أنصار الصدر يشاركون في احتجاج صامت في بغداد

شارك آلاف العراقيّين، معظمهم من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، في احتجاج صامت في وسط بغداد أمس، بعد أسبوع من مقتل سبعة أشخاص في صدامات بين متظاهرين وقوّات الأمن.

وتجمّع المحتجّون في ساحة التحرير، حيث وقعت مواجهات الأسبوع الماضي أطلقت خلالها قوات الأمن العيارات المطاطيّة والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين من أنصار الصدر كانوا يحاولون التوجّه إلى المنطقة الخضراء المحصّنة التي تضمّ المؤسّسات الرسمية الرئيسية.

ولم تسجّل أيّ أعمال عنف في تظاهرة الجمعة، وطلب منظّموها من المحتجين عدم إطلاق أيّة شعارات.

والتزم المحتجّون الصمت لأكثر من ساعة ولوّحوا بالأعلام العراقية، ولصق عدد منهم أفواههم.

ووُضعت قوات الأمن في حالة تأهّب قصوى عقب أعمال العنف الأسبوع الماضي، وغداة مقتل أكثر من 50 شخصاً في تفجير سيارة مفخّخة في هجوم هو الأسوأ الذي تشهده العاصمة العراقيّة منذ بداية العام.

ويطالب المحتجّون بتغيير القانون الانتخابي واستبدال اللجنة الانتخابيّة قبل اقتراع مجالس المحافظات المقرّر في أيلول، مؤكّدين أنّ القانون وأعضاء اللجنة يحابون الأحزاب المهيمنة التي يتّهمونها بالفساد والمحسوبية.

ميدانياً، بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على تحريرها للجانب الشرقي من مدينة الموصل من «داعش» الإرهابي بعد قتال استمرّ 3 أشهر، تستعدّ الحكومة العراقية لإطلاق شرارة البدء في «مرحلة الحسم» لاستعادة الجانب الغربي للمدينة، رغم مساعيها في الإسراع بإنجاز المهمّة، رغم التأخير الذي يشوب العملية.

والتأخير أرجعه مسؤولون عسكريون عراقيون وخبراء، إلى الوضع الحالي في الجانب الغربي للموصل الذي وُصف «بـالمعقّد»، لطبيعة الكثافة السكانيّة به ومعاناة المدنيين، إضافة لمحاولات «داعش» ترتيب صفوفه وتجنيد مقاتلين جدد من بين السكان، بعد خسارته التي منيَ بها في الشرق، والذي لم يعد أمامه سوى «القتال أو الموت» للحفاظ على تواجده، علاوة على اتخاذه المدنيّين «دروعاً بشريّة».

وأعلنت الحكومة العراقية في 23 كانون الثاني الماضي تحرير الجانب الشرقي من الموصل بشكل كامل، بعد أن خاضت القوات معارك صعبة على مدار ثلاثة أشهر، تمكّنت من قتل عدد كبير من «داعش» وتدمير أكثر من ألف عربة مفخّخة خلال المعارك.

مسؤول وحدة التخطيط العسكري في قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابعة للجيش والمشاركة في عملية تحرير الموصل، العميد الركن أيهم البهادلي، قال إنّ «الخطط الخاصّة بمعركة تحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل قد أُنجزت، وجرى توزيع المهام على جميع القطعات العسكرية المشتركة بتنفيذ هذه المهمّة، وبإشراف مباشر من قِبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة».

وأوضح البهادلي، أنّ «التنظيم يتّخذ من النساء والأطفال وكبار السن والرجال دروعاً بشرية له، لتصعيب مهمّة استهدافه وتأجيلها أكثر وقت ممكن». ولفتَ إلى أنّ «المعركة لن تكون سهلة وتتطلّب المزيد من الوقت والحكمة لضمان حماية المدنيّين العُزَّل، والخروج بأقل الخسائر المادية والقضاء على التنظيم في الوقت ذاته».

وأشار المسؤول العسكري إلى ستة محاور تمّ تحديدها لعملية تحرير الجانب الغربي الأيمن ، رافضاً الإفصاح عنها خشية كشفها للتنظيم الذي توعّده «بهجوم خاطف يدمّر جميع مواقعه وخططه الدفاعية، ويدفع به إلى تكبّد هزيمة كبرى».

في مقابل تلك الاستعدادات من قِبل التنظيم، أكّدت القوّة الجوية العراقية أنّ مهمّتها في عمليات تحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل انطلقت منذ مطلع شهر شباط الحالي، من خلال قيام مقاتلات «إف 16» بقصف مواقع تنظيم «داعش» وأهدافه الثابتة والمتحرّكة ووحداته القتاليّة والاستراتيجية والتكتيكيّة.

إلى ذلك، أكّد مصدر بأنّ القوات العراقية صدّت هجوماً لتنظيم «داعش» حاول خلاله العبور باتّجاه الأراضي السورية في عملية استمرّت ست ساعات، استغلّ خلالها التنظيم سوء الأحوال الجويّة بتعدّد محاور الهجوم. العملية نفّذتها كتائب حزب الله العراق مُسندة بالحشد الشعبي.

من جهةٍ ثانية، تمكّن الحشد الشعبي من اعتقال ثلاثة عناصر بتنظيم «داعش» كانوا ينوون ضرب سدّ العظيم، حيث اعترف هؤلاء بوجود مخازن الأسلحة، كما أحبط الحشد هجوماً لـ«داعش» بسيّارتين مفخّختين وهجوماً مسلّحاً ضمن خربة الجحش غرب تلّعفر.

وفي قضاء الحويجة غرب كركوك، قُتل 18 مسلّحاً من «داعش» بضربة جويّة استباقيّة قبل هجومهم من قرية برهان مزهر العاصي التي يحتلّها التنظيم نحو مواقع قوات البيشمركة عند خط الصدّ.

وتمكّنت قوات الحشد الشعبي، ومن خلال العمليات الاستباقية التي نُفّذت في مناطق قزلاق ووادي ثلاب وعين السمك، من إنهاء جيوب «داعش» في تلك المناطق.

أمّا «داعش» فواصل استهدافه للمدنيين، حيث قصف بثمانية قنابل هاون المدنيّين في الجزائر والفيصلية والمشراق والنعمانيّة ضمن الساحل الأيسر للموصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى