لمعارضات المنصّات.. تماثلوا بشبّان ترملا
معن حمية
خروج عشرات الشبان بتظاهرة في بلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي وهم يهتفون بحياة سورية والرئيس بشار الأسد، يدلّ على أنّ هناك بلدات سورية أخرى واقعة تحت احتلال المجموعات الإرهابية المتطرفة، يهتف أهلها كما هتف شبان ترملا، لكن صوت هؤلاء الناس يخنقه الإرهاب بإجرامه وحقده الأعمى.
أن تخرج تظاهرة ضدّ الإرهاب في مناطق يسيطر عليها إرهابيون، فهذا لا يحرّك ساكناً عند مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، لأنّ اختصاص هذه المؤسسات، محصور بتنفيذ أجندات وسياسات الدول التي ترعاها. وللعلم، فإنّ في رصيد هذه المؤسسات مئات المواقف والتقارير التي تدعو إلى احترام حق التظاهر وحرية التعبير، وإلى حماية المدنيين ووقف انتهاكات حقوق الإنسان، لكن كلّ ذلك، موجه فقط ضدّ الدولة السورية!
دور مؤسسات حقوق الإنسان محصور فقط بما تمليه الجهات الدولية الراعية، وبالتالي لن نسمع من هذه المؤسسات موقفاً واحداً يندّد بالمجموعات الإرهابية على خلفية أسر مواطنين سوريين هتفوا لبلادهم ورئيسهم. ولن تتكبّد هذه المؤسسات عناء السؤال عن مصير هؤلاء المواطنين، ومصيرهم في شرع الإرهاب هو الموت.
أمّا المنظومة الإعلامية العربية الغربية ـ العبرية المروّجة للإرهاب باسم الحرية، فإنّ مخبريها «شهود العيان» لا يغطون المناطق الممسوكة من قبل المجموعات الإرهابية، ولا تعرض مشاهد وأخباراً لمتظاهرين ضدّ الإرهاب.
بالمناسبة، فإنّ المجموعات الإرهابية أجبرت فاعليات بلدة ترملا على إصدار بيان يعلنون فيه التبرّؤ من الشبان المتظاهرين، وهذا بمثابة هدر دم لكلّ من شارك في التظاهرة، وحكماً ستصدر فتاوى قتل بحقهم لتضيف المجموعات الإرهابية إلى سجلها الإجرامي مجزرة جديدة بحق شبان يرفضون الإرهاب وممارساته.
إنّ حياة هؤلاء الشبان، برسم الدوّل ومؤسسات حقوق الإنسان، وبرسم مَن يعتبرون أنفسهم معارضة سورية، ويذهبون إلى جنيف بزعم البحث عن مستقبل سورية والسوريين.
إنّ مستقبل سورية يرسمه الجيش السوري وحلفاؤه بالتضحيات والدماء، ومستقبل سورية بقيادتها المتمسكة بوحدة الدولة والمؤسسات والأرض والشعب، ومستقبل سورية بهؤلاء الذين هتفوا لبلدهم ورئيسهم وهم يعرفون أنّ سكين الإرهاب موضوع على رقابهم.
لمعارضات الفنادق على اختلاف منصاتها وولاءاتها، والتي تسرح وتمرح في جنيف، تماثلوا بشبان ترملا واخرجوا على طاعة أمراء النفط العربي المتأسرل، وتحرّروا من عجرفة سلاطين العثمانيين الجدد، ولا تكونوا أداة بيد الغرب وربيبته «إسرائيل»، وارفضوا الإرهاب قولاً وعملاً، واهتفوا باسم سورية… وحين تتماثلون مع هؤلاء تسقط عنكم الخيانات كلّها.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي