ميلاد سعاده.. ميلاد القضية

معن حمية

اليوم، ميلاد وقضية. مفصليّ واستثنائيّ.

ميلاد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية.. ميلاد قضية تُساوي وجود المؤمنين بها.

ميلاد سعاده، هو اللحظة والمعنى.

اللحظة بأوانها كانت طلوعاً لفجر العزّ علينا، وإشراقة ضوء بدّد ظلام الجهل من كل جهات العتمة. والمعنى في عمقه وأبعاده، بدء حياة حرة، بروحية الصراع والتضحية والعطاء، وقيامة إنسان حرّ جديد يرى الحق بعين العقل وشرعه، وببصيرة النور وروح التحدي.

مع أنطون سعاده، صار لنا قضية، صار لوجودنا سبب.

سعاده أعاد لأمته السورية، صورة وجهها المشرق المشعّ، تاريخاً وحضارة وإنساناً، وحرّرها من موروثات الجهل وثقافة التخلّف، كاشفاً أسباب الويل اللاحق بنا، ويل الطائفية والاحتلال والاستعمار.

سعاده أضاء شعلة الحق نوراً،.. شعلة لم ينَلْ منها كل ما يحيط بنا من ظلام…

سعاده هو الذي عرّفنا على حقيقتنا، ومعه صار الحق حقاً.

لم يعد حقنا طيّ التجاهل والضعف، بل صار قاب بندقية مقاوم ودم شهيد.

فرادة سعاده، أنه أسّس حزب نهضة وصراع، نهضة تكفل تحقيق مبادئ الحزب وتجدد حيوية الأمة وقوتها لتأمين استقلالها وسيادتها ورفع مستوى حياتها، وحزب صراع يمتلك القوة بعناصرها كلها، لأنها القول الفصل في إثبات الحق القومي.

عظمة سعاده، أنه أسس حزبه على قواعد ومرتكزات عقائدية وفكرية وسياسية، لكن، بالتوازي مع ثوابت النضال والمقاومة، فكان ثائراً أول، ومقاوماً أول وشهيداً أول، يبذل دمه من أجل انتصار قضيته.

في الأول من آذار، عيد مولد المنقذ سعاده، نحاول تدوين نص مكتمل عن سعاده الكمال، تتوارد العبارات، تتخاطر الكلمات، لكنّها لا تجد مواضع لها في النص. ذلك، أنّ سعاده وحده سيّد النص وامتياز النصوص كلها.

مثلما شكل ميلاد سعاده، ميلاداً لقضية، فإنّ نص سعاده، هو «فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة بأسرها».

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى