهابية رجالاّ ونساءً وأطفالاً، مدنيّين وعسكريين».
وأوضح المصدر، أنّ قرار دمشق يأتي «بعد التواصل مع الوزارات والجهات المعنيّة، و«نظراً لنجاح الدولة السورية في تحرير كثير من المدنيّين والعسكريين الذين اختطفتهم المجموعات الإرهابية».
وأكّد «حرص الدولة السورية على كلّ مواطن مختطف في أيّ مكان»، مشيراً إلى «أهمية حياة وسلامة كلّ مختطف سوري أينما كان على الأراضي السورية».
وكانت محافظة إدلب شاهدة على عملية التبادل الأخيرة بين الحكومة السورية والمجموعات المسلّحة، فيوم الثلاثاء الماضي أفرج عن 54 من النساء المختطفات في ريف اللاذقية مع عدد من الأطفال مقابل إخراج 55 سجينة لدى السلطات الأمنيّة.
وأُنجزت عملية التبادل قرب قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي الغربي، بمتابعة وتنسيق من الهلال الأحمر السوري بعد أكثر من شهر من التحضير لها.
وقبلها في كانون الأول الماضي، أفرجت السلطات الأمنيّة في سورية عن 15 سجينة مقابل 27 أسير في عملية تبادل في الغوطة الشرقية في ريف دمشق مع «فيلق الرحمن» التابع للمجموعات المسلّحة.
ميدانيّاً، صدّت القوات الحكومية السورية هجمات المجموعات التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على عدد من الأحياء السكنيّة بمدينة درعا، وفقاً لوكالة «سانا» الرسمية.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ«سانا»، أمس، بأنّ وحدات من الجيش تصدّت لهجمات التنظيم على محاور أحياء المنشيّة وحميدة الطاهر وساحة بصرى والمؤسسة في مدينة درعا.
ولفتَ المصدر إلى أنّ وحدات الجيش سيطرت على الموقف القتالي بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وأفادت مصادر في درعا، بأنّ وحدة من الجيش «أحبطت محاولة تسلّل مجموعة إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» من مدرسة اليرموك باتجاه حيّ المنشية، وأوقعت جميع أفرادها بين قتيل ومصاب».
وبيّنت المصادر، أنّ محاولات تسلّل إرهابيّي «جبهة النصرة» تترافق مع استهدافهم بالقذائف الصاروخية وأسطوانات الغاز الأحياء السكنيّة في مدينة درعا، حيث وقعت أضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
فيما أفاد ناشطون معارضون باستمرار اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة، وفصائل المعارضة المسلّحة إلى جانب عناصر «جبهة فتح الشام» التسمية الجديدة لـ«جبهة النصرة» من جهةٍ أخرى، في محور حيّ المنشية بمدينة درعا ومحيط منطقة الجمرك القديم.