«فتح»: مجموعة مأجورة توتّر الوضع وسنردّ الصاع صاعين
بالتزامن مع زيارة كلٍّ من الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لبنان وعقيلة العميد محمد دحلان، جميلة دحلان، مخيم عين الحلوة، شهد المخيم المذكور في اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين حركة «فتح» ومجموعات إسلاميّة متشدّدة استعملت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخيّة، ما أدّى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى واحتراق بعض السيارات وأضرار مادية في المحال والبيوت ونزوح عشرات العائلات الفلسطينيّة إلى صيدا.
وتركّزت الاشتباكات بين حيّي الصفصاف والبركسات وعلى طول امتداد الشارع الفوقاني، وخلت الشوارع والأزقّة من المارّة بعدما انتشر فيها المسلّحون، فيما اعتصم بعض الأهالي داخل أحيائهم لمنع دخول المسلّحين إليها، خصوصاً سكان حيّ عرب زبيد وحي العرب وحي طيطبا، واضطرّ الجيش اللبناني على حاجزه عند المدخل الرئيسي للمخيّم – الشارع الفوقاني إلى إقفال بوّابة الحديد التي وضعها أخيراً، حفاظاً على سلامة المارّة من رصاص القنص والطائش.
وطوال ساعات بعد ظهر أمس، وحتى ساعة متأخّرة من الليل، كان رصاص القنص وتبادل إطلاق النار ما يزال مستمرّاً في المخيم.
وفي رسالة صوتية صبّ الناشط الإعلامي الفلسطيني في عين الحلوة محمود عطايا، جام غضبه على كلّ القيادات الفلسطينية واتّهمها بالتآمر على الشعب الفلسطيني لتهجيره، ووصفها بقيادات «الزفت».
وطالب المسلّحين بإلقاء سلاحهم رحمة بأهل المخيم وشعبه.
وعقدت القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية في منطقة صيدا وقيادة القوة الأمنيّة الفلسطينية المشتركة في منطقة صيدا، اجتماعاً طارئاً في قاعة مسجد النور لمتابعة الحدث الأمني الذي حصل في مخيم عين الحلوة، وأجرت عدّة اتصالات بكلٍّ من قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وقيادة عصبة الأنصار الإسلامية من أجل العمل على وقف إطلاق النار وسحب المسلّحين.
وأشار إلى أنّه تمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار، وجاري العمل على سحب المسلّحين، وأبقت القيادة السياسيّة وقيادة القوة الأمنيّة اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة مجريات الحدث بهدف تطويقه نهائياً.
أبو عرب
من جهته، اتّهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، من سمّاها بـ«مجموعة مأجورة»، بأنّها «ما تزال تُطلق رصاص القنص وتوتّر الوضع في منطقتي البركسات والصفصاف وكامل المخيم»، مضيفاً أنّ «حركة فتح كانت وما زالت حريصة على أمن عين الحلوة وأبناء شعبه، إلّا أنّه وفي حال بقيت هذه المجموعة تتمادى في التوتير، فإنّ حركة فتح لن تسكت بعد الآن، ولن نسمح بأن توجّه أيّ صفعة لأيّ من عناصرنا، وستردّ حركة فتح الصاع صاعين».
وختم: «من يعملون على التوتير يجب تسليمهم إلى الدولة اللبنانية، لأنّهم مأجورون ولديهم أجندات خارجية لا تمتّ إلى القضيّة الفلسطينيّة بصلة».
«حماس»
بدورها، أوضحت قيادة «حماس» في لبنان، أنّها «تُجري اتصالات مع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، ومع الجهات اللبنانية المعنيّة، من أجل وقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة فوراً».
ودَعت في بيان إلى «سحب المسلّحين من الشوارع ووقف إطلاق النار فوراً، فهذه الاشتباكات العبثيّة لا تخدم إلّا العدو الصهيوني، وتسيء إلى قضية اللاجئين الفلسطينيّين التي هي جوهر القضية الفلسطينيّة».
وأكّدت «التمسّك بالمبادرة الفلسطينية الموحّدة والعمل الفلسطيني المشترك»، ودعت إلى «إعادة تشكيل اللجنة الأمنيّة العليا والقوّة الأمنيّة المشتركة بما يحفظ الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة».