ما لم يؤخذ في ميدان الحرب لن يؤخذ على طاولات جنيف
د. أحمد مرعي
بعد أيّام تدخل الحرب على سورية عامها السابع، في حين لم يطرأ جديد على مواقف الدّول التي وقفت منذ الأساس وراء هذه الحرب، خصوصاً لجهة دعم واحتضان المجموعات الإرهابية.
وعليه، فإنّ ما يُعدّ تبدّلاً طفيفاً في مواقف رعاة الإرهاب، لا يعني تراجعاً عن دعم المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تحمل اسم معارضات، بل نتيجة صمود سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً وما أثمره هذا الصمود من انتصارات، خصوصاً تحرير حلب من الإرهاب، ما أدّى الى توجيه ضربة قاصمة أفشلت أهداف الحرب التي ترمي إلى تقسيم سورية وتفتيتها. وأيضاً نتيجة ظروف إقليمية ودولية أملتها وقائع الميدان السوري.
مؤتمر جنيف 4، الذي يفترض أن يناقش آليّة الحلّ السياسي في سورية لإيقاف حرب أحدثتها الدول الراعية للإرهاب، قد لا يصل إلى الخواتيم المرجوّة، لأنّ الثوابت السورية لا تزال هي ذاتها الثوابت التي تصرّ عليها سورية في سلسلة لقاءات جنيف كلها، في حين أنّ رعاة الإرهاب يحاولون التعويض عن فشل مشروعهم لإسقاط سورية موقعاً وقراراً وسيادة، بتحقيق ما يوازي المشروع سياسياً وتفتيتياً.
عندما تذهب سورية للمشاركة في جنيف 4، فلأنها تبحث عن كلّ ما يساهم في إيجاد حلّ يوقف الحرب المفروضة عليها. وهي دائماً منفتحة على كلّ نقاش جدّي ومنتج، وهنا نصرّ على كلمة منتج، لأنّه ليس كلّ المحادثات التي أُجريت في فترة الأزمة السورية كانت منتجة.
أمّا في ما يتعلّق بالثوابت السورية فهي ذاتها، وهي وحدة سورية وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي. ولكن ماذا عن موقع المعارضات المنقسمة في ارتباطاتها الخارجية والتي بالكاد تمثل أشخاصها والتي لن تفكّ ارتباطها عن أجندات الدول العربية الإقليمية والغربية التي تستهدف سورية؟!
بالتأكيد، فإنّ سورية التي واجهت الإرهاب وداعميه على مدى ست سنوات، هي اليوم في موقع متقدّم جداً مقارنةً بمراحل سابقة، لذلك لا يتوهمنّ أحد بأن يأخذ على طاولات الحوار في جنيف، ما لم يستطع أخذه في ميدان بالحرب، فثوابت سورية في جنيف 4، هي نفسها منذ بدء مسار جنيف 1 و2 و3، وفي أيّ مرحلة مقبلة.
نائب/ وعضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي