«حماس» و«فتح» تواصلان محادثات المصالحة في القاهرة
واصلت حركة فتح وحركة حماس الفلسطينيتين محادثاتهما في القاهرة لحل الخلافات، التي طرأت بينهما بعد العدوان على غزة، وإنعاش حكومة الوحدة الوطنية.
وتجرى المحادثات برعاية مصرية، ويشارك فيها عن حركة فتح عزام الأحمد وجبريل رجوب وزكريا الآغا وحسن الشيخ وصخر بسيسو، وعن حركة حماس موسى أبو مرزوق وعزت الرشق ومحمود الزهار وخليل الحية.
وتتناول جلسات الحوار، بحسب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، «الخلل في تطبيق اتفاق المصالحة، وتوحيد الجهاز الأمني، والبرنامج السياسي بينهما».
وقال صخر بسيسو من فتح إن الحركتين ستناقشان مواضيع تشمل الأمن والانتخابات وإدارة قطاع غزة، مضيفاً أن المحادثات في القاهرة ستبحث تمكين حكومة الوفاق من القيام بدورها في قطاع غزة والعلاقات الثنائية بين الفصيلين.
وذكر موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس على صفحته في فايسبوك، أن أهم ما يحتاجه هذا الحوار هو النيات الطيبة والثقة المتبادلة والتحلي بالمسؤولية الوطنية والتزام ما اتفق عليه.
وعلى الصعيد نفسه، كشف مسؤولون أمنيون مصريون أن اجتماعات تجرى تحت إشراف الاستخبارات المصرية، من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية حتى بشأن موقع المحادثات.
وتأتي هذه المحادثات بعد موافقة وفد فلسطيني مشترك على إجراء محادثات غير مباشرة مع «إسرائيل»، في أواخر تشرين الأول لإقرار هدنة دائمة في غزة.
وقد اتفق الفلسطينيون و»الإسرائيليون» يوم 26 آب بوساطة مصرية على وقف لإطلاق النار أنهى عدواناً دام 50 يوماً على قطاع غزة.
ولكن المفاوضات مع «إسرائيل» تتطلب حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، واتفاقها على استراتيجية واحدة.
وقد اتفقت حماس وفتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية من مستقلين في حزيران، ولكن الخلافات طرأت بينهما من جديد، وهدد عباس بحل السلطة الفلسطينية، واتهم حماس بإدارة «حكومة موازية» في قطاع غزة.
وتتهم حماس السلطة في الضفة الغربية بعدم دفع مرتبات موظفيها في قطاع غزة وعددهم 45 ألف شخص.
ويعد تشكيل حكومة وحدة وطنية من الأهمية بمكان عشية عقد مؤتمر دولي للمانحين يوم 12 تشرين الأول في القاهرة، لإعادة بناء غزة.
من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة صباح أمس، في باحات المسجد الأقصى بعد اقتحام قوات كبيرة من جنود الاحتلال برفقة المستوطنين لساحاته لأداء صلوات لمناسبة الأعياد اليهودية.
وتصدى من تمكن من الوصول للأقصى من المصلين والمرابطين لقوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما رد عليهم الجنود وقوات الشرطة والقوات الخاصة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت والرصاص المعدني المغلف بالرصاص باتجاههم.
وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني أغلقت البلدة القديمة من مدينة القدس بالكامل، ومنعت الحركة منها وإليها، وشددت وجودها في محيط المسجد الأقصى ومنعت من هم دون 50 من الرجال من الصلاة فيه.
وتأتي هذه الإجراءات تزامناً مع الأعياد اليهودية التي صادف أول من أمس أيامها، وتستمر لأكثر من شهر، إذ أعلنت سلطات الاحتلال استمرار إجراءات إغلاق المسجد الأقصى وتحديد أعمار المصلين فيه لأكثر من شهر.
على صعيد آخر، اتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على ضرورة تقديم مساعدة إنسانية لإعادة إعمار غزة بعد الدمار الهائل الذي ألحقه العدوان الصهيوني الأخير بالقطاع، خلال لقاء بينهما في نيويورك، وفق ما أفاد مسؤول في الخارجية الأميركية.