مقصود: ستكون هناك تداعيات على جبهات الغوطة الشرقية ولا سيما دوما
دمشق ـ سعد الله الخليل
باغت الجيش السوري المجموعات الإرهابية المسلحة في عدرا العمالية بعملية عسكرية غير متوقعة عبر ثلاث محاور، كإتمام لعملية عسكرية بدأها قبل أسبوع وتزامنت مع تقدم واسع على محور عدرا البلد، إذ سيطر على كتل واسعة من الأبنية وتقوم وحدات الجيش بتمشيط المدينة وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في مداخل الأبنية والحدائق والساحات.
وسبق أن دخلت مجموعات تابعة لما يسمى جيش الإسلام وجبهة النصرة المدينة عدرا العمالية أواخر العام الماضي، وقتلت العديد من المدنيين، ونفذت عمليات ذبح حملت صبغة طائفية وللمدينة أهمية عسكرية للمسلحين خصوصاً لجهة قربها من الغوطة الشرقية ودمشق معاً، ووصف الباحث والخبير الاستراتيجي علي مقصود السيطرة على مدينة عدرا العمالية بالخطوة المهمة نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية والحيوية لموقعها كونه يشرف على الشريان الاستراتيجي المهم الطريق الدولية بين محافظتي حمص ودمشق وأضاف مقصود في حديثه إلى «البناء»: «إن السيطرة على المدينة تأتي لتشكل تطوراً استراتيجياً في معركة محيط مدينة دمشق في الغوطة الشرقية فعدرا، كما أنها تشرف على الطريق الدولية تتصل بالبادية السورية عبر عدرا البلد وميدعا والضمير كما تتصل بالمزارع المحيطة بدوما».
فرار وخلافات
شهدت العملية فرار مجموعات من جبهة النصرة ومحاولة فاشلة من جيش الإسلام وسط خلافات حادة بين التنظيمين حول أولوية جبهة القتال، فأمر زهران علوش مقاتليه بالانسحاب من جبهة جوبر والتوجه نحو عدرا البلد التي يعتبرها خط الدفاع الأول عن دوما معقل جماعته فيما جبهة النصرة جعلت أولويتها جبهة جوبر لما لها من أهمية لقربها من مدينة جوبر، فردت على خطوة علوش بسحب مقاتليها من عدرا العمالية وعدرا البلد ونقلهم إلى جوبر ما مكن الجيش السوري من إحداث تقدم ملحوظ على جبهتي جوبر وعدرا العمالية وكبد المسلحين خسائر في المقاتلين بينهم من هم من جنسيات غير سورية، فيما وجدت جثث مقطوعة الرأس ومحترقة. وحاول عدد من الإرهابيين الهروب منذ ساعات الفجر الأولى باتجاه دوما حيث تكفل الطيران السوري ومدفعية الجيش بإحباط المحاولة، ولاحقت الوحدات العسكرية فلول الإرهابيين داخل البساتين الشرقية لدوما وعلى الحدود الغربية لمدينة عدرا العمالية. ولفت مقصود إلى الانهيار النفسي والمعنوي للمجموعات المسلحة إذ قام السقوط على عملية فرار تلك المجموعات ورفض الاستجابة لنداء زهران علوش مسؤول ما يسمى الجبهة الإسلامية بالتوجه إلى دوما كون الهجوم التالي لرجال الجيش السوري، سيكون باتجاه دوما إلا أن جبهة النصرة حاولت الانسحاب نحو عدرا البلد لتتسلل إلى جوبر فواجهتها الكمائن التي أغلقت عليها فبدأت حالة الانهيار والذعر». واعتبر مقصود أن سقوط عدرا العمالية على يد رجال الجيش السوري بالتزامن مع العملية الاستراتيجية في حي جوبر سيكون له تداعيات على جبهات الغوطة الشرقية وخصوصاً في دوما حيث سينجلي وضع مخطوفين عدرا العمالية.
غموض يلف المخطوفين
اتخذت المجموعات المسلحة عدرا العمالية قاعدة لاحتجاز مخطوفين من المدينة عند دخولهم والبالغ عددهم 1500 عائلة، ولم يعثر خلال دخول الجيش السوري على أي من المدنيين المخطوفين في المدينة والتي ترجح المعلومات نقلهم إلى الغوطة الشرقية منذ مدة عبر الأنفاق الكثيرة حيث كشفت فيديوات نشرت على شبكات التواصل أنهم في الغوطة التي دمرها الجيش السوري خلال الفترة الماضية وسبق أن أطلق عائلة «سحر موسى» المؤلفة من ثمانية أشخاص ضمن مرحلة أولى مقابل إدخال مواد غذائية إلى المدنيين في البلدة توقف الاتفاق قبل تطبيق المرحلة الثانية. وحول ملف المخطوفين قال مقصود: «أعتقد أنهم آمنون وسالمون والحالة التي رافقت الانسحاب والفرار تعطي مؤشرات إلى أنهم تركوا المخطوفين ليضمنوا معاملة حسنة في حال وقوع أسرى للمجموعات المسلحة بيد رجال الجيش»، وتابع: «سقوط عدرا العمالية سيكشف مصير مخطوفي دوما لأن مصير دوما أصبح قريباً ومحتوماً خلال الأيام المقبلة والذي يعطينا صورة لكامل الغوطة ولمعركة محيط مدينة دمشق بالكامل، لأن سقوط عدرا العمالية المرحلة الأولى لسقوط كل هذه الدفاعات في الغوطة الشرقية سقوط البنية النفسية لهذا المشروع الإرهابي في سورية».