السنوار قائداً لحماس في غزة: هل المواجهة مع تل أبيب قريبة؟
حميدي العبدالله
انتخبت حماس أحد أبرز مناضليها الذي قضى في سجون الاحتلال حوالي عشرين عاماً، وكان من مؤسسي الحركة، وأشرف على تشكيل جهازها الأمني.
يحي السنوار الذي انتخب بديلاً عن اسماعيل هنية أثار انتخابه ردود فعل عديدة ومتباينة. في الكيان الصهيوني ثمة خشية من وجود مناضل أمضى عقدين في سجونها وله تأثير كبير على الجناح العسكري لحركة حماس، وأكثر ما تخشاه تل أبيب، أن تكون ردود فعل حماس في ظلّ قيادته على الاعتداءات التي تشنّها على القطاع أكثر حزماً مما كانت عليه حتى الآن، كما تخشى أن يكون مرجحاً لكفة الذين يطالبون داخل حماس بالاستمرار في خيار المقاومة والتركيز على التحالفات العربية والإقليمية التي تدعم هذا الخيار.
في إطار ردود الفعل ثمة ارتياح فلسطيني لوصول السنوار إلى هذا الموقع القيادي، إذ عرف عنه ميله للتعاون مع كلّ الفصائل، وكان أقلّ تحزّباً من كثير من قيادات حركة حماس.
لكن السؤال المطروح الآن، هل يقود انتخاب السنوار إلى اقتراب حرب جديدة بين المقاومة في غزة والكيان الصهيوني، هذا الاحتمال لا يمكن استبعاده في ضوء وجود حكومة يمينية متطرفة، ومتعطشة لتحقيق أيّ إنجاز ضدّ المقاومة، كما لا يمكن استبعاده في ظلّ وجود إدارة أميركية من أشدّ الإدارات دعماً لسياسات الكيان الصهيوني، ولا سيما حكومة نتنياهو. وبديهي في ظلّ وجود قيادي على رأس حماس في قطاع غزة من المؤمنين بقوة في خيار المقاومة، أن يكون ردّ فعل المقاومة على اعتداءات الكيان الصهيوني أكثر قوة وحزماً، وقد يقود ذلك لاندلاع مواجهة واسعة من جديد.
لكن كلّ هذه الحسابات قد لا ترجّح خيار المواجهة في ضوء حسابات لدى كلا الطرفين. الكيان الصهيوني ليس من مصلحته خوض تجربة جديدة من المواجهة قد لا تؤدّي إلى تغيير في المعادلة القائمة، وسوف تنعكس سلباً على حكومة نتنياهو.
والمقاومة الفلسطينية قد لا تنجرّ في هذه الظروف إلى مواجهة تحمّل سكان غزة المزيد من الأعباء إضافةً إلى الخسائر في الأرواح، وبعدها ستعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل المواجهة.
هذه الحسابات لا تجعل خيار وقوع حرب جديدة هو خيار مرجح، على الرغم من عدم استبعاده بالمطلق.