شويغو: روسيا أكملت طوقها الراداري ضد «النووي»
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمام مجلس «الدوما» أمس، أن روسيا أقامت مجالا راداريا متواصلا للحماية من أي هجوم نووي. في حين دلت نتائج دراسة شاملة، أجراها مختصون في علم الاجتماع، لدى مؤسسة «WIN/Gallup International» أن غالبية مواطني أربع دول أعضاء في حلف «الناتو» يفضلون التحالف مع روسيا في حال التعرض لأي اعتداء. وهذه الدول هي بلغاريا واليونان وسلوفينيا وتركيا. ونشر تقرير بأن مقاتلة «تي 50» الروسية للجيل الخامس، ستزود بمحرك جديد، ما سيمكنها من التفوق على مثيلتيها الأميركيتين «رابتور» و«أف 35».
وقال شويغو أمام المجلس في موسكو، إن إقامة محطات رادار جديدة تسمح لأول مرة في تاريخ روسيا الجديدة، بإحاطة بلادنا بحقل راداري متواصل ومنظومة إنذار من الهجمات الصاروخية، في جميع المجالات الاستراتيجية والجوية والفضائية وفي جميع أنواع مسارات الصواريخ البالستية.
وأوضح وزير الدفاع الروسي، أن اختبارات ناجحة جرت في عام 2016 على ثلاث محطات رادارية جديدة «فورونيج» في «أومسك» و«بارناول» و«ينيسيسك». علاوة على ذلك تم استكمال ثلاث محطات عاملة في مناطق «بارانوفيتشي» و«مورمانسك» و«بيتشوري».
وأفاد شويغو، بأن القوات الاستراتيجية النووية الروسية، تتم المحافظة عليها على مستوى ضمانة تنفيذ مهمات الردع النووي. وأشار إلى أنه في صنف قوات الصواريخ الاستراتيجية، يوجد 99 في المائة من منصات الإطلاق في حالة استعداد قتالي، من بينها 96 في المائة في حالة استعداد دائم للإطلاق الفوري.
على صعيد آخر، دلت نتائج الدراسة أن غالبية مواطني بلغاريا واليونان وسلوفينيا وتركيا وهي بلدان في «الناتو»، يفضلون التحالف مع روسيا في حال التعرض لأي اعتداء. وذكر البلغاريون واليونانيون أن الخطر الرئيسي الذي يهددهم هو تركيا. وهي من أعضاء «الناتو» ونظريا هي حليف لبلادهم.
وأشارت وكالة «Bloomberg» إلى أن الاحتلال التركي لشمال قبرص في عام 1974 أظهر أن شعوب هذه البلدان لا يمكن أن تعتمد على «الناتو» لحمايتها. ولذلك تراها تختار روسيا لهذه المهمة.
وأظهر الاستطلاع أن قسما كبيرا من الذين شملهم، يرغبون برؤية الولايات المتحدة إلى جانبهم. ولكن الدراسة تشير إلى أن الجمهور يبدي ردود فعل نشيطة، تجاه التغيرات الجارية في بنية الأمن الدولي، التي تشكلت بعد الحرب الباردة. وعلى سبيل المثال، اختار الصينيون روسيا بمثابة الحليف المرغوب به لبلادهم. واختار الروس، الصين. ويرى خبراء مؤسسة «WIN/Gallup» أن سياسة الولايات المتحدة بالذات، خلال السنوات العشرين الماضية، أدت إلى التقارب بين موسكو وبكين، على الرغم من أن روسيا تعتبر دولة أوروبية من الناحية المبدئية.
وأعرب عميد كلية الاقتصاد والعلوم في جامعة سانت غالن سويسرا جيمس ديفيس، عن اعتقاده بأن نتائج الدراسة تشير أيضا، إلى وجود انقسام ديني واضح في أوروبا. فاليونانيون والبلغاريون اختاروا الأرثوذكسية الروسية. وهناك انقسام لا لبس فيه، في المجتمع داخل أوكرانيا والبوسنة وفقا للانتماء الديني. ولكن على الرغم من ذلك، يختار سكان رومانيا وغالبيتهم من الأرثوذكس، الولايات المتحدة، فيما يختار سكان سلوفينيا الكاثوليكية – روسيا.
وقال الخبير: عندما أقوم بتدريس طلابي البالغة أعمارهم 18 سنة، يتضح لي أن التضامن على الطراز القديم في مواجهة التهديد السوفياتي، لم يعد يعني شيئا بالنسبة لهم وبات شيئا من الماضي.
ويرى الخبير، إن حرب العراق أثرت بشكل كبير على آراء الأوروبيين. وبعد تلك الحملة، تراجع كثيرا عدد الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دور القائد في العالم. ومع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تراجعت ثقة مواطني الاتحاد الأوروبي في واشنطن.
« تي 50» الروسية
في سياق آخر، ستزود مقاتلة «تي 50» الروسية للجيل الخامس بمحرك جديد مبدئيا، ما سيمكنها من التفوق على مثيلتيها الأميركيتين «رابتور» و«أف 35». وفق قول متحدث باسم شركة الطائرات الموحدة الروسية أو دي كا ، الذي أوضح أن المحرك الجديد يخضع الآن لاختبارات مختلفة.
يذكر أن مقاتلات الجيل الخامس الروسية، تستخدم حاليا محرك الجيل الرابع من طراز «آ لـ 41 أف 1» بصفته محرك «التربو» الثنائي النفاث المزود بغرفة الاحتراق للفورساج. أما المحرك الجديد الذي أطلقت عليه تسمية منتوج 30 فلا يعد نسخة مطورة من المحرك السابق، بل إنه عبارة عن محرك جديد تماما للجيل الخامس. وقال المتحدث إن مقاتلة «تي 50» ستتحول مع تزويدها بـ «منتوج 30»إلى مشروع خارق. إذ يسمح المحرك الجديد ببلوغ السرعة فوق الصوتية، من دون الاستعانة بنظام الفورساج. وهو مزود بنظام التحكم الرقمي ولديه قوة الدفع الفائقة. ويتوقع أن تقوم مقاتلة «تي – 50» المزودة بالمحرك الجديد، بطلعتها الأولى في الربع الأخير من عام 2017. جدير بالذكر، أن الجيش الأميركي بدأ في الصيف الماضي يتزود بمقاتلة «F 35 Whitney 2» التي من شأنها أن تحل محل مقاتلة «أف – 22 رابتور» الأغلى سعرا والأكثر قابلية للمناورة السريعة. وقد صنع 200 طائرة منها، ثم أوقف إنتاجها لثمنها الباهظ.