الاحتلال يعتدي على المتظاهرين: إصابات وقمع مسيرات بالضفة الغربيّة

باتَ نهار الجمعة فلسطينيّاً محطّة للعديد من التحرّكات التي تشهدها بعض القرى الفلسطينيّة في الضفة الغربية للتعبير عن رفضها جدار الفصل العنصري والإجراءات الصهيونية التعسّفية ضدّ الفلسطينيين. تزامن ذلك مع إصدار التقرير الشهري الدوري، عن مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي بيّن استشهاد ستة مواطنين من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر شباط الماضي.

تظاهرات الضفّة الغربيّة

وفي السِّياق عينه، أُصيب العديد من الفلسطينيّين، أمس، بينهم صحافيّون، برضوض واختناق بسبب الرصاص المطّاطي واعتداء قوّات الاحتلال والمستوطنين عليهم، وبسبب قنابل الغاز المسيلة للدموع، التي استُعملت لقمع مسيرات الضفة الغربية. وانطلقت المسيرات في قرى النبي صالح وبلعين ونعلين قرب رام الله، وكفر قدوم غرب نابلس.

وخلال المسيرة التي انطلقت في كفر قدوم، أطلق الجيش الصهيوني الرصاص المطّاطي وقنابل الغاز والصوت باتجاه الأهالي والصحافيّين، ما أدّى إلى إصابة مصوّر تلفزيون فلسطين الرسمي، أحمد شاور، برصاصة مطّاطية بالرأس، وتمّ نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس لتلقّي العلاج.

وفي قرية النبي صالح، اشتبك عشرات المستوطنين مع أهالي القرية وأطلقوا الرصاص الحيّ لمنعهم من الوصول إلى نبع المياه القريب من القرية الواقعة في وسط الضفة الغربيّة المحتلّة، وفق ما أفاد مصوّر لوكالة «فرانس برس» وشهود عيان. واندلعت المواجهات عندما وصل شبّان من قرية النبي صالح إلى نبع مياه يقع ضمن حدود القرية، وتدخّل المستوطنون لمنعهم من البقاء بالقرب من النبع، الذي أعلنوا سيطرتهم عليه في العام 2008 وإلحاقه بمستوطنتهم المُقامة على 60 في المئة من أراضي القرية.

وفي نعلين، قمعت قوات الاحتلال المسيرة السلميّة التي أُقيمت للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، وللتأكيد على رفض إقامة جدار الضمّ والتوسُّع العنصري. وقال عضو اللجنة الشعبيّة لمقاومة الجدار والاستيطان في نعلين، محمد عميرة، إنّ «المسيرة انطلقت صوب منطقة إقامة الجدار عقب انتهاء صلاة الجمعة في مسجد الرفاتي في البلدة».

وأضاف: «على الرَّغم من الوحل والأمطار، تمكّن المتظاهرون من الوصول إلى منطقة الجدار جنوب نعلين، وقرعوا البوّابة الحديديّة بالحجارة تعبيراً عن رفضهم للاستيطان والجدار، كما أشعل عدد من الفتية الإطارات المطّاطية أعلى السلك الإلكتروني المحيط بالجدار، ما أدّى إلى تضرُّر أجزاء منه»، وذكر أنّ المشاركين في المسيرة أكّدوا دعمهم للأسير ثائر حماد في الذكرى السنوية لتنفيذ عملية «وادي الحرامية»، ومساندتهم لجميع الأسرى، خصوصاً القدامى منهم.

6 شهداء وتصاعد التهويد

وكشف التقرير الشهري لمركز الدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، أنّه خلال الشهر الماضي استشهد ستة مواطنين من الضفة الغربيّة وقطاع غزة على يد قوات الاحتلال ومستوطنيه.

وقال التقرير، إنّ الحكومة الصهيونيّة تواصل سياستها الممنهجة لتهويد مدينة القدس، وقد افتتحت سلطات الاحتلال في القدس المحتلّة ما أسمته «مطاهر الهيكل المغطس» على أرض القصور الأمويّة جنوب المسجد الأقصى، فيما قرّر البرلماني الصهيوني يوآب كيش إعادة طرح مشروع قانون إخراج مستوطنة «معاليه أدوميم» من أراضي 1967، وفرض القانون «الإسرائيلي» على منطقة اي1 .

وأضاف التقرير، أنّ سلطات الاحتلال بدأت أعمال الحفريّات لتنفيذ مشروع الشارع الأميركي الذي سُيقام على أراضي بلدة جبل المكبر والسواحرة والعيزرية، والذي يمتدّ على طول 11.5 كلم مع عرض وارتداد يصل إلى 70 م، ويهدف شارع الطوق إلى ربط المستوطنات الواقعة شمال وجنوب وشرق القدس ببعضها البعض، wوسيؤدّي شقّه إلى مصادرة 1200 دونم من أراضي الفلسطينيّين، علماً أنّ المشروع طُرح قبل 10 سنوات.

وضمن سياسة تهويد المدينة وأسرلة التعليم، أقرّت سلطات الاحتلال إغلاق مدرسة النخبة في بلدة صور باهر جنوب القدس بحجّة قيام المدرسة بتحريض الطلاب على الاحتلال.

استيطان ومصادرة أراضٍ

وأضاف التقرير، في إطار سياسة نهب الأرض وبناء المستوطنات، أنّ ما تسمّى باللجنة الفرعيّة لشؤون الاستيطان التابعة لـ الإدارة المدنيّة للاحتلال صادقت على بناء 1162 وحدة استيطانيّة في عدّة مستوطنات في الضفة الغربيّة، كذلك صادقت بلدية الاحتلال على بناء 180 وحدة استيطانيّة في مستوطنتَي «غيلو: و:رمات شلومو:، علماً أنّ هذه المشاريع المذكورة هي من ضمن عطاءات أُقرّت في أعوام.

ورصد التقرير أيضاً قيام الاحتلال بهدم 35 بيتاَ ومنشأة في كلّ من الضفة الغربية والقدس خلال الشهر الماضي، شملت 12 بيتاً ومسكناً، بالإضافة إلى 23 منشأة تجاريّة وزراعيّة وحيوانيّة، منها 17 بيتاً ومنشأة في محافظة القدس وحدها، كذلك في مناطق عاطوف وكردله وخربة الراس الأحمر في محافظة طوباس، إضافةً إلى بلدتَي يطا وترقوميا في محافظة الخليل، وبلدة الخضر بمحافظة بيت لحم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى