مبادرة عربية لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية

على رغم المشاركة العربية في الحملة التي تشنها الولايات المتحدة على تنظيم «داعش» تحدت دول عربية الولايات المتحدة في اجتماع رئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمحاولة زيادة الضغوط على كيان العدو «الإسرائيلي» بسبب ترسانته النووية المفترضة.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن نتيجة التصويت على مبادرة عربية تخص كيان العدو بالانتقاد في المؤتمر السنوي الذي تعقده الوكالة من 22 إلى 26 أيلول قد تكون متقاربة وذلك بعد عام من هزيمة اقتراح مماثل.

وسيكون القرار الذي تقترحه الدول العربية بشأن ما يصفه بالقدرات النووية للكيان وتعارضه واشنطن والدول الأوروبية قراراً غير ملزم حتى إذا تمت الموافقة عليه في التصويت الذي يتوقع أن يجرى هذا الأسبوع.

غير أن الضغوط الشديدة التي يمارسها كل من الطرفين لدعم وجهة نظره تؤكد الأهمية الرمزية لمشروع القرار والخلافات العميقة بشأن قضية الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

ومن المعتقد أن «إسرائيل» تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط وكثيراً ما تكون موضع إدانة من جانب الدول العربية وإيران باعتبارها تمثل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة، وهي الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط التي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وقد أبدى مشروع قرار وزعته 18 دولة عربية في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «القلق بشأن القدرات النووية «الإسرائيلية» والدعوات التي تطالبها بالانضمام للمعاهدة ووضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة».

ويرى مسؤولون أميركيون و»إسرائيليون» أن نشاط إيران النووي هو الخطر الرئيسي لانتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط. وقد حذر المسؤولون من أن القرار العربي المقترح قد يؤدي في حال إقراره إلى انتكاس المساعي الرامية لحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.

ولم تؤكد «إسرائيل» قط أو تنفي امتلاك أسلحة نووية بمقتضى سياسة الغموض التي تتبعها بهدف ردع خصومها من الدول العربية والإسلامية. وتقول إنها لن تنضم إلى معاهدة حظر الانتشار إلا بعد تسوية سلام شاملة في الشرق الأوسط.

وانتقد رئيس وفد كيان العدو «الإسرائيلي» شاؤول شوريف رئيس هيئة الطاقة الذرية ما وصفه بحملة مستمرة مناهضة لـ»إسرائيل» تشنها الدول العربية الأعضاء في الوكالة الدولية. وقال للمشاركين في الاجتماع هذا الاسبوع إن «الإصرار العربي على عبارة القدرات النووية الإسرائيلية يتنافى مع الحوار والثقة».

وفي العام الماضي، قدمت الدول العربية مشروع قرار للمرة الأولى منذ 2010 لإبداء استيائها من عدم حدوث تقدم في المساعي الرامية إلى حظر القنابل النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الاوسط، وقوبل القرار بالرفض بفارق ثمانية أصوات.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن عدوان غزة قد يؤثر في تصويت بعض الدول التي لم تحسم رأيها على رغم أنه لا توجد صلة مباشرة بين القضيتين. لكن دبلوماسياً قال إنه يتوقع مع ذلك هزيمة مشروع القرار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى