سمعان: القومية الاجتماعية دعوة للتحرّر والوحدة لرفع مستوى حياة الأمة قوى الخير والنور في مواجهة قوى الظلام
أقامت مديرية تمنين التحتا التابعة لمنفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة الأول من آذار ذكرى مولد باعث النهضة أنطون سعاده، حضره الى جانب مدير وهيئة المديرية أعضاء المجلس القومي الدكتور أسامة سمعان وكوكب معلوف وجمع من القوميين والمواطنين.
هوية سورية الوطن
شدّد الدكتور سمعان على أهمية الحدث وضرورة الاحتفال بذكرى ميلاد سعاده حيث إن الولادة كانت البشارة المؤدية إلى انبثاق النهضة القومية الاجتماعية وقال في كلمته:
«إننا إذ نحتفل في ذكرى ميلاد سعاده العظيم في الأول من آذار من كل عام، فلأن الولادة كانت بمثابة البشارة في انبثاق النهضة القومية الاجتماعية كما الشمس التي تنبثق من كبد الظلام لتنير الأرض وما عليها من دروب الحياة، لتنهض أمتنا من كبوتها التي استمرّت مئات من السنين.
لقد قدّم فتى آذار للأمة فكرته القومية الاجتماعية، عقيدة حياة، ودعوة لتحرّرها وتحقيق وحدتها وسلامة شعبها وأراضيها بعد أن كانت لقمة سائغة في أفواه الكواسر من الشعوب الهمجيّة.
يكفينا شرفاً وعزةً وإباءً أنه أعاد إلينا هويتنا الحقيقية بعد أن كانت ضائعة بين الحكام المسيطرين من أموي وعباسي وسلجوقي ومملوكي وعثماني، إلى هوية واضحة ثابتة هي الهوية القومية الحقيقية، غير القابلة للتبديل والتغيّر، هوية سورية الوطن، بأرضه وأنهاره، بجباله وصحاريه، ببحاره وسمائه. وأصبح لنا تحية واحدة، بدلاً من التحيّات المتعددة، من «عوافي»، وسعيدة، وصباح الخير، ومساء الخير، لتصبح التحية بحياة سورية، فأصبحنا نحيي سورية، ونحيي قائدها سعاده.
جاءت القومية الاجتماعية دعوة لتحرير أمتنا سياسياً من الاستعمار الأجنبي، والاستعمار الصهيوني الذي لا يزال قابعاً في فلسطين، مخاطباً القوميين الاجتماعيين: «إذا لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم».
لهذا خاض القوميون الاجتماعيون معركة تحرير الشام، وكان لنا فيها شهداء، في أكثر من محافظة، ومن بقي منهم أحياء نالوا وسام الشرف والبطولة من السلطات الوطنية، وكان أبرزهم الرفيق البطل ميشال الديك في حوران.
وخاض القوميون الاجتماعيون معركة تحرير لبنان، وسقط منهم شهداء، كان أبرزهم حسن عبد الساتر من منفذية بعلبك، الذي أثناء تشييعه تمت إزالة المكتب الفرنسي في مدينة بعلبك، بعد أن اشترط القوميون الاجتماعيون أن لا يمرّ موكب التشييع أمام العلم الفرنسي، وسقط سعيد فخر الدين شهيداً، في معركة بشامون، فنال باستشهاده وسام التضحية والبطولة من السلطة الوطنية اللبنانية يوم ذاك».
قومية المعركة
وتابع سمعان حول خوض القوميين الاجتماعيين المعركة دفاعاً عن الحق والشرف قائلاً: «أما على الجبهة البريطانية – الصهيونية، فقد خاض القوميون الاجتماعيون المعركة، وقد جاؤوا من لبنان والشام وفلسطين، منذ العام 1935، ولغاية اليوم، من مختلف كيانات الأمة مدافعين عن حقوقها وشرفها مؤكدين في كل مرة قومية المعركة فيها.
الفكرة القومية التي جاء بها سعاده لم تقتصر على التحرير وحسب، بل هي دعوة توحيدية بامتياز، هي دعوة إلى وحدة الكيانات في الأمة السورية في دولة واحدة، وفق نظام جديد يقوم على أساس جمهوري علماني برلماني ديمقراطي.
ولم تقتصر دعوة سعاده على الوحدة السياسية للأمة، بل دعا أيضاً إلى وحدتها الاجتماعية، بحيث، لا يكون فيها إقطاع لا سياسي ولا زراعي، ولا أي شكل من أشكال الإقطاع، رافضاً بالكليّة أن يتشكّل مجتمعنا من طبقات ساحقة وطبقات مسحوقة، بل أن يكون هناك عدل لا يوجد فيه استغلال واستبداد واستعباد من ذاتنا لذاتنا.
والدعوة القومية الاجتماعية هي دعوة إلى الوحدة الروحية فبطل عندنا في الحزب أن نكون مسيحيين ومحمديين، سنة وشيعة، وأصبحنا قوميين اجتماعيين نعتنق ديناً جديداً يصعد بزوابعه الحمراء إلى السماء، وهذا لا يمنعنا كشعب من أن يكون لنا دين واحد نزل من السماء هو الإسلام برسالتيه المسيحية والمحمدية».
الحرية صراع
وأضاف سمعان: «دعانا سعاده إلى ممارسة الصراع القائم في العالم، ولكن على قاعدة الصراع من أجل التقدّم، وهذا يقتضي مصارعة جميع القوى التي تريد أن تمنع أمتنا من التقدم، تيمناً بقوله: «الحرية صراع، وحق الصراع هو حق التقدم».
إن أمتنا تواجه منذ سنوات هجمة ارهابية بقيادة امبريالية، ووكلاء خليجيين من أجل تدمير العراق والشام، لمنع الأمة من مواجهة الكيان الصهيوني.
ولكن أمتنا تسير إلى انتصار لا مفر منه، حيث يقاتل القوميون الاجتماعيون تحت راية الزوبعة، في كل موقع متاح، ويقدّمون الشهيد تلو الشهيد إلى جانب قوى الخير والنور في مواجهة قوى الظلام.
يريدون إسقاط الشام والعراق، وهم لا يدركون أن في الشام والعراق أبطالاً، يسيرون حلف قادة شجعان على رأسهم الرئيس البطل بشار الأسد.
إن سر صمودنا هو في عدم الخوف من الحرب، ولأن لدينا حلفاء في هذا العالم ، من روسيا والصين والهند وإيران، يقفون إلى جانبنا مشكورين، بيد أن الذي يصنع الانتصار هو شعبنا الذي يقدّم التضحيات سواء بالتهجير أو الاستشهاد في معارك الشرف والبطولة.
أيّها القوميون الاجتماعيون.
إننا نناضل من أجل هدف واضح وضعه سعاده متمثلٍ بغاية الحزب التي نصّت على «بعث نهضة قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه، وتعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوتها، وتنظيم حركة تؤدي إلى استقلال الأمة السورية استقلالاً تاماً وتثبيت سيادتها، وتأمين مصالحها ورفع مستوى حياتها، والسعي لإنشاء جبهة عربية» تكون سداً منيعاً في وجه المطامع الصهيونية.