باور تروي لحظات دافئة عن تشوركين: صداقة عصفت بها خلافات البلدين

أبدت سامنثا باور، النظير اللدود لممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة، الراحل فيتالي تشوركين، أسفها لوفاته. وقالت إنها تلقت خبر رحيله بقلب مكسور، مع أنها كانت الخصم الأكثر شراسة له.

وكتبت السفيرة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، عمودا في صحيفة «نيويورك تايمز»، السبت الماضي، تحدثت فيه بأريحية وتأثرعن نظيرها الدبلوماسي الروسي تشوركين، الذي توفي الإثنين الماضي، مذكّرة بأنها كانت الخصم الأكثر عنادا وشراسة له، داخل أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة. ومع ذلك كانا صديقين. وهو الوحيد الذي دعته إلى منزلها في عيد الشكر.

وذكرت باور أن «فيتالي كان حكواتيا بارعا، يتمتع بحس كبير من الفكاهة والمرح. وهو صديق صدوق وودود وواحد من أفضل من يمكن تعليق الآمال عليهم، لبذل جهود مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة. لذلك، تلقيت بقلب مكسور خبر وفاته المفاجئة».

وأشارت السفيرة باور، التي جاءت الى الدبلوماسية من الفن، إن سلفها في منصب سفير أميركا في الأمم المتحدة، سوزان رايس، دعتها إلى شبك علاقة قوية مع تشوركين، قائلة لها: «سوف تحتاجان إلى بعضكما البعض كثيرا».

واعترفت باور، بأنه كان هناك كثير من المواقف والعوامل، التي غالبا ما كانت تسمم التعاون بينها وبين تشوركين، لكنها كانت تدرك دوما، الحاجة إلى التفاهم معه لحل القضايا العالقة.

واشارت إلى أن تشوركين روى لها كيف عمل مترجما خلال مفاوضات الحد من التسلح، أيام الحرب الباردة بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وكان تشوركين يتولى الترجمة خلال المفاوضات التي أسفرت عن التوقيع على اتفاقية SALT-2 في جنيف .

وتحدثت السفيرة الأميركية السابقة بإعجاب عن تعلّق تشوركين وزوجته، بالمسرح وترددهما الدائم اليه. وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت انّها نصحت زميلها الروسي بمشاهدة المسلسل التلفزيوني «الأميركيون»، الذي يحكي قصة اثنين من عملاء «كي جي بي»، إلا أن الدبلوماسي الروسي وصفه لها بعد مشاهدته بأنه «سخيف ومثير للسخرية».

وعلى الرغم من الخلافات السياسية والدبلوماسية التي كانت مستحكمة بينها وبين تشوركين، داخل أروقة مجلس الأمن وأمام عدسات الكاميرات، بسبب اختلاف مواقف بلديهما، إلا أن باور اعترفت بأن تشوركين هو الدبلوماسي الوحيد من بين نظرائها في الأمم المتحدة، الذي دعته إلى منزلها في عيد الشكر.

وقالت السفيرة، التي غالبا ما شوهدت وهي تحاجج نظيرها الروسي، بعصبية وبصوت مرتفع أمام عدسات الإعلاميين وكذلك، خلف الكواليس: «كان فيتالي دبلوماسيا مهنيا بامتياز، بذل كل قدراته في الدفاع عن بلاده وثقافتها وتقاليدها التي كان يحبها. وعلى الرغم من أنه لم يحدثني أبدا عن مدى علاقته بالرئيس بوتين، كان لدي انطباع أنه يقدر أهمية جهوده ومساعيه الهادفة لاستعادة دور روسيا على الساحة الدولية. وكان يفضل أن يتم ذلك بالوسائل السلمية»، حسب ما أوضحت الدبلوماسية الأميركية.

ووفقا لباور، فإن تشوركين كان في الوقت نفسه عدوا لدودا، وصديقا عطوفا حنونا، ومدافعا شرسا عن روسيا التي يعشقها ويفاخر بها .

وفي الختام قدّمت باور نصيحة لبلادها يبدو أنها استقتها من تجربتها مع تشوركين، فأشارت إلى أنه يتوجب على الولايات المتحدة من أجل إحياء علاقاتها مع الدول الأخرى، الدفاع بقوة عن موقفها، مع الأخذ دائما بعين الاعتبار آراء الذين يختلفون معها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى