النقّاش لـ«الميادين»: الإرباك الأميركي واضح إزاء إعلان التنسيق مع سورية لتنفيذ الغارات

رأى منسق شبكة أمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أنيس النقاش «أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أظهر موقفاً صلباً ومبدئياً لجهة رفض التدخل الأميركي في المنطقة تحت أي ذريعة كانت، لقطع الطريق على ما تضمره أميركا من وراء التحالف الدولي»، مذكراً بأنّ «هذا الموقف هو نفسه الذي عبّر عنه الحزب حين رفض أيّ تدخل أجنبي تحت شعار إزالة نظام صدام حسين في العراق».

وأضاف النقاش: «إنّ التاريخ يظهر أنّ الاستعمار غالباً ما يأتي بشعارات وحجج من قبيل الدفاع عن الأقليات وتخليص الشعوب من الديكتاتوريات لأجل تحقيق مصالحه» مضيفاً: «يمكن اعتبار حزب الله الآن وبكلّ وضوح مسؤولاً عن الأمن الإقليمي».

وعن الاختلاف في المواقف بين حزب الله وحلفائه وتحديداً سورية وإيران، قال النقاش: «إنّ الموقف واحد بينهم لجهة رفض أيّ تدخل من دون التنسيق مع سورية، لكنّ الموقف السوري ملتزم بالقرارات الدولية وهذا له علاقة بتحالف سورية مع روسيا».

وحول موقف حزب الله من قضية العسكريين المخطوفين، رأى النقاش أنّ في كلمة الأمين العام لحزب الله ما يؤكد «أنّ الخلاف اللبناني ـ اللبناني أربك المفاوضات والجيش، وبالتالي جاءت نصيحته في اتجاه عدم إخضاع قضية العسكريين المخطوفين للمزايدات السياسية».

ورأى النقاش في تعليق السيد نصر الله على تهديدات كتائب عبد الله عزام باحتلال بيروت، موقفاً ينطلق فيه حزب الله «من موقع المقرّر والعارف والمستنفر والمنتشر، على اعتبار أنّ من يستطيع أن يخطط ليدرأ الخطر عن لبنان خارج الحدود اللبنانية يعرف كيف يدافع عن لبنان لمواجهة هذا التطرف، وبالتالي جاء الموقف ليؤكد هذه الجهوزية».

وكشف النقاش أنّ «هناك حالة من الالتحام الشعبي في الكثير من المناطق لمواجهة الخطر الإرهابي»، مشيراً إلى أنّ الدولة اللبنانية «لم تمارس دورها القانوني أو العسكري إلى أقصى الحدود». وتساءل: «من قال إنّ الجيش اللبناني ومعه قوى شعبية والمقاومة لن يتمكنوا من درء هذا الخطر»، متحدثاً عن «عدم مسؤولية وسخف لدى بعض السياسيين في التعامل مع هذا الملف». وتابع:»لذلك جاءت دعوة السيد نصر الله للتفاوض من منطلق القوة وليس الضعف».

واعتبر النقاش أنّ «السيد نصر الله الذي ألمح إلى دور للحزب في إطلاق مخطوفي أعزاز تقصّد عدم الخوض في تفاصيل هذا الملف على اعتبار أنّ جزءاً من أدواته يجب أن تبقى خفية».

وفي سياق متصل بإعلان واشنطن تنفيذ ضربات جوية ضدّ «داعش» في سورية وإبلاغ دمشق بذلك مسبقاً، قال منسق شبكة أمان للدراسات: «إنّ ذلك جاء نتيجة الموقف الصلب لكلّ من موسكو وطهران بعدم السماح بتجاوز السيادة السورية»، مشيراً إلى «أنّ فرنسا وبريطانيا أبلغتا بذلك، ولهذا لم تشاركا في هذه الضربات».

وعن التباين في التصريحات الأميركية حول التنسيق مع سورية أو عدمه، رأى النقاش «أنّ واشنطن لا تريد أن تبدو أنها أسقطت كلّ الأوراق وأنها تتعاون مع النظام السوري، لذلك جاء الإعلان بهذه الطريقة»، معتبراً أنّ «الإرباك الأميركي واضح في هذا المجال».

وعما إذا كانت هناك ضمانات لعدم تجاوز السقف القانوني، أكد النقاش أنّ «الكلام الروسي والإيراني واضح وحازم» بأنه «في حال الاعتداء على سورية يُصار إلى تفعيل كلّ الخطط التي كانت موضوعة ويتمّ تنفيذها تصاعدياً»، كاشفاً عن «تدريبات خضعت لها طواقم من سورية في روسيا منذ ثلاث سنوات حتى اليوم على عدد من أنواع الأسلحة التي لم تورّد إلى سورية ما قبل الأزمة». ولفت إلى «أنّ هذا البرنامج التدريبي هو من أجل استباق أيّ تصعيد في المنطقة واستيعاب الكثير من الأسلحة المتطورة خاصة في مجال الدفاع الجوي، واضعاً في الإطار نفسه وصول البواخر الروسية المحمّلة بالسلاح، والزيارة التي قام بها وفد عسكري روسي أخيراً إلى دمشق، حيث بحث في موضوع التسليح ومهّد لوصول هذه المعدات التي تساعد في الدفاع عن سورية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى