زاسيبكين لـ«البناء»: حزب الله مقاومة
هتاف دهام
لا يفكر السفير الروسي ألكسندر زاسيبكن في نهاية ولايته في لبنان البلد الأحبّ على قلبه بعد روسيا الاتحادية.
صادف يوم العاشر من شباط يوم «الدبلوماسي الروسي». يجري الاحتفال بهذه المناسبة بموجب مرسوم رئاسي صدر في 31 تشرين الأول العام 2010. اختير هذا اليوم بالذات لارتباطه بتاريخ الدبلوماسية الروسية، حيث تأسس في يوم 10 شباط العام 1549. أول جهاز حكومي مركزي للاتصالات الخارجية في البلاد أطلق عليه اسم «بوسولسكي بريكاز».
يتحدّث زاسيبكين لـ«البناء» عن التاريخ العريق للدبلوماسية الروسية، من روسيا القديمة وصولاً إلى روسيا الاتحادية. تتذكّر موسكو التقاليد وتعتمد عليها. التقاليد جيدة جداً بالنسبة للدبلوماسية الروسية، فمن خلال الممارسات العملية كان يتمّ إنقاذ البشرية وتحديداً في أوروبا والعالم كله.
المبادئ الروسية، وفق زاسيبكين، مبنيّة على التراث والتقاليد والعدالة والمحبّة للوطن. الكلّ في روسيا يتشارك هذه المبادئ. لا مطامع عدوانية عند موسكو. ما يهمّها الأمن والاستقرار لكي تتوفر ظروف التنمية في الداخل. أما مع الخارج فترغب بتوسيع التعاون مع الدول كافة، إذ يمكن إيجاد الحلول لأية قضية بجهود الدبلوماسية السياسية.
عندما شعرت روسيا خلال السنوات الأخيرة بخطر توسُّع الغرب، تحت شعارات الليبرالية العظمى وتوسُّع الناتو في الاتجاهات كلها عبر إسقاط الأنظمة، وقفت في وجه هذا الهجوم. هكذا يقول زاسيبكين.
تدعو روسيا وتعمل من أجل تنقية الأجواء بين الدول. تبذل جهوداً لإيجاد الحلول السلميّة للنزاعات في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط لا سيما في سورية. تُبدي جهوزية للتعاون على قدم المساواة مع الأطراف المعنية بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية.
عن تجربته الدبلوماسية، يقول السفير الروسي، إنها بدأت بتمثيل الاتحاد السوفياتي. يفتخر بتمسكه بمبادئ ما وصفه بـ«البلد العظيم» لما يملك من إنجازات كبرى علمية، ثقافية، عسكرية، اقتصادية، وسياسية.
كلّ ذلك، كان مبنيّاً على صداقة بين شعوب الاتحاد السوفياتي والتضامن مع كلّ الشعوب والحركة التحرّرية في العالم، والعيش السلمي مع الدول الغربية.
تثبيت التعددية في العالم
بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي، بدأت مرحلة روسيا الحديثة، كان التفكك، بالنسبة إلى زاسيبكين، كارثة شخصية له ولعائلته، لكن ما حدث قد حدث.
اعتاد زاسيبكين الحياة في ظروف جديدة وواصل خدماته. في حقبة التسعينيّات كان العمل بالنسبة إليه صعباً، لأنّ النهج كان موالياً للغرب ومعادياً للمصالح الوطنية الروسية. تحمّل هذا العبء بصعوبة. لكن فترة قصيرة، خرج الدبلوماسي الروسي العريق والجمهورية الاتحاديّة من هذا المأزق. مأزق انتهى بمجيء الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة وكلّ الطاقم الذي يدافع عن مصالح الوطن.
أصبح لدى روسيا في السنوات الـ 17 الأخيرة، وفق زاسيبكين، نهج مستقيم يحظى بتأييد من الشعب الروسي كله ومن غالبية شعوب العالم.
هذا النهج فتح المجال أمام روسيا الجديدة للعمل أكثر، كما يقول سفيرها في لبنان، فالأولويات الروسية، تتمثّل بالدرجة الأولى بتثبيت التعددية في العالم وتحديداً الشراكة على قدم المساواة بين التجمّعات الموجودة كلّها وخلق تجمّعات جديدة وفق المصالح، لكن شرط أن تكون مبنيّة وفق أسس الشرعية الدولية دفاعاً عن مصالح وحقوق الشعوب. الأداء الروسي يدلّ إلى ذلك.
محطات الأزمات في الشرق الأوسط خير دليل، تتمثل، بحسب زاسيبكين، بوقوف موسكو ضدّ محاولات إسقاط الأنظمة الشرعية، وبتصدّيها للانقلاب في أوكرانيا دفاعاً عن حقوق ومصالح أبناء المناطق الشرقية.
في تجربته الدبلوماسية في سورية ولبنان، عاش زاسيبكين، المواجهات مع «إسرائيل»، الأحداث الداخلية. بذل جهوداً في سبيل التنمية عبر مشاريع اقتصادية مشتركة. لعب دوراً في تطوير العلاقات الثنائية خاصة في السبعينيّات والثمانينيّات والتسعينيّات. أثمر دوره تفاهماً سياسياً في ما يخصّ القضايا المهمة لا سيما التسوية الشاملة للنزاع العربيّ الإسرائيليّ والقضية الفلسطينيّة.
روسيا، وفق زاسيبكين، لم تقف مع الشعب السوري فحسب، إنما أيضاً مع الشعب الفلسطيني والفصائل المقاومة التي كان يتعاون معها خلال وجوده في دمشق. أما في السنوات الست الأخيرة، فدخل لبنان بحسب زاسيبكين مرحلة جديدة تختلف عن كلّ ما كان سابقاً. هذا الأمر بالنسبة له، يتطلّب رفع مستوى المهارة لا سيما أن ليس هناك من أجوبة بسيطة على الأسئلة المطروحة.
تضع روسيا القيصر نصب أعينها الأولويات التي تتجاوب مع المصالح الجوهرية الحقيقية للشعوب. لا تتطلّع إلى الشائعات المفبركة المصطنعة. تعرّضت إلى حملات تزوير الوقائع من قبل الإدارة الأميركيّة السابقة والحكام في أوروبا. كان هناك انسجام بينهما لشنّ حرب ضدّ روسيا.
يتحدّث زاسيبكين، عن وقائع يومية خلال سنوات مضت تمثّلت بتغطية إعلاميّة وسياسيّة واسعة لما حدث ويحدث في أوكرانيا واتهام المقاتلين في المناطق الشرقيّة، أو ما يُطلق عليهم «الانفصاليّون»، بالقصف من جانب أوكرانيا. ترافق الترويج الإعلامي مع مواقف رسمية أميركية وأوروبية، وصولاً إلى محاولة توريط روسيا في حادث إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق أوكرانيا صيف 2014، اتهام سياسي بحت ومن دون تحقيق. لم يقتصر تزوير الحقائق على الأزمة الأوكرانية، يقول زاسيبكين، إنما طال دور روسيا القومي والإنساني في سورية، فاستعان الغرب بفيديو عن مجازر بحق المدنيّين في إحدى الدول ونسبه إلى روسيا واتّهمها بارتكاب المجازر في مدينة حلب، في وقت كان الروس يعملون على إنقاذ حياة المدنيّين، وسط صمت دوليّ عمّا يجري في الجزء الغربي من المدينة وتسليط الضوء على الجزء الشرقيّ الذي تحرّر.
تحرير روسيا هذا الجزء «الحلبي» بالجهود المشتركة مع الجيش السوري والحلفاء، سمح بالانتقال إلى تطبيق فكرة وقف إطلاق النار في ربوع سورية كلّها. ولا يزال الأمر سارياً حتى اليوم. ما يحصل يأتي ثمرة العمل العسكريّ المنسّق بين القوى الجوية الروسية والجيش السوري والحلفاء في الأراضي السورية.
خريطة طريق لحلّ
سياسيّ سلميّ في سورية
لم يتغيّر الموقف الاستراتيجي الروسي في سورية طيلة السنوات الماضية. دعت روسيا منذ البداية إلى التوصل للاتفاق والتفاهم على خريطة طريق لحلّ سياسيّ سلميّ في سورية عبر الجهود المتواصلة.
كان بيان جنيف أولى المحطات المهمّة، إذ يمثل الوثيقة السياسية الوحيدة حول سورية الحائزة على توافق دولي وعربي وإقليمي، مكلَّلةً بموافقة مجلس الأمن.
لكنّ الجواب على ذلك، أتى بإفشال الاتفاقات من خلال بعض الأطراف التي كانت تتعمّد المماطلة في إيجاد الحلول لإسقاط النظام. لم ينتهِ الأمر عند روسيا بل استمرّت في مساعيها. حاولت إيجاد القواسم المشتركة عبر المبادرات في إطار جامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة. وأخيراً عبر الاتفاق الروسي الأميركي.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فاجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في نيويورك لم يتوصّل لنتيجة. كانت هناك خريطة طريق للتطبيق عبر الإصلاح الدستوري والانتخاب. لقد أفشل الأميركي في نهاية عهد الإدارة السابقة الاتفاق الذي وقّعه مع روسيا، لتنتقل الأخيرة من التعاون مع الأميركيين خلال إدارة الرئيس باراك أوباما إلى التعاون مع أطراف ذات نفوذ، وهي تركيا وإيران.
أما لماذا انتقلت تركيا من المعسكر الثاني إلى المعسكر الروسيّ، يجيب زاسيبكين أنّ هذا الأمر يتعلق بالأتراك فلديهم أسبابهم لتغيير هذه السياسة، لكن المهم النتيجة. والنتيجة أننا استطعنا التعاون وأسسنا مسار أستانة بمشاركة وفدَي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة باستثناء إرهابيّي جبهة النصرة وداعش.
تعمل موسكو، بحسب زاسيبكين، لإحراز التقدم عسكرياً في مسار أستانة الذي يسمح بوقف إطلاق النار ومراقبة ذلك من قبل الدول الثلاث، مع رغبتها في انضمام الأطراف الأخرى ذات النفوذ مثل الأردن والولايات المتحدة والسعودية لتثبيت وقف إطلاق النار ولإشعار السوريين بأنّ سفك الدماء انتهى وتوقف القصف ولن تعود الاشتباكات والإبادات.
العودة إلى جنيف
لكن، وفق رؤية زاسيبكين الدبلوماسية فإنّ العمليات العسكرية وحدَها لا تحسم. العمل السياسي يجب أن يتوفّر. وهنا تكمن أهمية العودة إلى جنيف. ما سجّل في مبادئ يجب أن يطبّق. تمثيل المعارضة سيكون أوسع ولن يكون محصوراً بفصيل دون آخر.
يقول زاسيبكين «لدينا منصّات عدة من مؤتمر القاهرة واجتماعات حصلت في كلّ من موسكو والرياض ولبنان وصولاً إلى أستانة. معنى ذلك أنّ هناك الكثير من المجموعات المعارضة، لكن الأكيد أنّ المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا سيعمل لإيجاد حلّ وسط وتحقيق تمثيل متوازن من هؤلاء تحت عنوان المعارضة ليكون الجميع مشاركاً. فالمفاوضات، وفق السفير الروسي تهدف لإيجاد حلّ وتحقيق مصلحة شعب لا مصلحة فصيل على آخر. هذا المبدأ يمكن أن يتحقق اليوم أكثر من أي وقت مضى.
يفضّل زاسيبكين الحديث عن الحوار الوطني. المسألة بالنسبة إليه ليس تسليم السلطة من النظام إلى المعارضة، إنما إيجاد القاسم المشترك. إذا كان هناك اعتراف بأنّ المجابهة العسكرية انتهت بين الحكومة والمعارضة المسلحة، بمعنى المعارضة التي تشارك في العملية السياسية، يعني ذلك أنّ هناك حواراً وطنياً من أجل إصلاح الدستور والمجيء إلى الانتخابات فمشروع الدستور السوري، الذي وزّعته موسكو يعتمد على اقتراحات طرحتها الحكومة السورية والمعارضة ودول المنطقة.
كانت المعارضة سابقاً، يقول زاسيبكين، تطرح شروطاً تعجيزية. والحكومة لا توافق. ينتهي الحوار. اليوم نحن نشجّع الطرفين على مناقشة الدستور كخطوة أولى ثم تجري انتخابات نزيهة. الانتخابات من الممكن إجراؤها، الجدية موجودة عند الأطراف الخارجية الضامنة روسيا وتركيا وإيران. وإذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب جدية ومعنية بثبيت مكافحة الإرهاب لماذا لا نتفق. يجب التفاهم من أجل إجراء الانتخابات هذه هي خريطة الطريق.
كلّ ذلك لا يعني، وفق زاسيبكين، أنّ هناك تغييراً في النهج الاستراتيجي. بالنسبة لروسيا، بعض الظروف تغيّرت، وبعض المواقف تبدّلت عند الآخرين. بات السير إلى الأمام اليوم مقبولاً وفقاً لهذه الخريطة. يريد الأميركي اليوم محاربة داعش ويتعاون في هذا المجال مع روسيا ويرغب بالتعاون مع الحكومة السورية. تنتظر موسكو، وفق زاسيبكين، من إدارة ترامب الجديدة الفرص لبلورة الأقوال إلى أفعال، لا سيّما بعد أن تسلّمت، من الأميركيين لمرة واحدة إحداثيات حول مواقع إرهابيين وتتمنّى الانتقال إلى مرحلة التعاون العملي الميداني.
لا تعير موسكو المصطلحات أهمية سورية مدنية أو سورية علمانية ، يقول زاسيبكين. ما يهمّها الحقوق المتساوية لكلّ المكوّنات السورية واحترام هذه الحقوق بعيداً عن مصطلح الأقلية أو الأكثرية. يجب أن تكون الحقوق مضمونة ليس بالشعارات فقط إنما بالبرلمان والقانون والممارسة العملية. المهمّ بالنسبة إلى روسيا إعادة الوفاق إلى المجتمع السوري، وهذا سوف يتطلّب جهداً يومياً.
يعطي زاسيبكين أمثلة عدّة على ذلك. يتحدث عن الجنود الروس الموجودين في حلب وما يقدّمونه من مساعدات إنسانية وغذائية وصحية للأهالي. يبدي ارتياحه لتعاطي السوريين بمختلف أطيافهم مع الروس وشعورهم بالاطمئنان بعد وقف إطلاق النار. المجال مفسوح كما يرى السفير الروسي، للعودة إلى الحياة الطبيعيّة.
أما بالنسبة إلى النازحين السوريين، فيعتبر زاسيبكين، أنّ هناك مجالاً لعودتهم بعد تأمين الإقامة وفرص العمل. لكنه يشير إلى أنّ مرحلة وقف إطلاق النار بدأت للتوّ، وما زلنا في بدايتها. هناك شروط يجب أن تكون مضمونة. وقف سفك الدماء لا يزال جديداً لكنّه لا يشمل المدن والقرى السورية كلّها. كلّ ذلك يستوجب تثبيت عدم عودة العنف لكي يقتنع النازح بحقيقة المناطق الآمنة. يتطلّع زاسيبكين إلى تحقيق الكثير من الإنجازات هذا العام، ويؤكد أهمية وضرورة التنسيق العملي بين الدول الحاضنة للنازحين لبنان، الأردن، تركيا مع السلطات السوريّة الرسميّة وبمشاركة الأمم المتحدة. فمن المفترض أن تتوفّر لهم الإقامة، والعمل على تشغيل القدرات السورية لإعادة الإعمار.
يتحدّث زاسيبكين عن خطر تمدّد الإرهاب لا سيما أنّ مشروع «القاعدة» بدأ في أفغانستان وتوسّع عبر مراحل في العراق، ليبيا، سورية، اليمن، والقوقاز وربما سيتوسّع أكثر إذا لم تُتّخذ القرارات الحاسمة ضده. لكن للأسف هناك حسابات سياسية تؤخذ بعين الاعتبار عند تصنيف الإرهاب. هذا ما يراه زاسيبكين، مؤكداً أنّ بلاده ضدّ ذلك على الإطلاق، فالإرهابي هو إرهابي أينما حلّ. «القاعدة» وفروعها إرهابيون.
الشراكة مع إيران وحزب الله
تدعو روسيا، وفق السفير الروسي، كلّ الدول للاعتراف بحسن جوار وحجم الدولة. تتطلّع موسكو بحسب سفيرها، إلى تنقية الأجواء الإيرانية السعودية لا سيما أنها على علاقة بكلتيْهما وهناك تعاون معهما. لكنه يستطرد ليقول: عند التحدث عن المجموعات الإرهابية التي تريد تدمير الدول والتوسع والذبح الطائفي يجب اتخاذ موقف مبدئي، لذلك نحن نعلن جهاراً أننا في شراكة مع إيران وحزب الله في ما خصّ محاربة الإرهاب في سورية بطلب من السلطات السورية ونتعاون معاً، ونتمنّى على الآخرين الانضمام إلى هذا النضال لأنّ مشروع «القاعدة» خطير وقابل للتوسّع، فيما المطلوب وضع حدّ لامتداده.
قالت روسيا منذ سنوات إنه إذا تطور الوضع نحو انتصار الإرهابيين فهم سيستولون على الحكم في دمشق. معنى ذلك، بحسب زاسيبكين، تدمير لسورية الدولة والحضارة والتاريخ وتدمير للدول المجاورة. من هنا جاءت دعوة الرئيس الروسي إلى الحلّ السلمي السياسي كمشترك بين النظام والقوى السياسية الوطنية المعارضة لمصلحة المستقبل السوري عبر الإصلاحات في المجالات كلّها.
نقض الاتفاق النووي مخالف للشرعية الدولية
وإذا كان الموعد الدقيق للقاء الرئيسين الروسي والأميركي لم يحدّد بعد، فإنّ موسكو لن تخرج بأيّ تقييم بخصوص تحسّن العلاقات الأميركية الروسية، إلا بعد اللقاء. وإذا كان الرئيس ترامب جاهزاً للبحث والحديث حول الأمن الاستراتيجي، الدرع الصاروخية، والنزاع في أوكرانيا، لا سيما أنّ تعزيز الناتو انتشاره في منطقة البحر الأسود يزيد من التوتر في منطقة حيوية لروسيا، فإنّ الرئيس بوتين على أتمّ الاستعداد للبحث. يقول زاسيبكين.
أما في ما خصّ العلاقات الأميركية الإيرانية وتحديداً في ما خصّ الاتفاق النووي الإيراني، فمن وجهة نظر زاسيبكين، الاتفاق النووي هو نتيجة جهود عدد كبير من الدول والأطراف خلال السنوات الماضية.
لا تشاطر روسيا الرئيس الأميركي موقفه من الاتفاق النووي، لا سيما أنّ نقض الاتفاق مخالف للمواثيق والشرعية الدولية. لذلك لن نكون، وفق زاسيبكين، أمام تطوّر خطير من شأنه إلغاء الاتفاق النووي.
ينفي زاسيبكين المزاعم التي تتحدّث عن توسع إيراني. لا يوافق على اعتبار الجمهورية الإسلامية إرهابية، فهي لا تدعم أياً من المنظمات الإرهابية. ما يُقال ليس واقعياً وهو منافٍ للحقيقة.
إنّ تقييم إدارة ترامب للسياسة الإيرانية، وفق السفير الروسي، شأن الرئيس الأميركي. لكن ربّما سنبحث هذه المسائل معه ونسعى للتهدئة، لا سيما أنّ طهران تقدّم دعماً حقيقياً على الأرض لمحاربة الإرهاب في سورية.
وعن دور حزب الله، يقول الدبلوماسي الروسي، إنّ الحزب ساهم في حماية استقرار لبنان بصورة مباشرة، ويجب الاعتراف أننا نمرّ بمرحلة حساسة جداً وعلى الجميع المساهمة في مكافحة الإرهاب. يشدّد زاسيبكين على أنّ حزب الله هو مقاومة منذ تأسيسه. واليوم هو مقاومة وحزب سياسي ممثل في البرلمان اللبناني والحكومة وأكثر من ذلك يحارب الإرهاب في سورية جدّياً.
وحول الانتخابات النيابية في لبنان، يقول زاسيبكين نحن واثقون من أنّ الانتخابات ستتمّ. نحن نهتمّ لتوافق المكوّنات السياسية على قانون الانتخاب. يؤكد السفير الروسي أهمية تحديث البنية السياسية القانونية البرلمانية وإقرار قانون جديد، من دون أن يتطرّق إلى شكل القانون. يعرف التفاصيل، يشعر أنه مطّلع أكثر من اللزوم في هذا الموضوع، لكنه يرفض التعمّق في الحديث. المهمّ بالنسبة إليه ضرورة توفر مناخ إيجابي والحفاظ على التنوّع اللبناني والتفكير بالمصلحة العامة حتى لو خسر بعض الأفرقاء عدداً من المقاعد. ويتساءل: كيف يكون القاسم مشتركاً؟ اللبنانيون والأحزاب السياسية أشطر منا!
عون إلى روسيا
يتحدّث السفير الروسي عن تحضير زيارة سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى روسيا، من دون أن يعطي موعداً محدّداً للزيارة. ويشير إلى أن لا شيء جدي في تسليح ودعم الجيش اللبناني، وإن كان هناك اتصالات حول هذا الملف بين الحين والآخر.