روسيا: شرعية الضربات الأميركية موضع شك
لفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جديد انتباه الولايات المتحدة والدول الغربية إلى أنه لا يجوز التفريق بين الإرهابيين، وكأن هناك «طيبين» و»أشراراً» بينهم.
وقال لافروف في تصريح صحافي يوم أمس: «عندما نحارب الإرهاب يجب محاربته دائماً أينما كان»، مشدداً على أنه «لا يجوز اعتبار الإرهابيين «طيبين» لكونهم يساعدون في إسقاط زعيم لا يروق لك، مع أنه منتخب وشرعي ويترأس دولة عضو في الأمم المتحدة».
وتابع الوزير قائلاً إن «الإرهابيين «الأشرار»، حسب رأي الغرب، هم من يقتلون أميركيين». وتساءل: «لماذا لم ير الأميركيون هذا الخطر في وقت سابق؟ لأن مواقفهم من هذه القضية كانت تنطلق من معايير مزدوجة، وهم لم يسمعونا عندما اقترحنا توحيد الجهود ومساعدة الحكومة السورية مثلاً في تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب سوية مع المعارضة الوطنية المعتدلة».
وفي السياق، انتقدت موسكو مواصلة الغارات الأميركية على مواقع تنظيم «داعش» في سورية والعراق، والتي تزعم واشنطن أنها تنفذ على يد «تحالف دولي» مناهض لهذا التنظيم الإرهابي.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها يوم أمس إلى أن مكافحة الإرهاب بحد ذاتها تستحق تقييماً إيجابياً، لكن السياق السياسي للأحداث لا يزال يثير أسئلة جدية.
ولفتت الخارجية إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى فضلت التغاضي عن الطابع الإرهابي للتنظيم المذكور عندما كان مسلحوه يقاتلون القوات السورية الحكومية وحدها.
كما أعربت موسكو عن شكوكها في شرعية الضربات على أساس أنها لا يمكن أن تنفذ إلا بتفويض من الأمم المتحدة وبشرط موافقة سلطات الدولة التي تنفذ هذه الغارات على أراضيها، وتلك هي حالة الحكومة السورية في دمشق.
وتابع بيان الوزارة قائلاً إنها أسئلة لا تطرحها موسكو وحدها، إضافة إلى أن الحديث لا يدور عن تحالف واسع، فالغارات الجوية لا تنفذها سوى الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول العربية، فيما تكتفي الدول الأخرى، التي أعلنت عن مشاركتها في العملية، بحملات إنسانية.
هذا وأشارت الوزارة إلى أن ثمة شكوكاً في مدى فعالية الغارات، وما يدل عليه مواصلة الإرهابيين في محاصرة بلدة عين العرب شمال شرقي سورية، أو تفجيرهم كنيسة أرمنية أثرية في مدينة دير الزور.
وشدد البيان على أن روسيا تبقى مع مكافحة الإرهاب باعتباره شراً مطلقاً، وتدعو جميع الدول المسؤولة إلى «بلورة استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب وتطبيقها على الصعيد العملي».
هذا وأعربت موسكو عن ثقتها بأن هذا الأسلوب الشامل، وليس «التحالف» الضيق الموجه ضد تنظيم «داعش» وحده سيسمح بالقضاء على ظاهرة الإرهاب.
جاء ذلك في وقت تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما في كلمة له في الأمم المتحدة يوم أمس بمواصلة الضغط العسكري على «داعش» وحض من انضموا للجماعة الارهابية في سورية والعراق على «ان يتركوا ميدان المعركة» قبل أن تفوتهم الفرصة، مؤكداً أن الحل النهائي للأزمة السورية هو سياسي.
وأشار أوباما الى أن بلاده ستدعم العراقيين والسوريين لاستعادة أرضهم من يد التنظيم الارهابي الذي استولى على بعضها خلال الأشهر الماضية. وتوعد التنظيم الذي «اغتصب النساء وقطع الرؤوس وقتل الأبرياء»، بالعمل على قطع التمويل عنه ووقف تدفق المقاتلين إلى صفوفه.
وشدد الرئيس الأميركي على أن السياسة الخارجية لبلاده «لن تقوم على رد الفعل ضد الإرهاب»، رافضاً أي حديث عن صراع الحضارات، وقال: «لسنا في حرب دينية»، مؤكداً ضرورة إضعاف «داعش» والقضاء عليه، ولافتاً في الوقت عينه إلى أن دول العالم اليوم أمام «خيار لتجديد النظام الدولي أو التراجع أمام المشاكل».
وساوى أوباما بين ملفات عدة في مستوى الخطر، وقال: «نعاني من تهديد إيبولا وتدخل روسيا في أوروبا وخطر داعش في سورية والعراق»، وتوجه إلى روسيا بالقول: «سنجعل روسيا تدفع ثمن أفعالها في أوكرانيا».
ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على منطقة الغبيط والمزارع المحيطة وبلدة الغبيب ومزارعها بالمخرم التحتاني في ريف حمص الشرقي، كما استهدفت وحدات الجيش مسلحين في كفرلاها بالحولة ووادي السمرمر جنوب غربي حسياء وفي الفاوشاويش بريف المحافظة.
وفي حلب استهدف الجيش مسلحين في عين البيضا والجندول ودير حافر وقبتان الجبل وعويجة وحلب القديمة وجمعية الزهراء والشقيف وبلاس وعلى طريق حلب الزربة والباب والقباسين.