عشق الصباح
أن تشعق سورية، يعني أن تضحّي لأجلها. سورية دولة المؤسّسات التي بناها القائد الراحل حافظ الأسد، نبنيها بالعقل، بالعلم، بالمعرفة، بالبحث عن البدائل التقنية المتطوّرة التي تخدم مناهج التربية والتعليم. نبنيها بالإنتاج الزراعي والصناعي والاقتصادي، نبنيها بالفكر والثقافة والفنّ والإبداع، بالرؤى المتجدّدة، بالحبّ والتضحية والفداء، بوحدة المجتمع وتقوية نسيجه الوطني بثقافة الوعي والانتماء، لا بالجهل والتطرّف وتمزيق وحدة المجتمع وبنيته الأسَرية بفتاوى الفتنة والتكفير.
سورية بقيادة الرئيس المقاوم بشار حافظ الأسد، الذي جاء بمشروع نهضويّ إصلاحيّ متطوّر يريد التغيير نحو الأفضل لتبقى سورية دولة مؤسّسات تعمل على إزالة كلّ معوقات تقدّمها وتطوّرها وتحديث الإدارة والإنتاج، وهي التي كانت تتمتّع بالأمن والاستقرار، ولربما كانت من أكثر دول العالم أمناً وأماناً.
سورية تستحقّ أن نتعالى على الجراح النازفة، ونصبر ونتواصل ونتصارح من دون أقنعة. سورية دولة الصمود والمقاومة بوصلتها فلسطين، تستحقّ أن نلتقي ونختلف بالرأي، ونختار الأفضل ليبقى فيها الدين لله وسورية للجميع.
سورية تستحقّ ثقافة الاختلاف لا سياسة الخلاف. الكلمة الطيبة كشجرة الزيتون تنبت طيباً. مهما كانت الأسباب، لا بدّ لكلّ مواطن سوريّ أن يتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً في مواجهة هذه المؤامرة، يعتمد رؤيته الحرب العدوانية الهمجية شبه الكونية التي عصفت وتعصف بسورية الوطن الغالي، ويدعم تحقيق انتصار الجيش السوري العقائدي وحلفاء سورية الأوفياء على هؤلاء المجاميع من الخونة والإرهابيين الوهابيين التكفيريين والإخوان المتأسلمين المتعاملين مع الأردوغانية الصهيونية. ولا بدّ من وجود لغة تشاركية حوارية من خلالها ومن خلال اللقاءات في الصحف والمنتديات الثقافية والفكرية والفضائيات الوطنية، نفتح نوافذ للحوار العقلانيّ، الحوار المنطقيّ والإنساني، الحوار البنّاء، الحوار الذي يشكّل أساساً متيناً لتتصافى القلوب بالمصالحات الوطنية.
مع كلّ هذا الحزن والوجع النازف، لأجلك سورية نسامح ولن ننسى… صباحكم سوريّ ونصر يقين.
حسن ابراهيم الناصر