«إسرائيل» تستنجد بروسيا لحمايتها من «الخطر الإيراني»… أما عدوانها فمن يوقفه؟
اياد موصللي
قرأت هذا الخبر في الصحف وسمعته في نشرات الأخبار… «أعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الأحد انه يعتزم لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس المقبل غداً في العاصمة الروسية موسكو وانه يخطط لبحث المسألة السورية معه والدور الإيراني فيها.
وقال نتنياهو: «سألتقي يوم الخميس الرئيس بوتين في موسكو، وتكون الأوضاع في سورية ومحاولات الحلّ في مركز اهتمام المحادثات».
وعبّر نتنياهو عن قلق «إسرائيل» من المحاولات الإيرانية لتثبت نفسها في سورية، وقال في هذا الصدد «أعتزم الإعراب عن رفض إسرائيل القطعي، وأتمنى ان نتمكن من التوصل الى تفاهم متبادل»!
لا نقول يا سخرية الزمن الذي وصلنا فيه الى هذه المرحلة وهذا المستوى…
دولة سمّيناها واعتبرناها مزعومة، أصبحت تقرّر مصيرنا وترسم سياستنا ومستقبلنا ومستقبل المنطقة، تقرّر ما تقبل وما ترفض..!
دولة حققت ما قالته قبل ان تنشأ وتصبح كياناً حقيقياً لا مزعوماً.. بفعل أشباه الرجال الذين تولّوا مصيرنا ورسموا مستقبلنا ومستقبل هذه الأمة.
أصبحت «إسرائيل» ترسم خارطة طريق للوضع في سورية وتحدّد مساره وفق مصالحها وأدوار الدول في الأزمة والأحداث الناشبة في المنطقة والتي لعبت الدور الأساس في تكوينها وصنعها، محققة بذلك ما أورده ديفيد بن غوريون حيث قال: «سيأتي من نسلك ملوك يحكمون حيث تطأ قدم الإنسان إلى تلك الأرض التي تحت السماء وسوف يحكمون كلّ الأمم حسب رغبتهم. وبعد ذلك يسحبون الأرض كلها إليهم ويرثونها إلى الأبد… هذا هو دستور إسرائيل…»
وفي الصفحة 27 من بروتوكولات حكماء صهيون: «اننا نحن اختارنا الله لنحكم الأرض كلها الله منحنا العبقرية لنطلع بهذا العبء ولو كانت العبقرية في المعسكر الآخر لبقيت حتى اليوم تناهضنا…»
«إسرائيل» تتجه إلى حلفائنا للتباحث معهم في الأدوار التي تقبل بها أو ترفضها.. عندما كان شاه إيران حليفاً لـ»إسرائيل» يحرّض الأكراد في العراق كانت «إسرائيل» ترى في إيران صديقاً وحليفاً كما ترى في تركيا اليوم…
إيران وقفت الموقف الصحيح ووعت الخطر الذي يهدّد المنطقة كلها والمتمثل بـ»إسرائيل»، فهبت رياح الغضب وبدأت الصهيونية تثير العالم ضدّ إيران و»خطر» إيران وكأنها أيّ «إسرائيل» رسولة السلام والخير..
ويشجع «إسرائيل» على بغيها وطغيانها خنوع وتواطؤ الأنظمة المستكينة المتآمرة مع أعداء أمتنا على أمتنا..
من سياقات ما مرّ وحصل يتضح انه ما من نظام كان يرغب او يريد فتح القمقم وإخراج المارد لتبقى هذه الأمة في طفولتها وسباتها العميق ليبقى الزمام بيد سماسرة التاريخ الحديث اسوة بسماسرة الأزمنة الغابرة، ليبقى مصيرنا دائماً على مائدة المصالح وصفقة من صفقات الاستمرار بالحكم وتجعل من تلك الأنظمة أداة تحقيق الإرادة الدولية ومصالحها التي تتضارب في جميع تفاصيلها مع تطلعاتنا وطموحاتنا ومصالحنا.
المؤلم انه ما من نظام سواء كان رجعياً او تقدّمياً جاء ليصحّح ما ارتكبه السابقون او استطاع ان يحقق بعضاً من آمال هذه الأمة في وقفة عز تعيد الكرامة إلا من بعض نترات المواقف التي لا تعيد أرضاً مسلوبة ولا ترفع رأساً.. وإذا جاء نظام يريد بناء ذاته ومقوماته كي يثبت حريته وتحرّره حاولوا تدميره والشواهد عديدة وكثيرة في سورية من الشام للعراق..
فمنذ البداية لم نكن نؤمن بقضية بقدر ما كنا نرسم لمصالح فردية آنية نهب الأرض والأوطان كما نهب نعجة أو جملاً او نذبح شاة لضيف قادم…
سقط قناع العار وأصبحت «إسرائيل» أقرب إلى السعودية ودول الخليج من إيران.
هؤلاء الأعراب الذين أتقنوا فنون السمسرة وإيقاظ الفتن، فجالوا في كلّ الميادين، وأوقدوا نيران الحقد، وأطلقوا ثيران الهدم والتدمير… علم «إسرائيل» يرفرف في غرف نومهم وعطر بخورها في مجالسهم… رأوا في المقاومة عدواً وخطراً دائماً وبـ»إسرائيل» الوداعة وحسن الجوار..
لم يثر أحد من هؤلاء احتجاجاً أو يرفع صوتاً ضدّ الخطر الداهم المقبل والمتمثل بالمفاعل النووي الإسرائيلي والنوايا التي في النفوس، ولم يشاركوا بحرب او يرفعوا صوت احتجاج.. ما صرف على تدمير الشام والعراق واليمن من أموال وأسلحة ورواتب للإرهابيين من شتى البقاع والأصقاع.. لو وظفوا 1 من هذا الجهد والمال ضدّ «إسرائيل» لأزالوها من الوجود ولما تركوها تسعى لتحقيق حلمها القاتل.
«سيأتي من نسلك ملوك ويحكمون حيث تطأ قدم الإنسان إلى تلك الأرض التي تحت السماء وسوف يحكمون كلّ الأمم حسب رغبتهم، بعد ذلك سوف يسحبون الأرض كلها اليهم ويرثونها الى الأبد.. هذا هو دستور «إسرائيل» وإيمانها..
الحديث النبوي يقول «اطلبوا العلم ولو في الصين…» وهؤلاء جعلوها «اطلبوا القتلة ولو من الصين». فأستقدموا الصينيين الايغور يرفعون راية الإسلام المزيفة يدمّرون ويقتلون..
لو انّ هذا الذي جرى على الأرض العربية في الشام والعراق واليمن وليبيا جرى جزء منه في «إسرائيل» هل كانت هذه الدولة المزعومة بقيت ست سنوات ودماء أبناء الأمة والعروبة تسفح وبناها تدمّر والفتن توقظ، فيما «إسرائيل» تبني المستوطنات وتهدم البيوت وتتلف المزارع وتقتل البشر وتدمّر الحجر، تتمدّد مستعينة بالأصدقاء والحلفاء والعملاء من الأعراب الذين لا دين لهم ندعوهم للعودة اليه ولا انتماء قومياً ندعوهم للمحافظة عليه…
ونعود فنتذكر ما قاله سعاده: «لم يتسلط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل… انّ الصراع بيننا وبين اليهود وفي كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الاجانب…»
قلقت حكومة «إسرائيل» وسارع «نتن ياهو» الى روسيا محاولاً التوسل لدى موسكو عرقلة مساعي الحلّ في سورية، واللافت انّ المساعي التي تبذلها اسرائيل ضدّ إيران تتلاقى مع المساعي السعودية في هذا المجال.. أهي مصادفة ام محالفة.. من غرائب الزمن انّ إيران حبيبة «إسرائيل» أيام الشاه أصبحت اليوم العدو اللدود بعد ان صحّحت المسار ورأت في «إسرائيل» خطراً ووضعت هذا الخطر على لائحة صواريخها وجعلتها الهدف الذي يدمّر «إسرائيل» بدقائق إذا ما حاولت العدوان..
الآن نحن نعرف عدوّنا نشأة وتكويناً وأحطنا بما يريد حالياً ومستقبلاً وهو لم يخف ما أراد ويريد ويعمل جاهداً لتحقيقه.. لن نبقى كما في الماضي الشعب المحتار وهم الشعب المختار.. اننا شعب المقاومة المؤمنة بأنّ فينا قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ وستفعل..
نحن الآن بدأنا السير على الطريق الصحيح.. فنحن كما قال سعاده: «اننا لا نريد الاعتداء على أحد ولكننا نأبى ان نكون طعاماً لأمم أخرى، اننا نريد حقوقنا كاملة ونريد مساواتنا مع المتصارعين لنشترك في إقامة السلام الذي نرضى به وانني أدعو اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطينيين والأردنيين الى مؤتمر مستعجل تقرّر فيه الأمة إرادتها وخطتها العملية في صدد فلسطين وتجاه الأخطار الخارجية جميعها وكلّ أمة ودولة اذا لم يكن لها ضمان من نفسها من قوتها هي فلا ضمان لها بالحياة على الإطلاق.
يجب ان نعارك يجب ان نصارع، يجب ان نحارب ليثبت حقنا. واذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً، عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل».