تقرير إخباري

تقرير إخباري

أنفاق المقاومة الفلسطينيّة ستنقل المعارك إلى الأراضي المحتلّة

والصحافة الصهيونيّة تسوّق للحرب المقبلة على غزة

لا تخلو عملية التصعيد التي ينتهجها العدو الصهيوني اتجاه المقاومة في غزة من مخاطر الوقوع في المحظور حاليّاً لجهة وضع حكومة كيان الاحتلال والسيناريوات المطروحة في حال الدخول بمواجهة جديدة مع حركة «حماس». قطاع غزة اليوم يختلف عن القطاع عام 2014، وما تخطّط له المقاومة بكلّ أجنحتها لا يمكن أن يستثني إمكانيّة الخروج إلى ما وراء جدران القطاع والتغلغل في داخل الأراضي المحتلّة وتحقيق ضربات موجعة بين المحتلّين والمستوطنين. إذ يرى محلّلون من كيان العدو أنّ التصعيد في غزة له نتائجه التي قد لا تتلاءم مع الوضع الداخلي لكيان العدو، خاصة بعد أن أشار تقرير مراقب دولة الاحتلال يوسف شبيرا إلى الإخفاقات المتتالية التي حصدها جيش العدو خلال عدوانه المتكرّر على القطاع، خصوصاً خلال عدوان 2014 الذي اعتبره فشلاً ذريعاً حمّله لرئيس وزراء العدو نتنياهو وحكومته. وهنا، لا بُدّ من التساؤل حول إمكانيّة الدخول في مواجهة جديدة، وهذه هي الحال في عمق التكتّل اليميني في حكومة نتنياهو الحالية، وما ستؤول إليه الانتفاضة المخنوقة في الضفّة الغربية عند إعلان ساعة الصفر.

التصعيد قد يقود إلى الحرب في غزة

تصاعد التوتّر بين كيان العدو وقطاع غزة، خلال الأسبوع الحالي، في أعقاب تقارير حول توغّل قوات الاحتلال بشكل محدود في القطاع وإطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الأراضي الفلسطينيّة المحتلة وشنّ غارات وإطلاق قذائف باتجاه القطاع. ويرى محلّلون عسكريون «إسرائيليون»، أنّ هذا التصعيد يأتي في أعقاب التدهور الاقتصادي والأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، بسبب الحصار «الإسرائيلي» الرهيب.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أمس، إلى أنّ «الكثير من المزيج القابل للانفجار الذي جرّ «إسرائيل» وحماس إلى الحرب في أشهر صيف العام 2014، والذي تمّ استعراضه بالتفصيل في تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد العسكريّة، عادت لتحوم في الأجواء مع اقتراب ربيع 2017».

وكتب هرئيل، أنّ المصاعب اليوميّة في القطاع هي بمثابة «قنبلة موقوتة» من شأنها أن «تدفع حكم حماس إلى اصطدام جديد مع إسرائيل»، وشدّد على أنّه «لن يكون بإمكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه الادّعاء في المستقبل أنّهم لم يعلموا بذلك»، وأضاف أنّ «إسرائيل» تعرف جيداً تقرير الأمم المتحدة، الذي قال إنّه في العام 2020 سيتحوّل قطاع غزة إلى مكان غير مناسب لسكن الإنسان فيه.

وتابع هرئيل أنّ «إسرائيل» تأمل بمنع حرب جديدة لسببين، الأول هو التخوّف في غزة من حرب كهذه بسبب الدمار الهائل وعدد القتلى الكبير الذين سقطوا في الحرب عام 2014، والسبب الثاني هو ما وصفه المحلّل بتغيير سياسة مصر اتجاه القطاع، في إشارة إلى حدوث تقارب بين مصر وحماس.

«حماس» ستنقل الحرب المقبلة إلى الأراضي المحتلّة

ويبدو أنّ كيان العدو يضرب تقرير مراقب الدولة، يوسف شبيرا، حول إخفاقات قيادتها السياسية والعسكرية أثناء العدوان على غزة العام 2014، عرض الحائط، وترفض الاستفادة من الانتقادات التي تضمّنها التقرير، خصوصاً ما يتعلّق باحتمالات تفادي حرب مقبلة. فقد قال تقرير نشره موقع «واللا» الإلكتروني بعد ظهر أمس، إنّ التقديرات الحالية في جيش العدو هي أنّه في الحرب المقبلة ستحاول حماس مفاجأة قوات الجيش عند الشريط الحدودي بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة، بواسطة استخدام مقاتلي «حماس» للأنفاق الهجوميّة.

ووفقاً لهذا السيناريو، فإنّ سرايا بأكملها من قوّة «النخبة» في كتائب القسّام، الذراع العسكري لحركة «حماس»، ستهاجم المستوطنات المحيطة بالقطاع وكذلك مواقع للجيش «الإسرائيلي» وحتى مدينة سديروت، وتنفيذ عمليات واسعة.

ونقل الموقع الإلكتروني عن مسؤولين في جهاز الحرب «الإسرائيلي» قولهم، إنّ «طبيعة تدريبات قوات النخبة في قطاع غزة، التي تُنشر في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية باللغة العربية، لا تُبقي مجالاً للشكّ بأنّ حماس ستنقل القتال في الحرب المقبلة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وستحاول التسلُّل من أجل تنفيذ عمليات قتل واسعة، وستحاول تنفيذ الخطوة الأولى بصورة مفاجئة تماماً. والجيش «الإسرائيلي» والشرطة وفرق الطوارئ المدنية المسلّحة تتدرّب وجاهزة لوضع لا تتوفّر فيه معلومات استخباريّة مسبقة عن هجوم كهذا».

وفي إطار هذه الاستعدادات الصهيونيّة، جرى شقّ شوارع جديدة على طول الحدود من أجل تمكين قواتها من مطاردة القوات التي ستهاجم منطقة النقب الغربي، كما تمّت زيادة وسائل المراقبة على طول الشريط الحدودي وتحسين نوعيّة القوّات «الإسرائيلية» المنتشرة في هذه المنطقة.

ويحاول الجيش الصهيوني بواسطة تقارير إعلامية كهذه، أن يقلب صورة الوضع بشكل مضخّم ومهوّل، علماً أنّه آلة حربيّة هائلة ورهيبة في الوقت نفسه، من حيث قوّتها على التدمير والقتل، وهو ما برز بصورة بالغة الوضوح أثناء العدوان السابق على غزة.

اللافت في هذه الأثناء هو ازدياد التصريحات المنفلتة في كيان العدو حول عدوان آخر تنوي شنّه ضدّ قطاع غزة، في الوقت الذي تتحدّث فيه تقارير هيئات إنسانيّة عن تفاقم الأزمة الإنسانيّة وتسارع التدهور الاقتصادي في القطاع. ويعرف صنّاع القرار في حكومة الاحتلال حجم الأزمة والضائقة في غزة، وعبّر عن ذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة «الإسرائيلية»، هرتسي هليفي، أمام لجنة الخارجيّة والأمن في الكنيست، قائلاً إنّ «الأوضاع في غزة تتّجه نحو الانفجار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى