الجيش الأوكراني يقصف دونيتسك 674 مرة خلال يوم
دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، جمهوريات البلطيق وبيلاروس للاستعداد «لأي مفاجآت من موسكو» بعدما زعم قبل أيام ان الرئيس فلاديمير بوتين يكره أوكرانيا بعمق . في حين قدم الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، مقترحات لتسوية الأزمة الأوكرانية، داعيا إلى إجراء استفتاء حول وضع منطقة دونباس. وأفادت وكالة «تاس» أمس، أن جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد، تعرضت لـ674 قصفا نفذه الجيش الأكراني خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة.
وحث الرئيس الأوكراني، خلال اجتماع لكبار قادة القوات المسلحة، نقلته مباشرة على الأثير قناة «112 أوكرانيا» التلفزيونية، يوم أمس، جمهوريات البلطيق ودولة بيلاروس لتكون على استعداد «لأي مفاجآت من موسكو».
ويتسابق المسؤولون الأوكرانيون باستمرار، على إطلاق الاتهامات ضد روسيا. ويشتبهون بأن لديها نوايا عدوانية ضدهم وتشارك في الصراع الدائر في منطقة دونباس شرق البلاد، على الرغم من رفض المحاكم الأوكرانية الإقرار بوجود وقائع تثبت حقيقة هذا العدوان العسكري المزعوم. فيما موسكو من جانبها، ترفض هذه الاتهامات وتؤكد أنها ليست طرفا في النزاع الداخلي الأوكراني.
يانوكوفيتش
من جهة ثانية، كتب يانوكوفيتش في رسالة وجهها إلى زعماء فرنسا وألمانيا وبولندا وروسيا والولايات المتحدة ورؤساء عدد من المنظمات الدولية، أنه يجب إشراك ممثلين عن الجانب المعارض الممثل لشعب دونباس في المفاوضات، في إطار «مجموعة النورماندي». وإجراء استفتاء حول وضع دونباس، في حال عدم تنفيذ السلطات الأوكرانية الحالية اتفاقات مينسك.
ودعا الرئيس الأوكراني السابق إلى تشكيل لجنة خاصة لمجلس أوروبا، من أجل متابعة التحقيقات في الجرائم المرتكبة في الميدان، وفقا للبند الرابع لاتفاق تسوية الأزمة السياسية في أوكرانيا، الذي وقع في 21 شباط «. كما دعا إلى مطالبة كييف بالسماح لممثلين عن اللجنة الخاصة لمجلس أوروبا والمعارضة الأوكرانية الحالية، بمتابعة التحقيق في الجرائم المرتكبة في أوكرانيا منذ عام 2014 حتى الآن. ومطالبة الحكومة الأوكرانية بفتح تحقيق حقيقي بجرائم القتل ضد رجال الأمن الذين قاموا بمهمة حماية النظام الدستوري الأوكراني. إضافة إلى إلغاء القانون الأوكراني الخاص بحصانة «الأشخاص بشأن الأحداث التي وقعت أثناء مظاهرات سلمية».
وأكد يانوكوفيتش، في مقابلة مع عدد من الصحافيين في موسكو، أن الهدف الرئيسي وراء الأحداث المأساوية في أوكرانيا، قبل ثلاث سنوات، تمثل في أطماع بعض القوى في البلاد للاستيلاء على السلطة بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك تلك التي استخدمت قبلا، أثناء الثورات الملونة وأحداث الربيع العربي. وقال إنه كان وما زال يعارض إراقة الدماء ويدعو إلى تسوية الأزمة بالطرق السلمية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، غادر بلاده في شباط عام 2014 على خلفية الاحتجاجات والمواجهات الدموية في كييف.
من جهته، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، تعليقا على مبادرة يانوكوفيتش، بأن الاضطلاع بدور الوسيط يتطلب موافقة كافة أطراف النزاع. مشيرا إلى أن روسيا ليست طرفا في هذا النزاع. ولذلك، يجب على كييف ودونباس قبل كل شيء، أن تتوصلا إلى مثل هذا التفاهم.
قصف دونيتسك
على صعيد آخر، قال المتحدث باسم قيادة العمليات في دونيتسك، إدوارد باتورين، إن جنديين اثنين من القوات المسلحة للجمهورية الشعبية، جرحا. وأن الجانب الأكراني استخدم خلال القصف أنواعا مختلفة من الأسلحة، من بينها 250 قذيفة هاون و41 مركبة مدرعة و383 قنبلة صاروخية، إضافة إلى الأسلحة الصغيرة. وأضاف: إن القصف استهدف بعض القرى في ضواحي دونيتسك المأهولة بالمدنيين.
يذكر أن المناطق في شرق أوكرانيا، شهدت مؤخرا تصعيدا حادا، حيث قتل وجرح الكثير من المدنيين، كما دمر العديد من المنازل والمباني. ولذلك، طالبت مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية في 1 شباط الحالي، بوقف إطلاق النار في مناطق الصراع وسحب القوات منها قبل 5 شباط. لكن جميع المبادرات فشلت ولم ينفذ أي من الوثائق المتفق عليها. وساء الوضع كثيرا بعد أن أفشلت كييف اتفاقا بتاريخ 20 و21 شباط يقضي بنزع الأسلحة من خط التماس.