لافروف: الوضع الإنساني في المدينة أسوأ ممّا كان في حلب

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ الأوضاع الإنسانيّة التي تشهدها مدينة الموصل والعمليات ضدّ تنظيم «داعش»، هي أوضاع أسوأ من تلك التي كانت في حلب السورية.

وتأتي تصريحات لافروف في الوقت الذي تستمرّ فيه القوات العراقية بالتقدّم على الجانب الغربي لمدينة الموصل. وقال: «نحن نذكّر بشكل دوري شركاءنا الغربيّين، لأنّ الوضع الإنساني هناك أكثر خطورة بكثير من ذاك الذي كان عليه في شرق حلب».

وتخوض القوات العراقيّة معركة في الساحل الأيمن لمدينة الموصل شمال العراق لتطهيرها بالكامل من تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد نجاحها في تحرير الساحل الأيسر.

وأكّد قائد الشرطة الاتحادية شاكر جودت، أنّ قوّات مغاوير النخبة والفرقة الخامسة للشرطة الاتحادية وصلت إلى خطّ التماس مع «داعش» بحيّ الدواسة وسط الموصل، حيث تدور معارك عنيفة بين الجانبين.

وكشف مصدر محلّي في نينوى، أمس، أنّ قائد تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي وجّه خطاباً في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، موضحاً أنّ الخطاب تضمّن إقراراً بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة ودعوة لعناصره بـ«التخفّي والفرار» إلى المناطق الجبليّة.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في تشرين الأول الماضي، انطلاق معركة الموصل التي تشارك فيها قوّات الأمن العراقيّة مع الحشد الشعبي، وقوّات البيشمركة في كردستان العراق، وقوّات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم «داعش».

من جهةٍ أخرى، تعهّد العبّادي بإلحاق «هزيمة قاضية» بتنظيم «داعش»، مؤكّداً أنّ الجيش العراقي منع وصول التنظيم الإرهابي إلى دول الخليج.

وخلال مؤتمر صحافي عقده أمس، في محافظة واسط بجنوب العراق، قال العبّادي بصفته القائد العام للقوّات المسلّحة: «هناك تقدّم ميداني سريع وسيطرة على جانبَي الجسر الرابع في الموصل»، مُتِّهماً في الوقت نفسه أطرافاً معيّنة «بإثارة المشاكل كلّما حقّقنا نجاحات وانتصارات». وأضاف: «سنُلحق هزيمة قاضية بـ«داعش»، والعالم يشهد على تحقيق هذا النجاح».

كما جدّد العبادي التأكيد على «عدم وجود قوّات أجنبيّة مقاتلة في العراق»، مشدّداً على أنّه «لولا العراق لوصل «داعش» الإرهابي إلى دول الخليج، ونحن قريبون من القضاء عليه».

وأعلن «أنّ العراق يملك قوة جويّة وبريّة فعّالة تؤمّن حدود البلاد»، كاشفاً أنّ الحكومة وضعت «خطّة لعزل القوات الأمنيّة عن المشاكل السياسيّة».

وجاءت تصريحات العبّادي بالتزامن مع إعلان الجيش العراقي أنّ قواته باتت على مقربة من المجمع الحكومي الرئيسي في غرب الموصل، في إطار هجومها لطرد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من آخر معاقله في المدينة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول من الوحدات الخاصة في الداخلية العراقيّة، أنّ مجلس المحافظة والمجمع الحكومي أصبحا تحت نيران قوات الردّ السريع.

وتكتسب السيطرة على هذا المجمع رمزيّة معنويّة، كما أنّها ستساعد القوات العراقية على مهاجمة المتشدّدين في وسط المدينة القديمة القريب، وستكون لها أهمية في ما يتعلّق باستعادة سلطة الدولة على المدينة.

وقال قائد الشرطة العراقية رائد شاكر جودت، إنّ قادة تنظيم «داعش» في حالة صدمة بعد العمليات التي تنفّذها القوات العراقية لاستعادة الشقّ الغربي من هذه المدينة، التي تُعتبر ثاني أكبر المدن العراقية.

وتابع جودت «أنّ وحداتنا الاستخباراتيّة الموجودة على الأرض تفيد بأنّ التنظيم الإرهابي يتداعى وتقوم قياداته بالهرب بعيداً عن الموصل،» لافتاً إلى أنّ «هذه القيادات في حالة صدمة وارتباك وهزيمة، ويقاتل عناصر التنظيم في مجموعات صغيرة منعزلة».

وتشهد مدينة الموصل نزوح آلاف المدنيين هرباً من القتال صوب مناطق الحكومة، بينما اضطرّ آخرون إلى التراجع داخل مناطق ما زالت تحت سيطرة «داعش» في المدينة، لكنّها تعاني شحّاً في إمدادات الغذاء والمياه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى