دي ميستورا يواصل لقاءاته في جنيف وخلافات «المنصّات» مستمرّة
نفت مصادر مقرّبة من وفد الحكومة السوريّة في جنيف ما تناقلته وسائل إعلام خليجيّة حول تعليق المحادثات مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، فيما واصل الأخير لقاءاته مع وفود «المنصّات» المشاركة في الحوار بجنيف لليوم الخامس على التوالي أمس، في مقرّ الأمم المتحدة، على وقع الدعم الروسي لمطلب رئيس الوفد السوري بشار الجعفري بمحاربة الإرهاب أولاً. ولا يمكن عزل رسائل روسيا التي يحملها موفدها إلى جنيف عن الرسالة التي تحملها فرقاطتها العسكرية الآتية إلى سورية، والحسم السوري الروسي الإيراني بخوض المعركة ضدّ تنظيم «داعش» وملحقاته في ظلّ أيّة مفاوضات.
ووصل إلى جنيف أمس، مبعوث الرئيس الروسيّ إلى الشرق الأوسط غينادي غاتيلوف، لمحاولة الدفع بالمحادثات الدائرة، كما يصل اليوم رئيس الوفد الإيراني في المحادثات حسين جابري أنصاري.
وأعلن غاتيلوف لدى وصوله إلى جنيف، أنّه يعتزم إجراء لقاء مع دي ميستورا، ولم يستبعد عقد اجتماع مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن «منصّة الرياض». وفي هذا السياق، أعلن رئيس وفد الهيئة العليا، نصر الحريري، أنّه سيعقد اجتماعاً مع الوفد الروسي اليوم.
والتقى غاتيلوف المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، كما اجتمع مع رئيس وفد «منصّة القاهرة» إلى مفاوضات جنيف، جهاد مقدسي.
وتأتي هذه المواقف فيما تشير مصادر إعلاميّة إلى أنّ الخلافات ما زالت قائمة بين وفد الرياض ووفدَي منصّتي القاهرة وموسكو حول آليّة وشكل التمثيل بوفد واحد، إذ لا يزال وفد «منصّة الرياض» يصرّ على احتكار تمثيل المعارضة وانضواء الوفدَين الآخرين تحت مظلّته، وهو ما يلقى رفضاً منهما.
بوغدانوف: روسيا تأمل توحيد المعارضة
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن أمل بلاده أن تشكّل «المعارضة السورية» وفداً موحّداً في محادثات جنيف.
وقال بوغدانوف لوكالة «نوفوستي» الروسية: «إنّ موسكو تأمل أن تشكّل المعارضة السورية وفداً موحّداً في محادثات جنيف، لأنّ الجميع جاء إلى جنيف لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 في نهاية المطاف». إلى ذلك، أكّد أنّ روسيا على اتصال يومي مع الحكومة السورية لبحث العديد من المسائل.
وفي كلمة ألقاها في منتدى فالداي أمس، أكّد بوغدانوف أنّ السوريّين وحدهم من يختارون قيادتهم ويقرّرون مستقبلهم، مشيراً إلى أهميّة «تشكيل أجهزة حكم تضمّ ممثّلي الحكومة السورية والمعارضة الوطنية في إطار تسوية الأزمة في سورية»، داعياً إلى الحفاظ على علمانيّة الدولة، وذلك من خلال الانتخابات والإجراءات الديمقراطيّة.
وشدّد بوغدانوف على أهميّة إقامة الحوار مع الولايات المتحدة حول الأزمة في سورية، وبيّن أنّ كلّ التغيّرات في دول «الشرق الأوسط» يجب أن تراعي الدساتير وتجري بالطرق الديمقراطية، وليس من خلال ما يسمّى «ثورات ملوّنة»، كما حدث في السنوات الماضية.
الجيش على بعد 5 كيلو مترات من تدمر
افتتح الجيش السوري معركة الجبهة الغربيّة لمدينة حلب ومعركة استعادة حيّ القابون الدمشقي، ويقترب من استعادة تدمر، وواصل أمس هجومه نحو مواقع وتجمّعات المجموعات الإرهابيّة في الجبهات الغربية من مدينة حلب، وتمكّن من التقدّم بعد تكثيف ضرباته الجويّة والصاروخية على مناطق عدّة في ريف حلب الغربي.
وبسط الجيش وحلفاؤه السيطرة على نقاط عدّة عند جبهة جمعية الصحفيّين والبحوث العلمية غرب حلب، وسط استمرار المعارك بين الجانبين، في محاولة من المجموعات الإرهابية لشنّ هجمات معاكسة لاستعادة النقاط التي خسرتها في الساعات الماضية .
وعلى جبهة تدمر في ريف حمص الشرقي، واصل الجيش السوري تقدّمه بهدف استعادة مدينة تدمر وحقول النفط . وحسب مصادر عسكرية، فإنّ الجيش السوري باتَ على مسافة أقلّ من 5 كيلو مترات من مركز المدينة.
وفي محيط دمشق، أحرز الجيش السوري تقدّماً في حيّ القابون شمال شرقي دمشق من الجهتين الشمالية الشرقيّة والشمالية الغربيّة، بعد فشل الوساطات لإنجاز تسوية على غرار ما حدث في بلدات الريف الدمشقي، وجاء هذا التقدّم بعد انتهاء مهلة حدّدها الجيش السوري عند السادسة من صباح الأحد للمجموعات المسلّحة لتسوية أوضاعهم.
بالتزامن مع ذلك، شنّ سلاح الجو في الجيش السوري غارات عدّة مستهدفاً مواقع وتحرّكات الإرهابيّين في حرستا ودوما في غوطة دمشق الشرقية، موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم. هذا، واستدعت المجموعات المسلّحة مؤازرات من فصائل مختلفة في محاولة منها لاسترجاع ما خسرته من نقاط.