عبدالسلام: نتحضر لمواجهة خطر «داعش» واليوم سيبدأ تنفيذ الدفعة الأولى من التزامات التسوية

حاورته روزانا رمّال

أكد الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبدالسلام والخبيران في الشؤون اليمنية الإعلامي حميد رزق وعلي المحتوري، أنّ هناك أطرافاً ليست لها مصلحة في التحول وفي التوافق الذي حصل في اليمن على أن ينضم إلى مشروع المقاومة. كما أكدوا أنّ الشعب اليمني تجرّد فعلاً من الهيمنة الخارجية، معتبرين أنّ ما حصل من إنجاز للثورة الشعبية أعطى البعد والقرار للداخل ولم يكن هناك أي قرار للخارج.

وإذ لفتوا إلى أنّ حركة أنصار الله هي جزء من المجتمع اليمني وهي تعتز بقيم الأصالة والانتماء والإسلام الحقيقي وليس بإسلام داعش والولايات المتحدة»، لفتوا إلى «أنّ المجتمع اليمني وجد أنّ حركة أنصار الله تعبر عن تطلعاته».

وشدّدوا في حديث مشترك لـ«البناء» وقناة «توب نيوز» على أنّ «الدور الذي تبحث عنه الحركة هو إعادة السيادة إلى اليمن وتعريف الشعوب إلى القضية اليمنية والكرامة للمواطن اليمني واحترام العمال اليمنيين في الخليج وإقامة علاقة على قاعدة الاحترام المتبادل لأنّ الشعب لم يكن أولوية لدى النظام». وتطرقوا إلى الدور الإيراني في دعم المقاومة، لافتين إلى أنها «قدمت المساعدة للمقاومة في لبنان وللقضية الفلسطينية، وهي تتصدر مواجهة الاستكبار في المنطقة وتحثّ الشعوب على رفض الظلم ونيل كرامتها وحقوقها».

وأشار عبدالسلام إلى أنّ «الاتفاق الذي وقع مع السلطة سيتمّ إقراره اليوم والتشاور ما زال قائماً حتى الآن وبعدها ندخل في الخطوات اللاحقة في ما يخصّ تشكيل الحكومة بدءاً برئيس الوزراء إلى الوزراء إلى تنفيذ ما اتفق عليه في عقد الشراكة السياسية مع الأطراف في السلطة ونتمنى أن تكون السلطة بحجم التحدي المطلوب وتتحرك باتجاه تنفيذ الاتفاق».

وفي حال عدم الالتزام بالاتفاق، أوضح عبدالسلام «أنّ الناس موجودون على الأرض والشعب يراقب نتائج ثورته والخيارات الثورية لن تتوقف أو تتراجع إلا بعد أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق الذي نرى فيه مصلحة للوطن ولن نقدم أي خطوات منتظرين تقديم خطوات من قبلهم».

وعما إذا كان انسحاب القوة العسكرية لحركة أنصار الله من صنعاء مرتبط بتنفيذ الاتفاق بشكل كامل، قال عبدالسلام: «إنّ أعضاء اللجان الشعبية المسلحة هم من صنعاء وحملوا السلاح للدفاع عن مؤسسات الدولة، ولهذا سيعودون إلى بيوتهم ليمارسوا حياتهم الطبيعية ريثما يطبق الاتفاق بخطواته الأولى وهو تشكيل حكومة». وأعرب عن خشيته من «نهب مؤسسات الدولة»، مؤكداً أنّ «هناك الكثير من مؤسسات الدولة من بنوك ووزارات ومبنى التلفزيون والعديد من المراكز قد استلمتها الجهات المعنية لذا ستختفي المظاهر المسلحة شيئاً فشيئاً وتعود الحياة إلى ما كانت عليه».

وعن وجود عرقلة مصدرها الخارج لتحويل اليمن إلى ساحة صراع، أكد عبدالسلام أنّ «هناك أطرافاً ليست لها مصلحة بهذا التحول والتوافق الذي تمّ على أن ينضم اليمن إلى مشروع المقاومة، وعلى أن يصبح عندما يتحرر من تدخل الخارج مناصراً لقضايا فلسطين وللمقاومة في لبنان». وأضاف: «لاحظنا من خلال المشاورات أنّ هناك رغبة خارجية ببقاء المبادرة الخليجية وأن لا يكون هناك أي حكومة توافق وطني ولا نستبعد أن تحصل بعض الحوادث الأمنية مثل محاولات تفجير سيارات مفخخة، ولكننا في الوقت نفسه، مستعدون لمواجهة هكذا حالات».

ورداً على سؤال حول الدور الذي تطمح إليه الحركة في الخليج رغم الخط الأحمر الذي ترسمه أميركا، أجاب عبدالسلام: «إنّ الشعب اليمني تجرّد فعلاً من الهيمنة الخارجية وما حصل من إنجاز للثورة الشعبية أعطى البعد والقرار للداخل ولم يكن هناك أي قرار للخارج، ويمكننا أن نقول إنّ هذا أول توافق وطني من دون تدخل خارجي، ونحن نعرف أنّ أميركا وحلفاءها لا يريدون قيام أي حركة أو وجود أي دولة في الخليج خارجة عن سيطرتهم، تساند القضية الفلسطينية وتقف في وجه المشروع الأميركي – الإسرائيلي». وقال: «أميركا تريد حماية «إسرائيل» وتطبيع المنطقة والشعب اليمني اليوم يخرج عن هذه القاعدة في شكل واضح ويؤكد أنه يقف إلى جانب مشروع المقاومة وليست لنا مصلحة ببقاء الكيان الصهيوني وسنعمل ضدّه على الصعيد السياسي والثقافي والتعبئة الشعبية والعمل التربوي والاجتماعي ونعطي الدعم الكامل للمقاومة».

وسئل عبدالسلام: هناك من يقول إنّ لإيران دوراً في ما جرى؟ فأجاب: «هذه المحاولات ليست جديدة وكلّ عمل كنا نقوم به، حتى وإن كان تظاهرة لنصرة فلسطين، كانوا يقولون إنّ خلفه إيران وهذا يثبت فشل المشروع الخارجي، ونحن نجدّد التأكيد على أنّ ما حصل هو مطالب شعبية وقف خلفها كلّ الشعب اليمني من الزيدية والشافعية إضافة إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية والسلك الديبلوماسي والشخصيات السياسية من الجنوب والشمال والوسط والشخصيات الشعبية والوطنية والقبلية». وأضاف: «البعض غير مدرك أنّ اليمن أكثر الدول العربية فقراً وهو من البلدان المنهارة أمنياً وسياسياً واقتصاديا». وسأل: «ما علاقة إيران بما يجري إذا كنا نطالب بتحسين أوضاعنا المعيشية والحياتية»؟ مشيراً إلى أنّ «وقوف إيران إلى جانب الشعوب المستضعفة لنيل حقوقها يعود إليها بالنفع وتكون بذلك قريبة من الشعوب وليس من الأنظمة».

وتحدث عبدالسلام عن الدور الإيراني في دعم المقاومة، لافتاً إلى أنها «قدمت المساعدة للمقاومة في لبنان وللقضية الفلسطينية، وهي تتصدر مواجهة الاستكبار في المنطقة وتحثّ الشعوب على رفض الظلم ونيل كرامتها وحقوقها، ونحن نشكرها، ونذكر كم أثر وقوف إيران إلى جانب القضايا المحقة، سلباً، على اقتصادها الداخلي، ونحن بدورنا لا نأبه ولن نتأثر، ومتمسّكون بموقفنا المساند للمقاومة في لبنان وفلسطين وبمواجهة المشروع الأميركي وبموقفنا المساند لإيران».

وعن التقارير التي تحدثت عن انتقال مجموعات من «داعش» للقتال في اليمن كردّ من الدول الداعمة والممولة للإرهاب، أشار عبدالسلام إلى أنّ «التحدي الأمني القادم موجود وإذا أرادت الدول أن تواجه شعباً فلديها خيارات كثيرة، وما يطمئن في اليمن هو أننا لسنا منعزلين عن قتال هذه الحركات الإرهابية بل نقاتل القاعدة والدواعش منذ وقت طويل ولدينا تجربة في هذا المجال». وقال: «لقد فشلت هذه العناصر في حربها في صنعاء وما حصل لم يكن معركة مع دولة بقدر ما كانت عملية جراحية لاستئصال بعض العناصر الموجودة تحت عنوان الفرقة الأولى المدرعة المنحلة» ونحن لا نستبعد أن يتم افتعال العمليات الأمنية لتخريب التوافق السياسي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى