القوات العراقية تتقدّم في معركة تحرير الموصل

في خضمّ التقدّم الذي تحرزه القوات العراقية في معركتها ضدّ «داعش» غرب الموصل، لا يمكن النظر إلى زيارة الجبير إلى العراق ببراءة أو بوصفها فتح صفحة دبلوماسيّة جديدة من دون أن يكون لها أجندة قد لا تتّضح بنودها مباشرة، إن لجهة الحرب الدائرة على الإرهاب في العراق، أو لجهة وضع الأكراد إلى جانب ملف النفط.

ولا تزال القوات العراقية تتقدّم في مناطق غرب الموصل ضمن العمليات التي تقوم بها لاستعادة المدينة، وقامت بتطهير حيّ حاوي الجوسق الذي تمّت السيطرة عليه بجانب المناطق المتاخمة للضفة الغربيّة لنهر دجلة، وحقّقت تقدّماً في حيّ الجوسق وتمكّنت من الوصول إلى رأس الجسر الرابع بعد معارك مع عناصر «داعش».

وعلى طريق بغداد الموصل، أكملت قوّات الفرقة الخامسة في الشرطة الاتحادية بدعمٍ من قوات النخبة التقدّم في حيّ وادي حجر، الذي أقام فيه عناصر «داعش» كما سيطرت على «التخوم الغربية للساحل الأيمن»، واستمرّت في عمليات تطهير تلال العطشانة ومنطقة تلّ الريّان.

بالنسبة لعمليات الحشد الشعبي في الجبهة الغربية، استمرّت لليوم الرابع في مناطق شرق وشمال غربي تلّعفر، في حين كشف الخبير الأمني الاستراتيجي أحمد الشريفي، أمس، عن أنّ التحقيقات حول الطائرات التي ألقت مساعدات لـ«داعش» في قضاء تلّعفر، أظهرت أنّها طائرات تركية، وعدّ هذه العمليّة محاولة لعرقلة تحرير تلّعفر بعد اقتراب موعده.

سياسيّاً، جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد، لتطرح علامات استفهام حول الدور الاستهدافات السعودية.

وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة العراقيّة بغداد برفقة نظيره العراقي، إبراهيم الجعفري. وتُعدّ هذه الزيارة، التي لم يعلن عنها سابقاً، الأولى لوزير خارجية سعودي إلى العراق منذ نحو 14 عاماً.

وقال الجبير، إنّ هذه الزيارة تأتي لإعادة العلاقات الثنائيّة إلى مسارها الصحيح، مؤكّداً أنّ بلاده تدعم وحدة واستقرار العراق، معلناً أنّ بلاده «تتطلّع إلى بناء علاقات مميّزة مع العراق، وثمّة رغبة مشتركة في العمل معاً في الحرب ضدّ الارهاب».

وشدّد الجبير على أنّ السعودية «تقف على مسافة واحدة من جميع المكوّنات العراقية»، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

واستقبل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الجبير والوفد المرافق له، وقال بيان صدر عن مكتبه، إنّهما بحثا «تعزيز العلاقات الثنائيّة بين البلدين، والسُّبُل الكفيلة لتعزيزها في جميع المجالات ومحاربة عصابات «داعش» الإرهابية».

وأضاف البيان، أنّ الجبير هنّأ رئيس الوزراء العراقي «بالانتصارات المتحقّقة في العراق على العصابات الإرهابيّة» في المعارك الجارية لاستعادة مدينة الموصل من أيدي مسلّحي التنظيم، مبدياً «استعداد المملكة العربية السعودية لدعم إعادة الاستقرار في المناطق المحرَّرة».

ونقلت «رويترز» عن مسؤول في الخارجية العراقية، قوله إنّ الجبير أبلغ المسؤولين في الخارجيّة العراقيّة أنّ بلاده تنظر في تعيين سفير جديد لها في بغداد.

وكانت السعودية قد أعادت فتح سفارتها في العراق في كانون الأول عام 2015 بعد 25 عاماً من إغلاقها، ولكن العلاقات توتّرت بين الرياض وبغداد إلى أن وصلت في تشرين أول عام 2016 إلى طرد السفير السعودي ثامر السبهان من بغداد وتخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى قائم بالأعمال، بعد معركة كلاميّة حول «الحشد الشعبي» والدور الإيراني في العراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى