بوتين: مستعدون لسحب قاعدتنا من قرغيزستان فوراً
أكد الرئيس فلاديمير بوتين، أن روسيا مستعدة لسحب قاعدتها العسكرية من قرغيزستان فورا، في حال طلبت بيشكيك ذلك. وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، أن موسكو تجري مباحثات مع أنقرة بشأن توريد منظومات «إس-400» للدفاع الجوي، مشيرا إلى عدم توصل الطرفين إلى اتفاقات محددة بعد. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن ممثلي هيئتي الأركان العامة الروسية والبريطانية، التقيا في موسكو، أمس، ليبحثا آفاق إعادة الاتصالات العسكرية بين البلدين. فيما شاركت ثلاث طائرات حربية غربية، في عملية استطلاعية واسعة قرب مقاطعة كالينينغراد الروسية، حيث نشر الجيش الروسي هناك منظومات «اسكندر».
وقال بوتين، إنه لم يبحث مع نظيره القرغيزي ألماز بك أتامبايف، خلال محادثاتهما في بيشكيك، أمس، إمكانية زيادة عدد أفراد القوة الروسية المنشورة في قاعدة كنت الجوية. مضيفا، إن الجانب الروسي مستعد لبحث هذا الموضوع في حال اعتبرت القيادة القرغيزية ذلك أمرا ضروريا. وتابع قائلا: إذا ما قالت قرغيزستان ذات يوم، إنها عززت قواتها المسلحة لدرجة جعلت وجود القاعدة العسكرية الروسية أمرا غير ضروري، فسننسحب في اليوم نفسه. وشدد على أن وجود القاعدة الروسية في هذه البلاد، مرتبط بضمان أمن قرغيزستان نفسها فقط. وليس هناك أي أهداف أخرى.
وتابع: إن تعزيز العلاقات في إطار منظمة الأمن الجماعي، يعني أن روسيا ستواصل المساهمة في تعزيز قدرات الجيش القرغيزي. وأعاد إلى الأذهان أن القيادة القرغيزية طلبت منه شخصيا، في عامي 1999 و2000 نشر قاعدة عسكرية روسية، عندما واجهت البلاد هجمات مكثفة من جانب الإرهابيين المتسللين من أفغانستان، حيث كانت بيشكيك بحاجة إلى قوة جوية لزيادة فعالية محاربة الإرهاب.
يشار إلى أن بوتين وصل إلى قرغيزستان قادما من دوشنبه عاصمة طاجيكستان، حيث أجرى الاثنين لقاء مع رئيسها إمام علي رحمن.
«إس-400» لتركيا
من جهته، قال فومين للصحافيين، أمس: المباحثات مستمرة. والتوريد لم يجر طبعا بعد. التوريد ممكن في حال التوصل إلى اتفاق وتوقيع العقود المطلوبة. حتى الآن لا يوجد اتفاق.
وكان وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، أفاد سابقا بأن أنقرة تبحث مع موسكو مسألة شراء منظومات «إس-400».
من جهته، قال إلنور تشيفيك، مستشار الرئيس التركي، خلال مقابلة مع قناة «روسيا 24»، أمس، إن الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين والتركي، رجب طيب أردوغان، سيبحثان موضوع شراء أنقرة للدفاعات الروسية بما فيها منظومات «إس 400»، خلال زيارة الأخير لموسكو في 10-9 آذار المقبل.
موسكو ولندن
على صعيد آخر، ذكرت وزارة الدفاع في بيان، أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق أول ألكسندر جورافليوف ونظيره البريطاني الجنرال غوردن ميسنجر، ناقشا أيضا الإجراءات اللازم اتخاذها لتخفيف التوتر وتعزيز الثقة المتبادلة، إلى جانب الخطوات التي من شأنها منع وقوع حوادث في أثناء نشاطات البلدين العسكرية. كما أشارت الوزارة إلى أن اللقاء كان بناء، وأن الطرفين اتفقا على مواصلة الاتصالات الثنائية.
عملية استطلاع
في سياق آخر، شاركت ثلاث طائرات حربية غربية في عملية استطلاعية واسعة، قرب مقاطعة كالينينغراد الروسية، حيث نشر الجيش الروسي هناك منظومات «اسكندر».
وكشفت بيانات مواقع إلكترونية معنية برصد تحركات الطيران الحربي، أن الطائرات الثلاث، إحداهما تابعة لسلاح الجو الأميركي والثانية لسلاح الجو السويدي والثالثة لحلف «الناتو»، شاركت في عملية استطلاعية جنوب بحر البلطيق.
وكانت الطائرة الأميركية، ورقمها «62-4138»، قد أقلعت من قاعدة ميلدنهول الجوية في بريطانيا، وعبرت الأجواء الألمانية شمالي برلين باتجاه الحدود الروسية. وبالإضافة إليها، رصدت في المنطقة نفسها طائرة «E-3A AWACS» تابعة لمنظومة الإنذار المبكر لحلف «الناتو» وطائرة استطلاع «Gulfstream 4» تعود لسلاح الجو السويدي.
وكان سلاح الجو الأميركي قد كثف طلعات طائراته الاستطلاعية قرب حدود روسيا الشمالية الغربية، لاسيما بعد نشر منظومات «اسكندر» في منطقة كالينينغراد. وهي جيب روسي يحد بولندا وليتوانيا.
ويبلغ المدى المجدي لصواريخ منظومة «اسكندر» الروسية 500 كيلومتر. ويمكن التحكم بها حتى إصابة هدفها وهذا ما يجعل اعتراضها بوسائل الدفاع الجوي، أمرا صعبا للغاية، كما يمكن استخدام هذه المنظومة لإطلاق صواريخ «إر-500» المجنحة فائقة الدقة.