باسل الأعرج… عاش مقاوماً واستُشهد كما أراد
استشهد الشاب الفلسطيني باسل الأعرج برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، قرب بيت لحم أمس، بعدما تصدّى لمجموعة من جنود الاحتلال حاولت اقتحام شقة كان تحصّن بداخلها في مخيم قدورة، وسط مدينة رام الله، قبل أن تقتحم المنزل وتطلق وابلاً من الرصاص عليه، وتحتجز جثمانه. كما أصيب أيضاً شابان برصاص قوات الاحتلال أثناء تصدّيهما لها في محيط المنزل. والشهيد باسل الأعرج يبلغ من العمر»31 عاماً» من قرية الولجة في محافظة بيت لحم.
وقال شقيق الشهيد: «منذ الإفراج عن الشهيد باسل لم نتواصل معه نهائياً، ولم نتمكن حتى من التحدّث معه عبر الهاتف»، مؤكداً أنّ أفكاره «تمحورت حول المقاومة وكنس الاحتلال، كان يبحث عن الحرية وينشدها وله منشورات سياسية واضحة عدة في هذا الشأن، وكلّ من تابع نشاط باسل عرف مَن هو باسل الأعرج، حيث كان يعتبر أحد الباحثين في تاريخ المقاومة الفلسطينية». وعثرت عائلة الأعرج على وصيته في مكان استشهاده. وممّا جاء فيها «أنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم».
الجدير بالذكر أنّ الشهيد الأعرج كانت قد اختفت آثاره في 31 آذار العام الماضي، سوية مع الشابين هيثم السياج ومحمد حرب. وبعد أسبوع أو أكثر بقليل عادوا إلى بيوتهم واعتقلتهم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بادعاء التحقيق معهم في أسباب اختفائهم، وبعد فترة أطلق سراحهم. والشهيد الأعرج مطارد من قبل قوات الاحتلال منذ أشهر عدة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزله مرات عدة بحثاً عنه، وأصبح مطارداً للاحتلال منذ الأيام الأولى بعد الإفراج عنه من سجون السلطة بعد 6 أشهر من الاعتقال والإضراب عن الطعام.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشاب الفلسطيني باسل الأعرج، ودعت الجبهة في بيان أصدرته عقب استشهاد الأعرج فصائل المقاومة إلى الوحدة الميدانية والتنسيق بينها للرّد القوي على هذه الجريمة. وأكّدت الجبهة أنّ فلسطين فقدت واحداً من خيرة وأبرز شباب فلسطين وأحد أبرز المؤرّخين لتاريخ فلسطين في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
واعتبرت الجبهة أنّ «جريمة اغتيال المناضل الشهيد الأعرج جاءت ثمرة لاستمرار التنسيق الأمني المقيت»، مشدّدة على ضرورة إدراك المخاطر الحقيقية على القضية الفلسطينية. وأكّدت الجبهة أنّ «الاحتلال واهم إن كان يعتقد بأنّ جريمة اغتياله للثائر الباسل الأعرج ستوقف مفاعيل الانتفاضة، وروح المقاومة والانتماء في الشباب الفلسطيني».
من جهتها اعتبرت حركة حماس استشهاد باسل الأعرج في رام الله أمس، «واحدة من حلقات انتفاضة شعبنا في الضفة الغربية ضد الاحتلال، واستمراراً لحالة التمرد على المستعمر للأرض والمقدسات». وقال حازم قاسم المتحدث بِاسم حماس، إنّ «الفعل الاستشهادي للشهيد الأعرج، يُثبت مرّة أخرى أن انتفاضة القدس قرار فلسطيني نهائي في الحصول على الحرية»، مضيفاً أنّ «الشباب الفلسطيني على استعداد لدفع ثمن الحرية من دمائه الطاهرة».