دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
كتبت مرّة :
عندما يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون، في الأول من كلّ آذار، بذكرى ولادة الزعيم أنطون سعاده، فإنما هم يحتفلون بالفرح الآتي الحامل في رحمِه كلّ حقّ، وكلّ خير، وكلّ جمال.
أتساءل اليوم:
هل ما زلنا، نحن السوريين القوميين الاجتماعيين، نحمل الفرح ذاته، فرحَ البشارة بولادة سعادة، وفرحَ التماهي بالحق والخير والجمال؟
لا أظن…
لو عاد سعاده، فسيخصّ بالتحية الشهداءَ الأبطالَ الذين شاركوه معموديّة الدم، في فلسطين، في لبنان، وفي الشام.. وسيصافح القوميين الذين ما زالوا متمسكين بشرف القسم والانتماء، أما الآخرون، فسيجلسون طويلاً في غرفة الانتظار، ولن يقابل الزعيمُ واحداً منهم، ما لم يعودوا إليه ويحترقوا بجمرته، ويتماسكوا، ويتمسّكوا بالمبادئ، وبوحدة الحزب ومؤسساته.
لو عاد الزعيم لأقصى مِن حوله كلّ الضعفاء، وكلّ المتردّدين، وكلّ رواد الأرصفة والمقاهي المتقاعدين والقاعدين، وكلّ السفسطائيين المختلفين على فاصلة من هنا، ونقطة من هناك.
الوضع، صدّقوني، أخطر مما تتصوّرون، وأكبر من كلّ الفواصل والنقاط التي تقفون عندها،
طالما أنّ أميركا ووصيفاتها يتآمرون لابتلاع سورية الطبيعية وتحقيق الحلم التوراتي بدولة يهودية تمتدّ من الفرات إلى النيل،
دعونا نتساءل:
ماذا يعني أن نحوّل، في الأول من كلّ آذار، قمم الجبال ناراً؟
ببساطة: يعني أنه مع ولادة سعادة بدأ العدّ العكسي لمرحلة جديدة تخرج الأمة من نفق الأنا، والتخلف، والتعصّب، والكيانية، بحيث تعود الأمة السورية، كما من قبل، إلى واجهة الدنيا، خزّاناً حضارياً، ومنارة بطولة مؤيدة بصحة العقيدة.
فماذا جرى؟ وعلامَ نختلف؟ وماذا نقول لآلاف الشهداء الذين ماتوا، كما المعلم، لتحيا الأمة.
نقول لهم: كفانا تشرذماً..
ونردّد ما صدح به الشاعر القومي ابراهيم الزين، عندما قال:
يا صاحبَ العيد، هذا العيد مولدُنا
لأنك الصبحُ والأشواقُ والمطرُ
فيا بلادي انهضي بالروح وانتفضي
ويا زوابعُ أنتِ القلبُ والبصرُ
ويا زعيمي سلامُ الحبّ من وطني
فعيدُك الزهرُ والآمالُ والبُشَرُ