موسكو تنفي تجاهلها لطلب اعتقال مشتبه بهم

اتهمت الاستخبارات الكورية الجنوبية وزارتي الخارجية والأمن الوطني في كوريا الشمالية، بالتخطيط لاغتيال كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية وتنفيذ العملية في ماليزيا. ودعت المجتمع الدولي إلى الاعتماد على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، للرد على بيونغ يانغ. وأعلن مصدر في الخارجية الروسية، أمس، أن الوزارة لم تتلق أي طلب رسمي بشأن توقيف المشتبه بهم في اغتيال كيم جونغ نام. في حين أرسلت بيونغ يانغ وفدا لاستعادة جثمان أخ زعيمها.

وقال النائب البرلماني الكوري الجنوبي، لي تشول وو، رئيس لجنة المعلومات البرلمانية: إن أربعة أشخاص من المتورطين الثمانية في الحادثة، هم من وزارة الأمن الوطني في كوريا الشمالية. وإن الشخصين اللذين نفذا العملية فعليا، هما من وزارة خارجية بيونغ يانغ. واصفا هذه الحادثة بالإرهابية قادتها الدولة بنفسها ممثلة بالوزارتين.

وكشفت استخبارات كوريا الجنوبية، أنها سلمت في النصف الثاني من العام الماضي، بطريقة غير مباشرة، رسالة إلى المغدور كيم جونغ نام، دعته فيها إلى أخذ الحيطة والحذر بشأن سلامته الشخصية.

واستغل وزير الخارجية الكوري الجنوبي، يون بيونغ سيه، مشاركته في الدورة الـ34 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقدة في جنيف بسويسرا، ليثير، لأول مرة في المنظمة الأممية، اغتيال كيم جونغ نام، حيث دعا المجتمع الدولي إلى التعاون في معاقبة نظام كيم جونغ أون الكوري الشمالي.

وقال يون، في كلمته: إن النظام الكوري الشمالي استخدم غاز الأعصاب «VX» وهو أحد الأسلحة الكيميائية المحظورة بموجب اتفاقية دولية بموجب اتفاقية الأسلحة الكيمائية CWC ، في اغتيال كيم جونغ نام، مؤكدا على أن ذلك يعد انتهاكا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وتحديا للنظام الدولي.

ووصف الوزير عملية الاغتيال بأنها «صرخة يقظة» تدل على استعداد النظام في كوريا الشمالية لاستخدام السلام الكيميائي، معتبرا أن ترسانة بيونع يانغ المتنامية من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية وقدراتها الصاروخية، باتت الخطر الأكبر على السلام الدولي والأمن العالمي. وذكر بأن بيونغ يانغ تمتلك، حسب تقارير، كميات من مادة «VX» والمواد السامة الأخرى تقاس ليس بالغرامات بل بالأطنان.

موسكو تنفي

في هذا السياق، نقلت وكالة «تاس» عن المصدر في الخارجية الروسية قوله: يقوم الطرف الماليزي بالتحقيق في الحادث اغتيال كيم جونغ نام المتعلق بمقتل مواطن كوري شمالي في مطار كوالالمبور. لم نتلق أي معطيات موثوقة حول ضلوع مواطنين كوريين شماليين بالحادث المذكور، كما لم نتلق أي طلب رسمي بشأن توقيف المشتبه بهم من الجهة المختصة.

وكانت صحيفة «تشونان إيلبو» أفادت في وقت سابق، بأن سيول تقدمت إلى موسكو بطلب لتوقيف المشتبه بهم في اغتيال كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، الذي اغتيل يوم 13 شباط في ماليزيا. وأوضحت، استنادا إلى مصدر دبلوماسي، أن سيول طلبت من موسكو توقيف المشتبه بهم، الذين غادروا ماليزيا في محاولة للوصول إلى كوريا الشمالية، عن طريق إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وروسيا. وادعت الصحيفة، أن السلطات الروسية لم تستجب لطلب سيول وسمحت للمشتبه بهم بمغادرة البلاد.

ونقلت الصحيفة عن المصدر ذاته قوله: عندما لم يكن التحقيق في جريمة اغتيال كيم جونغ نام قد أحرز تقدما ملموسا ويتمتع المشتبه بهم بالجنسية الكورية الشمالية، فلم يكن لدى السلطات الروسية أي أسس للاستجابة لطلب كوريا الجنوبية.

استعادة الجثمان

بدورها، أرسلت بيونغ يانغ أمس وفدا رسميا إلى ماليزيا، لإستعادة جثمان كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، الذي اغتيل في مطار كوالالمبور منتصف الشهر الماضي. ويضم الوفد، مسوؤلين رفيعي المستوى، من بينهم النائب السابق لمندوب كوريا الشمالية الدائم لدى الأمم المتحدة، لي دونغ إيل، الذي أعلن أن من بين أهداف وفده، بالإضافة إلى استلام جثمان كيم جونغ نام، إطلاق سراح مواطن كوري شمالي تتهمه ماليزيا بالضلوع في اغتيال كيم جونغ نام. كما أكد لي دونغ إيل، أن الوفد سيبحث، أيضا، تطوير العلاقات الودية بين البلدين.

ومن المقرر أن توجه المحكمة الماليزية، اليوم، تهما إلى امرأتين، إحداهما إندونيسية والأخرى فيتنامية، باغتيال كيم جونغ نام. وفي حال إثبات مسؤوليتهما عن الجريمة، فستحكم بإعدامهما شنقا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى