المعلم لـ «روسيا اليوم»: أميركا تريد استمرار الأزمة السورية ونسف الحلّ السياسي
أكّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم «أن جدية الولايات المتحدة وحلفائها في مكافحة الإرهاب تقتضي أن يتوقفوا فوراً عن دعم وتمويل وتسليح وتدريب التنظيمات الإرهابية وتهريبها إلى داخل الأراضي السورية، وهو ما يتحقق من خلال التنسيق المعلوماتي مع الدولة السورية».
وأضاف: «لو كانت الولايات المتحدة جادة في مكافحة إرهاب داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية لبدأت بالتحرك عبر الأمم المتحدة وتحت مظلتها ومن دون أن تستثني أحداً بمن في ذلك روسيا وإيران وسورية».
وقال: «التحرك من أجل تشكيل تحالف دولي لمواجهة إرهاب داعش لا يختلف عليه اثنان كعنوان، فسورية منذ عشرات السنين طرحت ودعت إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب لأنها كانت تستشعر خطره، وإنه سيرتدّ على مموّليه وداعميه وسينتشر خارج حدود سورية حتى إلى أوروبا وأميركا».
وأضاف المعلم: «يجب التمييز بين جهد دولي في إطار قرار مجلس الأمن 2170 لمكافحة إرهاب داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة، وبين النيات الخفية للولايات المتحدة وحلفائها، ولاسيما أن أعضاء هذا التحالف الدولي هم من الدول التي تآمرت على سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات حين موّلت ودرّبت وسلّحت وهرّبت الإرهابيين إلى سورية بمن فيهم إرهابيو داعش الذين جاؤوا من 83 دولة».
وشدد على «أن الغارات الجوية لن تثمر في مكافحة الإرهاب من دون تنسيق مع القوى الفاعلة على الأرض أو عمل عسكري برّي»، مشيراً إلى «أن الولايات المتحدة تضحك على العالم عندما تقول إنها لن تنسّق مع الحكومة السورية بل مع المعارضة المعتدلة لأنّ هذه المعارضة تقوم بقتل السوريين كما تفعل داعش والنصرة».
ولفت المعلم إلى «أنّ هناك شكوكاً حول رغبة الولايات المتحدة وحلفائها بالحلّ السياسي في سورية لأنهم يدرّبون مجموعات مسلحة تمهيداً لإدخالها إلى سورية لمواصلة قتال الجيش العربي السوري، وبالتالي هم يريدون استمرار الأزمة ونسف الحلّ السياسي».
وجدد المعلم التأكيد على «أن أي انتهاك للسيادة السورية هو عدوان، وتعريف هذا العدوان واضح في القانون الدولي»، لافتاً إلى «أن سورية ما زالت تمد يدها للتعاون والتنسيق من أجل مواجهة إرهاب داعش والنصرة وغيرهما وفقاً للقرار 2170».
وأوضح المعلم «أن التنسيق السوري مع روسيا وإيران وعواصم مجموعة بريكس مستمر»، مبيّناً «أن موسكو التي استخدمت الفيتو أربع مرات لا يمكن أن تسمح بتمرير قرار تحت الفصل السابع إذا شعرت أنه يضرّ بالسيادة السورية أو بالمصالح السورية، ولذلك فإنّ سورية تطالب بتنفيذ القرار 2170 من جميع الدول بلا استثناء».
وكشف المعلم «أنّ بعض الدول الأوروبية أجرت عبر أجهزة الأمن اتصالات مع سورية للحصول على معلومات عن مواطنيها الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية»، متسائلاً: «هل هذه الحكومات كانت في غفلة من أمرها عندما سهّلت سفر هؤلاء إلى سورية عبر الأراضي التركية؟»
وأضاف المعلم: «إنهم قلقون الآن من عودة هؤلاء إلى بلدانهم لأنهم كانوا يأملون أن يتم قتلهم في سورية، والذي لم يقتل يريد العودة إلى بلده ويريدون منا أن نقدم لهم على طبق من فضة معلومات حول من أرسلوه بالأساس لقتل السوريين».