أنا وأنت
لو أنني بقيت طفلة، فضولية العينين، تُسكتها تهويدة وتكفيها تربيتة أمّ حنون. للفرح تضحك وعند الفراق تسابقها الدموع، كلماتها تنساب كورود الحقول، جميلة بريئة فوّاحة العطور. يا ليتني بقيت طفلة أظهر اللهفة والاشتياق. أعانق المحبوب في كلّ لقاء. أرسم معه بيت الأحلام، عشّاً جميلاً في أعالي الأشجار، له شرفة تزيّنها الأزهار، أعمدته مرمر وسقفه السماء. ثمّ نضحك معاً طوال النهار. يا ليتنا بقينا صغاراً، لا يقيّدنا صمت أو خوف من الكلمات. ولا ننتظر من الآخر أولى الخطوات أو التلميحات.
ا ن أنت تأتي باسماً مقبلاً، في عينيك برق ورعد وإعصار. وأنا أتوق لأمطرك بآخر الأخبار. لكننا دائماً نجمد كالمسمار وتمرّ الأيام. تكثر التحليلات والأمنيات، ويغرق منّا العشق في بحر الاحتمالات. ليتني أعود طفلة فأخبرك بعميق حبّك أكتنزه في الفؤاد، وأركض إليك لأحبسك بين الأضلاع. فتمسح على وجهي بهدوء وتُسمعني أعذب الأشعار.
رانية الصوص