دنورة: الغارات تعبّر عن طلاق مع التنظيمات الإرهابية مقصود: إبلاغ واشنطن الجعفري بالضربة تنسيق مباشر

دمشق ـ سعد الله الخليل

فيما أعلن «البنتاغون» بدء ضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سورية بمساعدة شركاء آخرين، استهدف الطيران السوري مواقع التنظيم في عين ريف حلب والحسكة وأعلنت دمشق أنها تلقت إخطاراً من واشنطن قبل تنفيذ العملية.

الرقة مركز العمليات الأميركية

شهدت محافظة الرقة السورية التي تمثل مركز التنظيم المتشدد موجة غارات، وبحسب الإذاعة الأميركية، فإن العملية العسكرية شملت الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل B-1 وطائرات من دون طيار، فضلاً عن صواريخ توماهوك أطلقت من البحر الأحمر والخليج. والتي بلغت أكثر من 18 غارة جوية استهدفت سبع غارات المدينة وتركزت على مبنى المحافظة وسط المدينة وحاجز ومبنى الفروسية غرب المدينة ومعسكر الطلائع جنوبي المدينة ومبنى فرع امن الدولة بجانب المشفى الوطني. فيما خمس غارات على مطار الطبقة العسكري وأطراف المطار الشرقية في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي وثلاث غارات جوية على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، فيما طاولت ثلاث غارات جوية اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وشهدت مناطق في إدلب ودير الزور وريف حماة غارات جوية أميركية.

طلاق أميركي لداعش

يرى المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة أن الغارات الأميركية أتت كنتيجة استراتيجيتها الجديدة، والتي تعبر عن طلاقها مع التنظيمات الإرهابية، وعدم قدرتها على توظيفها لمدة زمنية أكثر التي استبقتها بوضع تنظيمات جبهة النصرة على لائحة التنظيمات الإرهابية، وبالتالي أتى القرار 2170 كتعبير وأضاف دنورة في حديث إلى «البناء»: «اضطرت الولايات المتحدة للاعتراف بإخفاق خياراتها بالحرب بالوكالة في المنطقة وبالذات في سورية والعراق عبر الوكيل الإرهابي وأصبحت مضطرة لسحب هذه الأدوات تمهيداً لضربهم لاحقاً بشكل مباشر، تخلصاً من الحرج الذي تمثله تنمية هذه المنظمات الإرهابية ونشرها على شكل واسع والتحول لاستهداف المصالح الأميركية في المنطقة كالاقتراب من كردستان وتهديدها بضرب السعودية مع كل ما تمثله من ثقل استراتيجي سواء في ما يتعلق بالطاقة أو انتشار الجيش الأميركي والمصالح الأميركية في الخليج العربي» وتابع: «شعرت واشنطن بضرورة سحب هذه السياسة ولملمة ما تناثر جراء هذه السياسة من تنظيمات إرهابية، والبدء بسياق جديد يضطر إلى إيجاد خطوط للتفاهم مع دول في المنطقة كسورية وإيران والعراق وصولاً لفض الاشتباك بصورة استراتيجية وانتهاء الحملة التي بدأت انطلاقاً مما سمي بالربيع العربي».

غارات متوقعة

يرى المحلل العسكري علي مقصود أن الغارات لم تكن مفاجئة للقيادة السورية أو المجتمع الدولي، وربما فاجأت المجموعات الإرهابية المسلحة وداعش بشكل خاص، وذلك وفق الاستراتيجية الجديدة حيال الأزمة السورية التي شابها شيء من الغموض والخداع في الوقت نفسه، فأميركا تريد الانسجام مع خطابها الذي قدمته للرأي العام الأميركي بأنها تريد أن تسقط النظام السوري ومع فشلها، وإقرار أوباما بأن إسقاط النظام السوري بات ترهات وأحلام.

وأضاف مقصود في حديث إلى «البناء»: «تغيير مواقع داعش المحددة من قبل الاستخبارات الأميركية والسورية والبريطانية لم يلغ المفاجأة بتوجيه الضربة من قبل الولايات المتحدة التي نسقت للعملية مع القيادة السورية، وما إبلاغها عبر الأمم المتحدة سوى رغبة أميركية بعدم خرق السيادة السورية طالما أنها تنفذ تحت الشرعية الدولية وأنها لا تعطي انطباعاً للرأي العام الأميركي بأنها تنسق مع سورية بما يسقط الصدقية الأميركية أمام الرأي العام الأميركي والغربي»

واعتبر مقصود أن إبلاغ واشنطن الجعفري بالضربة يعد تنسيقاً مباشراً، ونظراً إلى حساسية العلاقة لم يكن التنسيق معلناً، وأضاف: «عندما تحصل واشنطن على معلومات من الاستخبارات التركية عن «داعش» بسبب التنسيق عالي المستوى بين أنقرة وداعش ومعلومات عبر الاستخبارات السورية فإن ذلك يمنحها قدرة على التحرك».

وحول الدور العراقي في التنسيق غير المباشر بين واشنطن وسورية قال مقصود: «منذ أعلنت واشنطن الحرب على داعش وقرار مجلس الأمن بدأت بالتنسيق مع سورية عبر الوسيط العراقي، فكانت زيارة المسؤول الأمني العراقي إلى سورية» وأضاف: «في حالات التوتر العالية ينزع هذا التوتر عبر مراحل بما لا يظهر أي طرف مهزوم، وبالتالي يستخدم داعش كمجموعة نزع الألغام والمتفجرات أمام العمل السياسي ومسالك الدبلوماسية».

وحول الشكوك الروسية من تجاوز الغارات حدود الحرب على داعش قال مقصود: «تم إطفاء كل الشكوك عبر التصعيد من كل الأطراف والتي شكلت النار الحامية التي تتم عبرها التسويات والصفقات، لأن هذه المرحلة هي الملامح والإرهاصات التي تسبق ولادة النظام العالمي الجديد، أي كل هذا التحرك لصوغ العلاقات الدولية الجديدة بدأ من رحم المنطقة عبر تسوية العلاقات الدولية».

مشاركة عربية

شاركت في الحملة الأميركية دول عربية عدة وهو ما ركزت عليه واشنطن لإظهار قوة تحالفها لضرب «داعش». فقال العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأميركي والمحلل العسكري ريك فرانكونا في مقابلة مع «CNN»، إن التطور الأبرز في الغارات «ليس حصولها بل مشاركة دول عربية سنية في عمليات عسكرية بدولة عربية أخرى، متوقعاً ألا تقف تركيا موقفاً متردداً حيال التطورات».

سلاح الجو السوري يستهدف تجمعات داعش في الجزيرة السورية وعين عرب في ريف حلب واستهدف أيضاً مواقع في منطقة جبل عبد العزيز 40 كم غرب مدينة الحسكة، وتركزت الضربات على معسكر للتدريب ومستودع للذخيرة في الغرة قلعة سكرة ومغلوجة وابو تليل . وجاءت الضربات على حاجز لعناصر داعش في قرية عالية على طريق حلب ـ الحسكة الدولية والقضاء على جمع عناصر الحاجز. إضافة إلى استهداف تجمعات داعش في الشدادي 60 كم جنوب مدينة الحسكة التي تعتبر من أهم المعاقل لعناصر لداعش في محافظة الجزيرة السورية الحسكة. وفي ريف حلب استمرت ضربات الجيش السوري في منطقة عين عرب كوباني بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين وحدات الحماية الكردية وداعش وتم تدمير أسلحة ومدرعات أميركية عراقية المصدر. وحدات الحماية الكردية على قرية مبروكة غرب مدينة راس العين بعد اشتباكات عنيفة وحالياً تشهد قرية ابو شاخات غرب راس العين اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

سموم الروسية في طرطوس

كشفت مصادر إعلامية عن وصول السفينة «سموم» إلى مرفأ طرطوس لتلتحق بالتشكيلة البحرية الروسية في البحر المتوسط بقيادة الطراد الصاروخي الثقيل «موسكفا مزودة بنظام دفاع جوي صاروخي مضاد للطائرات، والصواريخ المجنحة من طراز كروز وتوماهوك وسواهما وبأنظمة صاروخية مضادة للسفن والغواصات وصواريخ طوربيد وتصنف السفينة «سموم» الأسرع في العالم ومزودة بمخدات هوائية تمكنها من الارتفاع فوق سطح الماء وبذلك ترتفع التشكيلة البحرية الروسية إلى 6 قطع بحرية بعد انضمام البارجة الصاروخية «سموم» إليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى