باسيل: لا موازنة من دون قانون الانتخاب
أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنّ «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يوقّع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في ظلّ قانون الستين، لأنه يحترم الناس وخياراتهم، فلا يراهن أحد على تغيير هذا الموقف ولا يهدّد أحد بقانون الستين، لأنّ هذا القانون لا مكان له في هذا العهد، ودفن في أرضه وانتهى وعلينا التطلع إلى الأمام».
وأعلن باسيل في كلمة ألقاها خلال رعايته العشاء الذي أقامته هيئة تنورين في «الوطني الحر» في مجمع أوريزون حبوب جبيل، «أننا ذاهبون إلى انتصار جديد في وجه كل تخلف أبقى الوضع في لبنان على ما هو عليه، وأول شيء سنواجهه هو قانون الستين الذي أصبح من الماضي بالنسبة إلينا»، لافتاً إلى «أننا سننجز قانوناً للانتخابات يُشبهنا ومن زماننا يعطي الحرية لكل الفئات الطائفية والمناطقية والحزبية، لكي تتمثل في المجلس النيابي».
أضاف: «نحن والقوات والكتائب اللبنانية متفقون أن لا وجود لقانون الستين في الانتخابات النيابية المقبلة، مهما كانت التضحيات والثمن، لأن قانون الانتخابات أهم من رئاسة الجمهورية ويستأهل التضحية من أجله بكل شيء وحتى بالعهد، ولم نصل إلى السلطة لكي نبيع الناس إنما لإعطائها حقها وعدم سلبها هذا الحق».
وقال: «إذا كان أحد يعتقد أن التيار الوطني الحر والقوات يكتسحان المقاعد المسيحية من خلال قانون الستين، يعني أنهما مع هذا القانون يكون مخطئاً، فالتيار من موقعه اليوم يقول للناس إن هذه المقاعد النيابية لهم من أجل إنجاز القانون الذي يؤمنها لهم، فهذه هي الهدية التي يقدّمها لهم العهد».
وتابع: «الأمل كبير بالتوصل إلى توافق سياسي حول قانون جديد للانتخابات يرضي الجميع، من خلال تضحية كل واحد منا للوصول إلى توافق بين اللبنانيين والقبول بحقهم ورأيهم، فالخيارات أمامنا كثيرة والوقت ضيق، فالأولوية اليوم لقانون الانتخابات ولا أولوية تعلو عليه، فلا موازنة من دون هذا القانون ومخطئ من يفكّر عكس ذلك، ولا يحصل شيء في البلد من دون قانون الانتخابات، لأن الإصلاح الحقيقي في البلد يبدأ من خلال هذا القانون».
وقال: «نحن جاهزون للقيام بإصلاح سياسي شامل ولمجلس شيوخ والعلمنة الكاملة، لكن في ظل القوقعات الطائفية التي تُقام نحن لا نقبل أن يُحرم أحد من حقه، كما أننا لا نقبل بأن لا يستعيد المسيحيون دورهم الكامل في النظام، فهذا الدور لا يتجزأ ويجب أن يكون كاملاً لكي يكونوا شركاء كاملين، وهكذا يستعيد لبنان وهجه وتأخذ الرسالة معناها».
وأكد باسيل أن «رسالة الدين المسيحي هي التسامح والصفاء والتآخي بين الشعوب، وتنورين هي مثال على ذلك، وستبقى في الصميم السياسي والإنمائي، ولن نقبل أن تبقى خارج المعادلة الانتخابية، لا أحد يستطيع إلغاء أحد ولا نستطيع أن نبقى في المأساة نفسها التي نعيشها اليوم في البترون وغيرها، مؤكداً أن «تنورين ستأخذ حقها في الإنماء، وعليكم مساعدتنا وإعطاؤنا القدرة على ذلك بغضّ النظر عن الانتخابات وسنقف إلى جانب كل مَن يريد مساعدة بلدته، وأنتم تعلمون أننا عندما عملنا في وزارة الطاقة والمياه أوصلنا المياه إلى الجميع ولم نفرّق بين أحد، والعمل العام هو للجميع. هذا فكّرنا وهناك فكر سياسي عندما يصل إلى الحكم يحرم خصمه من الخدمات، لأنه لا يعرف أن يميّز بين حقوق الناس والإنماء من جهة وبين التمثيل السياسي من جهة ثانية. وهذه مأساة حقيقية عشناها وتعيشونها في تنورين ويسمونها إقطاعاً. والإقطاعي هو مَن يعتقد أن الناس ملكه بخياراتهم السياسية، ونؤكد أنه مع التيار الوطني الحر سينتهي الإقطاع السياسي في لبنان».
وتابع: «الإقطاع هو نهج موجود في العائلات كلها، وهذا الكلام ليس موجهاً ضد أحد، بل هو ضد نهج نريد أن ينتهي من أجل أن تتطور حياتنا السياسية. الإقطاعي هو مَن يريد أن تأتي إليه الناس طلباً للمساعدة، والفرق بيننا هو أننا نريد أن نعطي الناس الحرية والحياة الكريمة، ولا نريد أن تكون خدمة سياسية لا نريد أن نربط علاقتنا بالناس الخدمات بل بالقناعة السياسية».