تحدّيات النزوح تتزايد والعائلات تغادر ساحة المعارك بالآلاف المواجهات في الموصل مستمرة والجيش يتقدّم غرب المدينة

واصلت القوات العراقية أمس، عمليّاتها على جبهات عدّة في الساحل الأيمن للموصل، وقد عثرت على وثائق بأسماء مسلّحي «داعش» وقياداتهم في الساحل الأيمن، بعد أن أخلى عناصر التنظيم مراكزهم. واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية و«داعش» في وادي حجر جنوب غربي الساحل الأيمن للموصل، حيث تقدّمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب وسط إطلاق نار كثيف لتامين دخول الجيش وتلافي الهجوم عليها من قِبل عناصر التنظيم.

وثبّتت قوات الشرطة السيطرة على حيّي الجوسق والطيران، وخاضت معارك على أطراف حيّ الدندان وداخل حيّ الدواسة، وهما بوّابة الدخول إلى منطقة الموصل القديمة.

وأفادت وسائل إعلام عراقيّة، أنّ قوات الجيش المتقدّمة في غرب المدينة صدّت هجوماً مضادّاً لتنظيم «داعش» فجر أمس.

وفي السِّياق نفسه، أكّد وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، أنّ الحسم في معركة الموصل باتَ قريباً جداً. وأضاف أنّ القوات العراقية بقدر التزامها قواعد الاشتباك في قتالها في الموصل، فهي ملتزمة الجانب الإنساني والمحافظة على الأموال العامّة والخاصة وحقوق الإنسان.

وأفاد مصدر محلّي في نينوى، أمس، بأنّ أكثر من 20 نقطة أمنيّة مرابطة تابعة لتنظيم «داعش» في «أحياء الإصلاح الزراعي وباب الطوب غرب الموصل، اختفت خلال ساعات معدودة مع عناصرها وأسلحتهم»، مبيّناً أنّ «النقاط كانت ممسوكة من قِبل محليّين».

وأضاف المصدر، أنّ «ذوبان نقاط المرابطة الداخلية من دون أيّ قتال، يمثّل مرحلة جديدة في مسلسل الانهيارات الداخلية التي بدأت تظهر بوضوح مع انطلاق عمليات تحرير الساحل الأيمن للموصل».

من جهةٍ أخرى، أكّد المرصد العراقي لحقوق الإنسان نزوح 4 آلاف عائلة من الساحل الأيمن لمدينة الموصل مع اشتداد العمليات العسكرية لتحرير المدينة. وأعلن أنّ جميع العوائل النازحة اتّجهت نحو مخيّمات «الجدعة 1» و«الجدعة2» و«حمام العليل» و«الحاج علي»، مشيراً إلى أنّه في 28 شباط الماضي فقط، نزحت 1346 عائلة مكوّنة من 8470 فرداً، كانوا يعيشون في مناطق المأمون والطيران والحضر والسماح والعبور.

وأضاف المرصد، أنّ العوائل التي نزحت قبل ذلك التاريخ، كان عدد أفرادها 24329، وكانوا يعانون من صعوبة في الخروج من الساحل الأيمن بسبب استهدافهم من قِبل تنظيم «داعش» بقذائف الهاون والطائرات المسيّرة التي يستخدمها.

من جهته، قال مصدر في دوائر متابعة أحوال النازحين وإحصائهم، إنّ «الأعداد المسجّلة من النازحين بشكلٍ رسمي أمس، بلغت 11711 نازحاً. هؤلاء دخلوا المخيمات وأصبحت معلوماتهم مدوّنة بشكلٍ كامل لدى الجهات المسؤولة عن المخيمات، وكذلك الحكومة العراقيّة والأمم المتحدة».

ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الجهات التنفيذيّة العراقية المعنيّة بإدارة شؤون النازحين إلى توفير الخدمات الأساسيّة بشكل سريع للعوائل التي نزحت من مناطق الساحل الأيمن، وإلى الاستعداد لاستقبال من سينزحون قريباً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى