لحام: لا تدمّروا سورية لتغيير النظام فنحن نؤمن بأمتنا وبلادنا ورئيسنا

شدّد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على «أنّ الحرب في سورية ليست بحرب أهلية، إنما هي دفق كارثي لأكثر من ألفي مجموعة خارجية تهدف إلى زعزعة المجتمع السوري الذي عهدناه»، مشيراً إلى أنّ «معاناة المسيحيين ليست ناجمة عن عداء المسلمين لهم، إنما ناتجة من عناصر أصولية دخلت بلادنا بهدف ممارسة العنف ضدّ كل سوري».

وأعلن في كلمة ألقاها في مؤتمر في تايوان عن الأزمة السورية، أنّ «الكنائس المسيحية في سورية ترفض أي نوع من التدخل الأجنبي في البلاد، لقناعاتهم بأنّ العنف يولد العنف والسلاح يستجلب السلاح»، وقال: «إنّ كل عمليات إحلال السلام يجب أن تكون بقيادة السوريين».

وناشد البطريرك لحام «جميع القادة الدوليين والمحليين بذل الجهد لحماية المدنيين في سورية»، داعياً «الكنيسة وقادة الدول للتحضير بعناية لمؤتمر جنيف 3 للسلام». وقال: «لا تدمروا سورية وأطفالها لتحدثوا تغييراً في النظام، فنحن كمسيحيين نطمح لأن نكون الرائدين في تطوير مجتمعنا ونؤمن بأمتنا وببلادنا وبرئيسنا». وأوضح «أنّ ملايين اللاجئين الذين فروا من سورية، مسلمين كانوا أم مسيحيين، يؤكدون أنّ هذه الحرب ليست صراعاً مسيحياً مسلماً، إنما هي حرب لزعزعة المجتمع السوري تقوم بها جماعات مرتزقة من القتلة». وأضاف: «لقد أودت هذه الحرب الكارثية بحياة أكثر من 100.000 شخص وهجرت 8 ملايين وأدت إلى إصابة أكثر من مليوني طفل بصدمات نفسية ودمرت مئات القرى، كما أنّ آلاف الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس خطفوا للمطالبة بفدية واغتصبوا وتعرضوا لكثير من الإهانات»، مشيراً إلى أنّ «آلافاً من منازل المسيحيين تمّ تدميرها كما تمّ تدمير أو تخريب 91 كنيسة وإفراغ 24 قرية من سكانها المسيحيين».

من جهة ثانية، دعا لحام إلى إيجاد حل للصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، مؤكداً أنّ ذلك «سيؤدي إلى حلّ خمسين في المئة من مشاكل وتعصّب العالم العربي، وسيحفظ وجود المسيحيين في الدول العربية». وشدّد على أنّ «الحلّ السلمي في سورية هو مفتاح السلام في المنطقة بأسرها، وأنّ النجاح بالتوصل إلى حلّ سياسي للأزمة السورية هو المفتاح للسلام في العالم العربي والعالم بأسره، وللخلاص من الأصولية في أوروبا وأميركا، ولترسيخ وحدة العالم العربي والعيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط».

وتساءل لحام: « هل كانت الحرب في سورية تهدف إلى تحقيق الحرية والعدل والمساواة أم أنها فقط لتحقيق المكاسب لتجار السلاح»؟ وأشار إلى أنّ الهجرة «لها عواقب وخيمة وخطيرة، لأنها تفرغ الشرق الأوسط من المسيحيين وتؤدي إلى فقدان التنوع والتعدّدية في العالم العربي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى