العهد محلّقاً والنجمة مطارداً
إبراهيم وزنه
أكّد فريق العهد أولويّته في الجلوس على كرسي الصدارة للدوري اللبناني الـ 57 منذ الجولة الأولى لمباريات مرحلة الإياب. فمن فوز إلى فوز على الجبهتين المحليّة والخارجية، يواصل لاعبو العهد مسيرتهم الرائعة للموسم الحالي، وربما وحده فريق النجمة انبرى مؤخّراً لمطارته ومنافسته على اللقب، والذي باتَ بنسبة عالية بحوزة أصحاب «القمصان الصفراء»، ولكن لا بُدّ من المنافسة وبذل الجهود لتبقى الإثارة محيطة بالمجريات، فهل هناك مِن الفرق مَن يملك القدرة على «فرملة» العهداويّين؟ وهل سينجح النجمة في تخطّي جميع المراحل المتبقّية له قبل لقاء العهد، حيث تصبح نقاط المباراة بينهما مضاعفة التأثير؟ فيما الصفاء حامل اللقب، اصطدم بالأمس بحائط الإخاء ليزيد بعداً عن المنافسة، أمّا الأنصار فسيبقى مثابراً مع حلم استرجاع الأمجاد التي لا تفارق مخيّلة إداريّيه. ففوز العهد على الاجتماعي بهدف من دون ردّ على ملعب بحمدون وبعده فوز النجمة على التضامن صور بصعوبة في طرابلس وبنفس النتيجة، فوزان متشابهان أبقيا المنافسة مفتوحة بين الفائزين مع حظّ أوفر للعهد بإحراز اللقب، فماذا في التفاصيل؟
فعلى ملعب بحمدون، حيث كانت الأجواء باردة جدّاً، التقى العهد أول الترتيب مع الاجتماعي القابع في آخر الترتيب، الطموحات مختلفة بينهما، العهد يسعى لتأكيد صدارته وتقريب موعد فرحته بالبطولة، أمّا الاجتماعي فلا زال يبحث عن بصيص أمل يبعده عن نفق السقوط المظلم. سيطر العهد على المجريات برمّتها، وعلى مدار الشوطين، فشهد الشوط الأول ثلاث فرص للعهد مقابل نصف فرصة للاجتماعي، إلى أن نجح العهد بتسجيل هدف السّبق عن طريق مدافعه المتقدّم ابنوبابا الذي حوّل رفعة محمد حيدر برأسه داخل المرمى. أمّا الشوط الثاني فجاء عهداوياً بكلّ تفاصيله، فرصاً واستحواذاً واستعراضاً، ومع ذلك غابت الأهداف بسبب تألّق الحارس أحمد القرحاني في الصدّ ووقوف القائم بالمرصاد، بالإضافة إلى إضاعة العديد من الفرص السهلة للتسجيل. ما اضطر مدرّب العهد باسم مرمر للدفع بعناصره الفاعلة في الهجوم على أمل تعزيز النتيجة، إلّا أنّ ذلك لم يتحقّق، فيما اعتمد مدرّب الاجتماعي رياض طراد على إقفال المنطقة من الوسط مع شنّ الهجمات المرتدّة، وغابت خطورة مهاجميه كلّياً عن المباراة. علماً بأنّ مدافع الاجتماعي ماسلاتشي أنقذ شباك فريقه من الاهتزاز مرتين عندما أبعد الكرة عن خطّ المرمى. قاد اللقاء الحكم الدولي جميل رمضان.
وفي المباراة التي أُقيمت في طرابلس، بين ضيفَي المدينة النجمة البيروتي والتضامن صور، فقد شهدت توجيه رسالة واضحة من جمهور النجمة الذي تعمّد الغياب عن المدرجات، علّ المعنيّين باللعبة والملاعب مع إداريّي النادي يدركون مغزاها! فمنذ البداية وعلى الرغم من أجواء الحذر المسيطرة، ضغط النجماويون من دون أهداف، وامتدّت سيطرتهم لأكثر من ثلث ساعة، ولمّا استوعب التضامنيّون الأجواء راحوا يشنّون هجماتهم المتلاحقة، فبرز طارق العلي في إقلاق راحة الدفاعات النجماوية. وشهد الشوط فرصتين الأولى لحسين بيطار الذي سدّد وأنقذ «التكتوك» الموقف، ثمّ ردّ عبد الرزاق حسين برأسيّة مسحت القائم.
وفي الشوط الثاني، بكّر النجماويّون في افتتاح التسجيل عبر ضربة جزاء د48 ارتُكبت بحقّ عبد الرزاق فسدّدها القائد أكرم مغربي داخل الشباك 1 ـ 0 ، بعدها اشتعلت المباراة من الطرفين، فسدّد محمد الفاعور د60 ثمّ تبعه زميله طارق العلي ليردّ الحارس ببراعة د67 ، ثمّ عمد مدرّب النجمة جمال الحاج إلى الدفع بحسن المحمد 68 الذي بدأ يشنّ اقتحاماته من الوسط والميمنة مسدّداً أكثر من كرة، بعدها استعرض عبد الرزاق بـ«دوبل كيك» مسحت العارضة 75 ، ومضت آخر الدقائق مع إصرار تضامني على إدراك التعادل مقابل تمسّك نجماويّ بنقاط المباراة الثلاث، لينهي الحكم علي رضا المباراة معلناً فوز النجمة.
الجدير ذكره، أنّ بعثة فريق النجمة ستتوجّه غداً إلى الأردن لمواجهة فريق الوحدات الأردني يوم الثلاثاء المقبل ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
من جهةٍ ثانية، تُستكمل مباريات المرحلة 17 من البطولة اليوم بمباراتين، يلتقي في الأولى السلام زغرتا مع جاره طرابلس على ملعب المرداشيّة 14.15 ، وفي الثانية يلتقي الأنصار مع الراسينغ على ملعب صيدا البلدي 15.00 . أمّا غداَ الأحد، فسيكون شباب الساحل على موعد مع فريق النبي شيت في البقاع، والفرصة سانحة أمام الساحليّين لتحقيق فوز يُبعدهم عن دوّامة الهبوط.