مرتضى لـ«المنار»: توسّع «داعش» في المناطق الكردية بعد الإعلان عن التحالف يثير التساؤلات
رأى الكاتب السياسي اللبناني محمد مرتضى «أنّ أميركا غير جادة في محاربة الإرهاب لأنه أصلا صناعة أميركية، ولأنها تعتبره وسيلة لتحقيق مصالحها في شنّ الحروب في الشرق الأوسط، وهو أداة تستخدمها داخلياً في تبرير هذه الحروب».
واعتبر «أنّ أميركا لا تحتاج أصلاً إلى خلق تحالف لمحاربة الإرهاب، إنما يكفي فقط أن توقف التمويل ليسقط تنظيم مثل داعش»، مشيرا إلى «أنّ أميركا تدير التمويل الذي يصل إلى يد التنظيمات الإرهابية في العالم ولديها إدارة مستقلة تشرف على هذه الأمور سواء بالأموال الخليجية أو بغيرها».
وعن دعم تركيا للإرهاب، قال مرتضى: «إنّ أحد أهم الملفات المرتبطة بداعش هو النفط الذي يسيطر عليه وتستفيد تركيا من مروره في أراضيها»، متسائلاً: «إنّ إقليما قائما مثل كردستان وله حيثياته لا يستطيع أن يبيع النفط بمفرده، فكيف لهكذا تنظيم أن يبيع هذه الكمية من النفط إلا عبر البوابة التركية»؟
وأضاف: «بالرغم من أنه تمّ الإعلان عن محاربة داعش نراه يتوسع في المناطق الكردية الحدودية مع تركيا في سورية، ما يثير الكثير من التساؤلات، خصوصاً أنّ ذلك سيضرب المشروع الكردي». وأكد مرتضى «أنّ تركيا مستفيدة مادياً من حالة النزوح الكردي، حيث من الممكن أن تطلب دعماً دولياً وأممياً لتقديم المعونة للأكراد، بالإضافة إلى استفادتها من المصانع التي نقلت إليها من حلب، وبالتالي فإنّ تركيا حققت أهدافها من كل ذلك».
و رأى مرتضى «أنّ المفارقة الكبيرة تكمن في تقاطع مصالح كثير من الأطراف الدولية والإقليمية خصوصاً أميركا و تركيا بالاستفادة من وجود داعش، وهم مستفيدون الآن من محاربته»، مؤكداً أنهم «لا يريدون استئصال داعش إنما ضبط إيقاعه، خصوصاً أنّ القضاء عليه ليس بالأمر السهل كونه خليط من الكثير من المكونات المعقدة».
وأكد مرتضى «أنّ الوضع السعودي داخلياً وخارجياً معقد جداً، فالسعودية أنتجت الفكر الوهابي الذي أنتج لاحقاً القاعدة في العالم، وعانت منه كثيراً خصوصاً بعد عودة هؤلاء الجهاديين المتطرفين بعد نهاية حرب البوسنة، وقد أرادت خلق ساحة قتال ترسلهم إليها لإبعادهم عن المملكة، فإما أن يذهبوا إليها، وإما أن يبقوا ليهدّدوا أمنها، لذلك فإنّ السعودية تحتاج إلى إجراءات جدية للتعامل مع هذا الوضع الراهن، وذلك بالتحالف مع أطراف إقليميين وخصوصاً إيران لمواجهة هذه التحديات».