شهيدُ الحَقِّ يحيا مُجدَّداً
عماد منذر
لماذا أدونيس الأسودُ تُزمجرُ؟
وتعلو الفضاءات النّسورُ وتصفِرُ؟
أذِكراكَ إشعار لها والمُحَرِّضُ
وطيفُ شهادَاتِ الدِّماءِ المُقرِّرُ؟
سألتُ قوانينَ الحياةِ جميعَها:
لماذا على الأحرارِ تبكي النَّواظرُ
أجابت: إذا لمْ تبكِ حرًّا عيونُكَ
ستبقى ضريرَ القلْبِ، والعقْلَ تَهْجُرُ
فمَنْ أدرَكَ الأحرارَ تمشي طريقَها
إلى الانتصاراتِ، المدى فيهِ ينظرُ
ومَعْ لمْ ولنْ، دوماً وقفنا نصارعُ
على أرضنا، والنَّصرُ صوتُهُ يهدُرُ
فهمنا أدونيسُ الرِّسالةَ حينما
جعلْتَ مِنَ الأعداء تدنو وتُكْسَرُ
صدقتَ، شهيدُ الحَقِّ يحيا مجدَّداً
فروحُكَ تطْفو الآنَ والكُلُّ يشعُرُ
أختُ الشهيد
شَقَّتْ قميصَ شهيدِها تتوسَّلُ
كي يُستَرَدَّ إليه نبْضٌ آفِلُ
فترجَّلتْ روحٌ مِنَ العلياء قا
ئلةً لكُمْ بين الضلوعِ جحافِلُ
رفقاؤهُ رَفَعوا جنازَتَهُ العُلا
هتفتْ رفيقَتُهُ لسورية هلِّلوا
وباسْمِها وزعيمِها قد جاهروا
وزوابعي الحمْراءُ خفقاً تَنْحُلُ
عُطْرُ الدِّماءِ منِ الجراحِ تَمَدَّدَ
وصَلَ النُّفوسَ ونصْرُهُ متفائِلُ
لولا الشَّهيدُ غَزَتْ شعاراتُ العدى
تاريخنا والعارُ بتنا نأكُلُ
مَهْلاً علينا يا ظلامَ الظَّالمِ
قد نُمْهلُ لكنَّ أنَّا نهْمِلُ
كُفُّوا مزايدَةً نصحْناكُمْ ألا
هيَّا بنا خلْفَ الخطوطِ نقاتلُ
وهتافُنا يعلو الهِلالَ يُزمْجِرُ
مقاومةً جِئْناكُمُ هيَّا ارْحلوا
مهما بلغْنا مبلغاً مُتَقَدِّماً
مِنْ فِكْرِنا إنْ لَمْ نناضلْ يُضْحَلُ
حتَّى يصابَ بكبوةٍ مُتَحمِّسٌ
فيتوهُ معْ مُتَزَلِّفٍ يتسوَّلُ
رغْوٌ ولغْوٌ في منازلةٍ معاً
بينَ الجنادِبِ والعناكبِ ساجِلُ
مِنْ ذاقَ طعْمَ الحَقِّ لا يتراجعُ
أبداً فذوْقُهُ دائماً متكامِلُ
يا نائمينَ على نَعامٍ اِنْهضوا
فالحقُ عدْلٌ لا يطالُهُ باطِلُ
هل يكْتُبُ التَّاريخُ عنْ أبطالِهِ
أمْ يذكرُ السُّفهاءَ حين يعْدلُ
أصْغوا لصوتِ العقلِ إنَّهُ شرعُنا
في كلِّ مَيْدانٍ لديهِ محافِلُ
مَنْ ماتَ خوفاً قدْ توَفَّى جيفَةً
مَنْ ماتَ شهْماً بالأكَفِّ يُحْمَلُ
وإذا رَغِبْتَ بأرضِ غيْركَ هارباً
اِرحلْ مُداناً لا جباناً يُسْألُ
لكنْ إذا قسْراً هجرْتَ بلادَكَ
وزرعْتَ شوْقاً وفكْراً تُوصِلُ
ذُرفَتْ دموعُكَ مِنْ غيومٍ تُمْطِرُ
وغَدَتْ دماؤكَ شُعْلَةً تَتَنَقَّلُ
حتى نَصَحْتَ الهاجرينَ نصائحَ
قدْ قالها كُتَّابُنا الأوائلُ
يا باحثينَ عَنِ الحقيقةِ أنتُمُ
فِكْرٌ مُضاءٌ نورُهُ متأصِّلُ
بجذورهِ قيمٌ تكافِحُ دائماً
هل تفخَرون بشعبِكُمْ إنْ يسحلُ؟