الراعي عاد من القاهرة: لقانون انتخاب عادل وشامل وإعطاء قيمة لصوت المواطن
رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أنّ من العيب بعد 12 عاماً ألّا يكون لدى اللبنانيّين قانون للانتخاب، معتبراً أنّ المطلوب إعطاء قيمة لقانون الانتخاب وإلى صوت المواطن وأن يكون قانوناً عادلاً.
كلام الراعي جاء بعد وصوله أمس إلى مطار بيروت الدولي عائداً من القاهرة، بعد مشاركته في المؤتمر الذي عُقد أخيراً في الأزهر يرافقه المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض، وكان في استقباله في صالون الشرف في المطار ممثّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، والمعاون البطريركي جوزيف نفاع والمطران مطانيوس الخوري.
ولدى وصوله إلى صالون الشرف حيث أُقيم له على أرض المطار استقبال رسمي، وجّه الراعي تحية إلى الرئيس عون «الذي فتح بزيارته الأخيرة إلى مصر زيارتنا إليها»، وتحدّث عن المؤتمر الذي «شاركت فيه 60 دولة بين مسلمين ومسيحيّين من كلّ الطوائف والمذاهب لمناقشة أربعة عناوين هي الحرية والمواطنة والتنوّع والتكامل، وقد هنّأنا شيخ الأزهر وحكماء المسلمين على هذه الخطوة الجديدة التي انطلقوا فيها، وأيضاً على الشجاعة التي طرحوا فيها المواضيع».
ولفتَ إلى أنّ للبنان عند الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس «محبّة كبيرة وهذا ما يُفرح»، مؤكّداً أنّ «قيمة لبنان تكمن في التواصل، فهو بلد العلاقات والصداقات منذ القِدم»، مشيراً إلى أنّ «لبنان ليس بلد حرب بل هو بلد ثقافي وبلد تجارة، ولبنان يشكّل جسراً بين العالمَين الغربي والمشرقي، ومن موقعه الجغرافي لديه دور ثقافي لعبه وما يزال».
وقال: «ركّزنا مع الرئيس المصري على أنّنا بحاجة إلى صوت مصر من أجل إعادة اللحمة في الوطن العربي، وليخرج الصوت القويّ بأنّه كفى حروباً في سورية والعراق وفي اليمن»، مشيراً إلى «ضرورة وجود صوت يقول بأنّه يوجد ناس مشرّدون على الطرقات لا بُدّ لهم من العودة إلى ممتلكاتهم، وإلّا فنحن نُقيم حقولاً خصبة لما نرفضه وحقولاً خصبة لجماعة التعصّب ولجماعات الإرهاب والعنف».
واعتبر الراعي أنّ «هؤلاء الإرهابيّين لم ينزلوا من الفضاء، بل هم كائنات بشريّة تعيش على هامش المجتمع محرومة من حقوقها مشرّدة اشتروهم وأعطوهم مالاً وسلاحاً وغسلوا أدمغتهم»، مشيراً إلى أنّه «طالب الرئيس السيسي بضمّ صوته إلى الأصوات التي تريد سلاماً».
وعن قانون الانتخاب، قال: «من العيب علينا بعد 12 عاماً ألّا يكون لدى اللبنانيّين قانون للانتخاب، فهذا لا يجوز وبالتالي يوجد مبادئ».
واعتبر أنّ «المطلوب إعطاء قيمة لقانون الانتخاب وإلى صوت المواطن، وأن يكون قانوناً عادلاً وشاملاً بحيث يستطيع كلّ مواطن لبناني التقدّم للانتخابات من دون أن يكون تابعاً لحزب أو مجموعة، فلذلك على القانون أن يحمي كلّ إنسان ليترشّح ولنخرج من المحادل».
وقال: «لا نستطيع الحديث عن بلد ديمقراطي في لبنان، وفي الوقت نفسه نظلّ موجودين قطاعات قطاعات».
وعن الموازنة قال الراعي: «كيف يمشي بلد؟ بلد لا يوجد فيه موازنة يعني وجود هدر وسرقة للأموال».
وأضاف «أنّ لبنان يزداد فقراً في حين كان يطلق عليه في الستينيات «سويسرا الشرق»، مطالباً «بضبط المال العام وإدخال مال الدولة إلى خزينة الدولة، ومن حقّ الناس زيادة الرواتب التي لا تكفي ليوم واحد، وبالتالي يجب عدم زيادة الرواتب وأن نأخذ من الناس الضرائب».
من جهته، قال فرعون: «إنّ مشاركة البطريرك الراعي في مؤتمر الأزهر هي قيمة مضافة لدور لبنان والحاجة إلى حوار الأديان والثقافات، ومشاركة البطريرك في المؤتمر هي إعطاء مثال لنموذج لبنان».
وختم: «إنّ دور لبنان في المنطقة هو أكبر من حجمه نظراً للتحدّيات في المنطقة، وعلى صعيد التحدّيات بعد انتخاب الرئيس، يوجد محطّات صعبة تواجه الدولة كالموازنة وقانون الانتخاب، وهناك تحدّيات وهواجس يواجهها لبنان كمشكلة النازحين، وهذا يتطلّب منّا المواجهة بإيمان وعقلانيّة».