ما هي دوافع شركاء أميركا من العرب في الحملة المزعومة ضد الإرهاب؟
مع بدء الولايات المتحدة أولى غاراتها الجوية الأولى ضد تنظيم «داعش» وتنظيمات إسلامية أخرى متطرفة داخل سورية، حصلت على دعم خمس دول عربية هي المملكة العربية السعودية والأردن والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. هذا الدعم اعتبره الرئيس باراك أوباما عنصراً مهماً لمشروعية ضرباته الجوية.
«تريد إدارة أوباما أن تفعل كل ما هو ممكن لجعل هذه الحملة تبدو مختلفة عن حملة جورج دبليو بوش ضد صدام حسين» يقول ماكس أبراهام، أستاذ مكافحة الإرهاب في جامعة نورثايسترن، ويأمل أوباما تحقيق ذلك بطريقتين، الأولى هي المشاركة الدولية، والثانية هي عدم زج أي قوات برية على الارض. وأضاف أبراهام: «لا نريد أن ينظر إلينا باعتبارنا محتلين».
والسؤال الآن هو كيف ينظر الحلفاء العرب لهذه الحملة؟ وهل يمكن لواشنطن الاعتماد على دعمهم؟ وقد خاب أمل واشنطن فعلياً من دولة كانت غالباً ما تنفذ المهمات الأميركية في المنطقة وهي تركيا، العضو في حلف الناتو، بعد رفضها الانضمام لجهود الحملة ضد «داعش».
وما يهم هنا هو التأكيد أن للدول العربية الخمس الحليفة لديها أهدافاً مشتركة وراء الانضمام للتحالف الذي يعد فرصة مهمة لجميع هذه الدول عدا الأردن لتعزيز سمعتها كحليفة دولية يمكن الاعتماد عليها في المنطقة.
ما وراء هذه الأهداف، يشير الخبراء إلى أن كل بلد لديه دوافعه الخاصة للمشاركة في هذه الحرب التي تقودها الولايات المتحدة:
1 – المملكة العربية السعودية: على رغم إبداء حكام الرياض استعدادهم للتعاون في قضايا الشرق الأوسط التي تهم الولايات المتحدة، وتأخذ المعركة ضد الدولة الإسلامية بشكل شخصي: فتنظيم «داعش» يسعى إلى استبدال عائلة آل سعود الحاكمة مع قيادة أكثر التزاماً بالإيديولوجية الوهابية المتطرفة. وكلما زادت إمكانات هذه الجماعة كلما زادت محاولاتها للسيطرة على المواقع الإسلامية المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد صرح التنظيم في أكثر من مناسبة عن أهدافه «لتحرير» أرض الحرمين الشريفين حال انتهاء مهمتهم في سورية، بحسب الدبلوماسي السعودي السابق فهد ناظر.
2 – الأردن: مثلها مثل المملكة العربية السعودية تعتبر نفسها هدفاً رئيساً لطموحات تنظيم الدولة الإسلامية. فهي ضعيفة داخلياً، نظراً إلى تعثر اقتصادها، واستمرار تدفق اللاجئين من سورية. وقد هدد التنظيم علناً في وقت سابق من هذا العام، العاهل الأردني الذي تربطه علاقات متينة مع أميركا وبريطانيا.
3 – البحرين: منذ بداية الانتفاضة الشعبية الكبرى في البحرين قبل بضع سنوات، تعتمد القيادة هناك اعتماداً كبيراً على المساعدات السعودية عملياً لمواجهة الثورة الشعبية ضد النظام الملكي واستراتيجياً لموازنة نفوذ القوة الإقليمية إيران. وأكد معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن دوافع البحرين للمشاركة في التحالف ضد تنظيم «داعش» هي في المقام الأول لإثبات التزامها كحليف مؤيد للسعودية والغرب.
4 – قطر: دور هذه الدولة الصغيرة التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقه ربما أكثر تعقيداً، لأن قطر لديها علاقات تسعى إلى الحفاظ عليها مع الولايات المتحدة، وشكل ظهور اسم قطر في قائمة الحلفاء العرب المشاركة في الضربات على سورية مفاجأة للكثيرين.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن اثنين من أهم الشركاء في التحالف هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مازالتا تنظران لقطر على أنها «عراب الإرهابيين في كل مكان». وقد أشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى قطر باعتبارها المضيف الأول لتمويل للمنظمات الإرهابية العاملة على بعد مئات الأميال من حدودها.
5 – أما مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة التي يبدو حكامها متحمسين جداً لإثبات تأكيدهم لدعم هذه الحملة فتتشابه بشكل كبير مع أهداف المملكة العربية السعودية: فكلاهما يريد تعزيز دوره الإقليمي والدولي. على رغم أن الإماراتيين أقل استهدافاً من قبل تنظيم «داعش»، لكنها تسعى أيضاً إلى استمرار الدعم الأميركي والوصول إلى رؤية سورية لا تتضمن تنظيم «داعش» ولا الرئيس بشار الأسد.