تحدّيات الإعمار ودور الجمعيات والمجتمع الأهلي… أبرز محاور مبادرة «صرخة عشتار قضية وطن»

لمناسبة يوم المرأة العالمي، أطلقت مؤسسة «أحفاد عشتار» أمس مبادرتها للعام 2017 بعنوان «صرخة عشتار… قضية وطن»، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية.

وناقش المشاركون في أولى فعاليات المبادرة تحديات إعادة الإعمار وفق محاور عدة وهي الثقافي الذي ركز على إقامة نشاطات ثقافية ونواد سينمائية وغيرها لأهميتها في نشر الوعي وثقافة الحوار في المجتمع والمحور الاجتماعي التربوي المعني بتقديم الدعم النفسي والرعاية للأسر المتضررة وتعديل المناهج التربوية وتفعيل دور المرأة في الدفاع عن سورية في المحافل الدولية والعربية.

كما تضمن المحور الاقتصادي أهمية إيجاد فرص عمل وتمكين المرأة لإقامة مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر خاصة بها إضافة لتدريب الكوادر النسائية

وزيادة مهاراتها إلى جانب الشأن القانوني الذي ينص على ضرورة إصدار وتعديل عدد من القوانين بما يسهم في ضمانة حقوقهن وحمايتهن من الانتهاكات التي يمكن أن تقع عليهن.

ولفتت رئيسة مؤسسة «أحفاد عشتار» الدكتورة أيسر ميداني إلى أهمية مساهمة الإعلام في تغيير النظرة التقليدية للمرأة ودورها بما فيه تعزيز الثقافة العامة تجاه دورها المحوري والمهم في تحقيق النهضة المجتمعية ونقض الآراء الرجعية والمتخلفة بشأن قضايا المرأة ومكانتها في المجتمع.

وقالت ميداني: أهمية إنجاز عدد من المبادرات الأهلية بما يساهم في تجميع الطاقات والامكانات بهدف إعادة بناء الانسان أولا وإعمار ما دمره الإرهاب وذلك من خلال مواكبة العمل الأهلي والحكومي للنهوض بالمجتمع.

في السياق نفسه دعت المحامية رشا يونس الحلح إلى ضرورة التعامل مع النساء اللاتي تعرضن لانتهاكات أو عنف كضحايا الأمر الذي يتوجب إصدار تشريعات قادرة على تأمين الرعاية الاجتماعية اللازمة لهن وإعادة دمجهن من جديد. إضافة إلى ضرورة تعديل بعض التشريعات الخاصة بالأحوال المدنية بما يتوافق مع المتغيرات ومنعكسات الأزمة.

بدروها، لفتت المعالجة النفسية الدكتورة رندا رزق الله إلى تكاتف النساء وتوجههن للعمل المنظم من خلال الجمعيات الأهلية لتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة، وتقديم الدعمين النفسي والمادي، نظراً إلى دور هذه الجمعيات في التخفيف من الأعباء النفسية والاجتماعية عن نساء تعرضن للاعتداءات الإرهابية.

وفي تصريح صحافي أشارت عضو مؤسسة «أحفاد عشتار» ريما عمري إلى أن المرأة السورية أثبتت تاريخياً أنها منتجة وفعالة ومقاومة. مبيّنة أن المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر تشكل حلّاً للأسر التي تضررت من جرّاء الأزمة، خصوصاً المرأة، الامر الذي يفترض دعم مثل هذه المشاريع المولدة للدخل والحد من البطالة ويحفظ لهن كرامتهن وحياتهن.

بدورها، أكدت عضو المؤسسة الدكتورة شعلة خاروف على أهمية دعم التنمية المستدامة إلى جانب تفعيل الثقافة بكل أبعادها والتأكيد على التشاركية بين كل فعاليات المجتمع إذ إن كلاً منّا قادر من موقعه على فعل شيء لإعادة الإعمار وأن يكون يومنا هذا نقطة بداية للانطلاق باتجاه تعزيز دور النساء ومساعدتهن.

وخلال إطلاق المبادرة تم عرض الفيلم الوثائقي «وجع» الذي يوثق شهادات حية لنساء سوريات تعرّضن للاعتداء والخطف على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة في مناطق مختلفة من سورية، حيث أشارت الصحافية ومعدّة الفيلم فاديا محمود إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة العمل الميداني الحقيقي عبر تقديم مساعدات فعلية نفسية ومادية ومعنوية للنساء المتضرّرات من جرّاء الإرهاب، مبيّنة أن فكرة الفيلم جاءت من الحاجة إلى إظهار حقيقة معاناة النساء من جرّاء الإرهاب التكفيري ليشكل هزّة للضمير وإشارة إلى أننا مطالبون بالتحرك لدعم هؤلاء النسوة.

حضر الفعالية عدد من أعضاء مجلس الشعب وممثلون عن الجمعيات الأهلية إضافة إلى عدد من المهتمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى