«لا»

ناصر قنديل

– إطلالة السيد حسن نصرالله الليلة الماضية كانت مرصودة لقضية العسكريين المخطوفين، ومصارحة عائلاتهم التي يعيش قلقها وآلامها، ليدلي بحقيقة موقفه من كلّ ما يُثار حول موقف حزب الله من القضية، بعدما تناوله الكثيرون بلغة تحريضية وصلت إلى حدّ قول أحد المسؤولين اللبنانيين للأهالي: «أولادكم فعلياً رهائن عند السيد نصرالله وبيده حرية وحياة أبنائكم».

– قال السيد نحن نؤمن بالتفاوض لحلّ القضايا المشابهة، وقد مارسناه، فلا يخدعنّكم أحد بالقول إننا نعطل التفاوض، نحن مع التفاوض، لكن للتفاوض أصولاً أهمّها عدم الاستجداء والتسول، وامتلاك أسباب القوة وسرية المضمون والمطالب والشروط التفاوضية، وإبعاد التفاوض عن سوق المزايدات السياسية.

– قال السيد كلاماً في السياسة أشدّ أهمية مما قاله في شأن المخطوفين، على رغم الأهمية للكلام عن المخطوفين منه، خصوصاً ليقطع دابر التحريض والتزوير، لكن في السياسة كأنه خطاب تحت عنوان «لا» العريضة، التي تدفقت ملء فمه، وهو قال «لا» أكثر من مرة وفي أكثر من ملف.

– قال السيد لا للسلوك العنصري المشين بحق السوريين المقيمين في لبنان، تحت تأثير تداعيات قضية العسكريين المخطوفين، خصوصاً بعدما تعرّض بعض هؤلاء العسكريين لقتل غادر وذبح تقشعرّ له الأبدان، لكن ما ذنب الذين لا ذنب لهم، ومن عليه ذنب فليبلغ عنه ليتمّ التعامل مع ملفه بشكل مناسب؟

– قال السيد عن الحلف الدولي لقتال «داعش» بوضوح لا لبس فيه، ومنعاً لأيّ التباس، لا للتدخل العسكري الأجنبي في بلادنا، تحت أيّ مُسمّى، هذا شأن مبدئي عندنا لا نتخلى عنه، فأميركا برأينا أمّ الإرهاب ولا تؤتمن على حلف لمكافحة الإرهاب وهذا كاف لنقول لا، لكننا من منطلق تمسّكنا بقيم الاستقلال الوطني لا نقبل أن يأتي الأجنبي بذريعة حلّ مشاكلنا ليفرض علينا وصايته، ولأننا نثق بقدرتنا على الانتصار على الإرهاب لا نرى مبرّراً لهذا الحلف إلا ممارسة الهيمنة بطريق ملتوية.

– السيد ترك الـ«لا» الأهمّ ليقولها بملء الفم والرئة، فجاءت حاسمة متدفقة، إنْ كان «داعش» يقول إنه لو شاء لوصل إلى بيروت وغير بيروت بساعات، فنقول له «إي لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا ما بتوصلوا عبيروت وغير بيروت بساعات».

– نعم للسيد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى