تضارب التقارير حول مستوى التورّط الأميركي في سورية

حميدي العبدالله

نشرت وسائل الإعلام الأميركية، ولا سيما صحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» معلومات تفيد بأنّ البيت الأبيض الأميركي، وكذلك البنتاغون، يبحثان خططاً لزيادة التدخل العسكري البري في سورية، وتحديداً في سياق طرد داعش من مدينة الرقة.

لكن تفاصيل الاقتراحات التي يجري البحث فيها تبدو «غامضة» كما خلصت صحيفة «واشنطن بوست».

وأجمعت الصحيفتان على التشكيك في واقعية الأفكار أو «الخطة» التي يجري بحثها. صحيفة «نيويورك تايمز» بعد استعراضها للقوى المرشحة ميدانياً لخوض المعركة، وهي الدولة السورية وحلفاؤها، و«قوات سورية الديمقراطية» بقيادة الولايات المتحدة والتحالف الدولي، إضافةً إلى الرغبة التركية في المشاركة في المعركة شرط عدم مشاركة أكراد سورية فيها، قالت «الكلّ يرفض بشدة السماح للآخرين بالسيطرة على المدينة، وستكون هناك ردّة فعل غاضبة، على الأرجح، في حال قدّمت الولايات المتحدة الدعم للآخرين»، وتخلص الصحيفة إلى القول «ليس من الواضح أيّ طرف لديه من الموارد ما يكفي للسيطرة على المدينة» وتختم «ليس هناك من هو على استعداد لتخصيص الموارد وتحمّل المخاطر».

واضح أنّ الصحيفة تشير إلى أنّ هذا ينطبق على الولايات المتحدة، وليس فقط على سورية وحلفائها وعلى تركيا، ومن شأن هذه القضية أن تجهض أيّ احتمال لزيادة التورط العسكري الأميركي في سورية، لا سيما أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال في أول كلمة له أمام الكونغرس أنّ حروب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كبّدتها خسائر تقدّر بأكثر من 6 تريليون دولار وهي كافية للحفاظ على الازدهار داخل الولايات المتحدة لولا التورّط في حروب الشرق الأوسط، فهل فعلاً لدى إدارة ترامب رغبة في تورّط قد تكون كلفته أعلى؟

صحيفة «واشنطن بوست» استبعدت زيادة التورّط العسكري الأميركي في سورية، على الرغم من اقتراحات البنتاغون وقبول البيت الأبيض مناقشة هذه الاقتراحات.

بالنسبة لواشنطن بوست «التوصيات المقرّرة في البيت الأبيض يوم الاثنين من المرجح أن تزيد من التركيز على العناصر غير العسكرية في الحملة الجارية بالفعل، مثل الجهود للضغط على الموارد المالية للدولة الإسلامية، والحدّ من عمليات تجنيدها».

واضح أنّ اعتماد الخطة الأميركية على هذه العناصر غير العسكرية، أو ما أسماه الجنرال «جوزيف دانفورد» رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية عدم «اعتماد الخطة الأميركية على القوة العسكرية» ووصفها بأنها «خطة سياسية عسكرية، وليست خطة عسكرية»، يساهم في إضعاف داعش، ولكنه لا يتيح الفرصة أمام فريق واحد لتسهيل خوض معركة الرقة، بل إنّ الفرصة ستكون متساوية أمام جميع الأطراف، بما في ذلك الجيش السوري وحلفاؤه، فهل تقوم بذلك إدارة ترامب…؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى