الجعفري يحذّر المعارضة ويطالبها بإدانة تفجيرات حمص
حذّ ر رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري وفود المعارضة في جنيف من السكوت عن إدانة تفجيرات حمص، واضعاً تحت المجهر التفاوت الواضح في مواقف هذه الوفود اتجاه الوضع العام في سورية، ما يعقّد طريق التفاهمات كما هو واضح، ويؤدّي إلى مزيد من التلكّؤ في التعاطي مع الوضع الأمني على الساحة السورية من منظار المصالح الضيّقة، وليس من باب الخطر الداهم المهدّد للجميع. هذا الخطر تمظهر في تفجيرات حمص التي حصدت 32 شهيداً، ما فرض وضع مكافحة الإرهاب كأولويّة في المفاوضات وخطوة أولى للحلّ السياسي على طريق دمشق.
وفجّر إرهابيّون انتحاريون أنفسهم بأحزمة ناسفة في مركزين أمنيّين بمدينة حمص، ما تسبّب بارتقاء عدد من الشهداء ووقوع جرحى، وقد أعلن تنظيم «جبهة فتح الشام» جبهة النصرة سابقاً المدرج على لائحة الإرهاب الدوليّة مسؤوليّته عن التفجير. وذكرت وكالة «سانا»، أنّ 6 إرهابيّين انتحاريّين تسلّلوا أمس الأول إلى منطقتي الغوطة والمحطة بالتزامن، وفجّروا أنفسهم في مركزين أمنيّين بمدينة حمص، ما تسبّب باستشهاد اللواء حسن دعبول رئيس فرع الأمن العسكري بحمص وعدد من العناصر.
وأشار محافظ حمص طلال البرازي، أنّ «التفجيرات الإرهابيّة الانتحاريّة تسبّبت بارتقاء 32 شهيداً بينهم أحد القادة، وإصابة 24 شخصاً بجروح ويتلقّون العلاج في المشافي». وعزا هذا التفجير إلى «انتصارات الجيش التي أصابت المجموعات الإرهابيّة بحالة مسعورة».
وعلى خلفيّة التفجيرات، طلب رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري في محادثات جنيف، أمس الأول، من أعضاء وفود «المنصّات» بإدانة الهجوم على حمص، محذّراً من التعامل مع من يرفض على أنّه «شريك في الإرهاب».
وقال الجعفري في مؤتمر صحافي عقب جلسة محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إنّ الجلسة «تركّزت حول نقطة واحدة فقط، هي وضع مكافحة الإرهاب كأولويّة… وطلبنا منه أن يصدر بياناً يدين فيه التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي قام بها اليوم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وشركاؤه في مدينة حمص».
وأضاف: «كما طلبنا منه أن ينقل أيضاً مطلب إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها من كل المنصّات المشاركة في محادثات جنيف لما حدث اليوم في حمص»، محذّراً من أنّ «أيّ طرف يرفض إدانة ما جرى في حمص اليوم سنعتبره شريكاً في الإرهاب، وسنتعامل معه على هذا الأساس».
وأشار الجعفري إلى أنّ «ما حصل اليوم ألقى بظلاله على جنيف.. ولذلك.. العمل الإرهابي في حمص ليس فقط عملاً إرهابياً عسكرياً، وإنّما عمل إرهابي سياسي أيضاً».
ميدانيّاً، وسّعت وحدات من الجيش والقوات المسلّحة بالتعاون مع القوات الرديفة نطاق سيطرتها في منطقة تدمر، خلال عملياتها ضدّ تجمّعات إرهابيّي تنظيم «داعش» بريف حمص الشرقي. وأفاد مصدر عسكري بأنّ وحدات من الجيش «أحكمت سيطرتها على الطريق الواصل بين سدّ وادي أبيض وتدمر وجميع النقاط الحاكمة والمشرفة على حقل المهر للغاز والمقالع الرخامية. كما سيطرت وحدات من الجيش خلال عملياتها أمس، على مدرسة السياقة في منطقة البيّارات، وواصلت تقدّمها باتجاه منطقة مثلث تدمر ومرتفعات جبل الهيال.
وفي وقتٍ سابق أمس، ذكر المصدر العسكري أنّ الطيران الحربي السوري دمّر عربات مدرّعة مزوّدة برشاشات ومقارّ لإرهابيّي تنظيم «داعش» شرق بلدة جبّ الجراح وشمال قرية الطفحة ورسم السبعة ورسم حميدي وهبرة غربية وجباب حمد بريف حمص الشرقي، وفي قرية الباردة بريفها الجنوبي الشرقي. وفي السِّياق نفسه، دمّرت وحدات من الجيش والقوات المسلّحة بتغطية من سلاح الجو تجمّعات ومقارّ للتنظيم المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في محيط مدينة دير الزور.
إلى ذلك، قضت وحدة من الجيش والقوات المسلّحة العاملة في درعا على معظم أفراد مجموعة إرهابيّة تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بكيان العدو الصهيوني. كما قضت وحدات من الجيش والقوات المسلّحة بإسناد من سلاح الجو على مجموعة من الإرهابيّين من تنظيم «جبهة النصرة» في اطار عمليّاتها المتواصلة لاجتثاث الإرهاب من ريفَي إدلب وحماة.