فتحعلي: ستبقى إيران الداعم والعمق الاستراتيجي للشعوب الأبيّة في وجه الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري
تواصلت الاحتفالات في الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، وفي هذا الإطار أقام «تجمّع العلماء المسلمين» احتفالاً خطابياً، تحدّث في مستهلّه رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ أحمد الزين كلمة ترحيبية، فهنّأ مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي و الشعب الإيراني والعلماء في إيران بانتصار الثورة، معتبراً أنّ «انتصار الثورة هو انتصار الإنسان بحضارته السامية في مواجهة الدعوات العنصريّة والسامية المتخلّفة، التي نرى آثارها هذه الأيام، ونرى النازيّة المتجدّدة من خلال الولايات المتحدة الأميركية».
وأكّد الالتزام بـ«الثورة الإسلامية الإيرانية وبالقضية الفلسطينية تحت قيادة الإمام الخامنئي، وأنّه لا بُدّ للأمّة الإسلامية من قائد يوحّدها ولا بُدّ لهم من الشورى، فما نراه في العالم الإسلامي هو التشرذم والفرقة والتفكّك، وبعدهم عن مبدأ الشورى يزيد من معاناة الأمّة، فجمع الأمّة على كلمة الشورى ينتقل ليجمعها على كلمة الوحدة، التي تجعل منها أمّة قوية تقف بوجه الطغاة وتتوحّد لتناصر قضايا المستضعفين ومنها القضية المركزية، ألا وهي قضيّة فلسطين».
ثمّ ألقى فتحعلي كلمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شكر فيها «تجمّع العلماء المسلمين»، على تنظيم هذا اللقاء الطيب، وقال: «لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملياً، التزامها وحدة الأمة واتحادها سبيلاً لتحقيق عزّتها واستقلالها من خلال الدفاع عن حقوق جميع المسلمين من دون تفرقة، ودعم النضال المشروع للمستضعفين ضدّ المستكبرين في أيّ بقعة من العالم. كما أنّها تعمل على نشر ثقافة الوعي بين أبناء الأمّة ومعرفة العدو من الصديق، والاتحاد لمواجهة العدو إيماناً منها بالمصير المشترك الذي يجمع الأمة الإسلامية، وأنّ المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص»، معتبراً أنّ «العالم الإسلامي اليوم، بأمسّ الحاجة إلى تضافر الجهود ووحدة صفّ المسلمين، ونحن مكلّفون شرعاً ووجداناً أن نقف ونصمد ونواجه هذا الموقف للأعداء، فوحدة الكلمة وإيجاد التعاون والابتعاد عن التفرقة والخلاف هي رمز الانتصار».
وفي نهاية الحفل، تحدّث رئيس الهيئة الإدارية في «تجمّع العلماء المسلمين»، الشيخ الدكتور حسان عبد الله، الذي اعتبر أنّ «الثورة أحيت أمل الأمّة بالتخلّص من الاحتلال الصهيوني في أكثر من بلد عربي، وكانت الذروة بالدخول إلى بيروت ثاني عاصمة عربية يجتاحها العدو الصهيوني بعد القدس، فدعا الإمام الخميني للجهاد والمقاومة.. فكانت المقاومة الإسلامية في لبنان والتي هزمت هذا الصهيوني». بدورها، أقامت حركة أمل احتفالاً بالمناسبة على مسرح الأمل في ثانوية الشهيد حسن قصير – طريق المطار، بحضور السفير فتحعلي ومسؤولين في الحركة.
وألقى المسؤول الإعلامي المركزي في الحركة الدكتور طلال حاطوم كلمة، قال فيها: «إنّ إيران راهن عليها الكثيرون بأنّها ستتغيّر بعد الثورة، وستتحوّل ممّا كان يمثّله الشاه المقبور من شرطي للمنطقة موظف في الإدارة الأميركية إلى دولة فوضى. لكنّ الثورة بحرص أبنائها ونظرهم إلى البعيد استطاعوا المواءمة ما بين فكرة الثورة والدولة، فتمّت هيكلة المؤسسات، واستطاعت الثورة أن تقود البلاد وأن تكون الرقم الصعب الذي يحسب له حساب، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم كلّه، لأنّها تحتضن الاحرار والثوار والمقاومين والمجاهدين في كلّ مكان دونما منّة أو جميل إلّا لأجل أن تكون الشعوب قادرة على العيش بحريّتها وبكرامتها وبعزّتها».
ثمّ ألقى السفير الإيراني كلمة، قال فيها: «تدخل الثورة الإسلامية الإيرانية ربيعها الثامن والثلاثين وهي تسير بخطى ثابتة وواثقة في سبيل تحقيق أهدافها المباركة ورسالتها العظيمة، التي كانت عُصارة تضحيات الشعب الإيراني على مدى عقود طويلة من الزمن من أجل الاستقلال والحرية وتحقيق الرفاه الاجتماعي والتطوّر الحضاري، وإقامة أفضل العلاقات والروابط في شتّى المجالات مع دول العالم، لا سيّما الدول الشقيقة والصديقة».
أضاف: «وقد استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تشقّ طريقها عصيّة على المؤامرات الخارجية الكبيرة التي تعرّضت لها، واضعةً نصب أعينها تأمين التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعبها، واستطاعت أن تفرض نفسها رقماً صعباً في الخريطة السياسية في المنطقة، لا بل في المعادلة الدوليّة في مجتمعنا المعاصر. وهي مصمّمة على مواصلة طريقها نحو تحقيق أهدافها الإنسانية والإسلامية، وستظلّ تشكّل العمق الاستراتيجي في المنطقة، وسوف لا تدّخر جهداً في الدفاع عن الحق والقضايا الإنسانية العادلة».
وكانت كلمة لعضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور خليل حمدان، قال فيها: «إنّ الثورة ليست محليّة أو وطنية، بل هي ثورة تحمل هموم الأمّة بأسرها، ثورة تعني ذاتها وتعتني بالمقدّسات بشكل عام، وتذكّرنا بالقضية الأساس فلسطين، التي هي المكوّن الجمعي للعرب، وهي معراج رسالتنا كما قال القائد المغيّب ورأى أنّها القاعدة الأساسية لتماسك هذه الأمّة وتوحيدها، وبالتالي فإنّ الابتعاد عنها يؤدّي للتفكّك والخلاف ونصبح فريسة سهلة للإرهاب التكفيري والصهيوني».
أضاف: «الخطورة تقع على الجميع في عالم يعاني من الإرهاب، والمطلوب هو حالة يقظة لنواجه ما يجري قبل أن نقع ضحيّة الصهيوني والأميركي والإرهاب. هناك تحدّيات أساسية ستواجهنا جميعاً، والخطر الأكبر المقبل من «إسرائيل» لا لبنان، لأنّهم يريدون أن يكسروا هذا الصمود وهذا التحدّي الذي يتجلّى بالجيش والشعب والمقاومة».
ونبّه إلى أنّ «الوضع بالغ الدقة والصعوبة، ونأسف أن نتحدّث بهذه اللغة التشاؤمية». وقال: «من يهمّه قيامة هذا البلد عليه انتشاله من الفراغ. المجلس النيابيّ هو مصدر السلطات بعد الشعب، ولا يجوز ترك الأمور إلى اللحظة الأخيرة»، مشدّداً على أنّ «خلاص البلد بالقانون العادل، الذي يضمن تمثيل جميع الأطياف ومكوّنات البلد، وعلى ضرورة الاتفاق على قانون انتخابي عصري يوفّر ما سبق ويرى النسبيّ هو الأكثر عدلاً وملاءمة للوضع مع مراعاة المهل القانونيّة والدستوريّة».
ختاماً، حيّا بِاسمه وبِاسم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي «القيادة الإيرانية الحاضرة بممثّليها، والشعب الإيراني والحضور».