المرأة اللبنانية في يومها العالميّ… بين الاحتفالات والحقوق

أحيا اللبنانيون واللبنانيات أمس يوم المرأة العالمي، باحتفالات وندوات وفعاليات عدّة عمّت المناطق اللبنانية. بدءاً من القصر الجمهوري، ووصولاً إلى أقاصي البقاع الشمالي، فيما أنيرت السراي الحكومية بالضوء الزهريّ.

رئيس الجمهورية

وقد هنّأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المرأة اللبنانية في يومها العالمي، مقدّراً تضحياتها وتفانيها، وشدّد على دورها في بناء الوطن والمجتمع والعائلة. وقال خلال استقباله صباح أمس بحضور اللبنانية الأولى ناديا الشامي عون، وفدَ المجلس النسائي اللبناني برئاسة المحامية إقبال مراد دوغان، أنه مع إزالة كل الفوارق القانونية بين المرأة والرجل، وأن هذا الموقف نادى به دائماً وسيواصل العمل لتحقيقه.

وطالبت دوغان بتطبيق مبادئ الدستور وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل وتحقيق المواطنة الكاملة والفاعلة للنساء، وبقانون عادل للجنسية.

ندوة في بيت المحامي

كما نظّمت لجنة المرأة في نقابة المحامين في بيروت وجمعية «غداً لبنان»، في قاعة بيت المحامي، ندوة بعنوان «المرأة والغد في لبنان»، برعاية وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، وبحضور شخصيات سياسية ونسائية واجتماعية.

وألقى نقيب المحامين أنطونيو الهاشم كلمة قال فيها: لم تصبح قضية المرأة همّاً دولياً إلا عام 1975، على إثر المبادرة التي قامت بها الأمم المتحدة بالدعوة إلى عقد مؤتمر المرأة الدولي في المكسيك، تم على إثره إعلان عقد المرأة بين عامَي 1976 و1985، رغم أنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كان قد صدر عام 1948. كما أنّ طرح الأمم المتحدة قضية المرأة جاء على استحياء. فهي لم تطرحه آنذاك كقضية حقوق إنسانية أساسية، بل كان شعار المؤتمر «شركاء في التنمية»، غايته دمج المرأة في خضمّ عملية التنمية الشاملة في المجتمعات كافة.

وألقت رئيسة لجنة المرأة في النقابة أسمى حمادة داغر كلمة سألت فيها: أيّ غد ينتظر المرأة اللبنانية؟ هذا سؤال رهن الحكام والمسؤولين والقيمين على شؤون البلاد. ولكن مهما كان الجواب، فلن يخفّف من عزبمتنا وإرادتنا وسيبقى الأمل والحلم والتحدي.

واعتبرت الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة أن يوم المرأة العالمي بالنسبة إلى كثيرين وكثيرات في مجتمعنا، هو مناسبة سنوية احتفالية للنساء تكثر فيها الدعوات والاستقبالات واحتفالات التكريم أي أنّها المناسبة الاجتماعية التي أحياناً يضيق بها ذرعاً البعض من النساء والرجال.

وبعد كلمة للقاضي جون قزي، كانت مداخلة لأوغاسبيان، اعتبر فيها أنّ المرأة هي ثروة، مؤكداً سعيه إلى التكامل، لأن المرأة هي أساس في تكوين البلد وصنع القرار.

ثمّ كانت مداخلة لباتريسيا الياس سميد عن الاتفاقات الدولية التي وقع عليها لبنان، ومداخلة للارا كرم بستاني.

الحاج حسن

من ناحيتها، أقامت وزارة الصناعة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» في بيروت، احتفالاً تكريمياً للمرأة اللبنانية الرائدة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في مركز «لا بوتيك» ـ الجميزة، برعاية وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن وحضوره. وشارك أيضاً وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، السفير الايطالي في لبنان ماسيمو ماروتي، ممثل «يونيدو» في لبنان كريستيانو باسيني، مدير عام وزارة الصناعة داني جدعون، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الدكتور فادي الجميل وحشد من المعنيين.

بعد تقديم من منسّقة البرنامج مونيكا كاركو، وكلمات لكل من الجميل وباسيني والسفير الايطالي وأوغاسبيان، ألقى الحاج حسن كلمة قال فيها إن المرأة في لبنان متقدّمة جداً على صعيد الدور والمكانة والنشاط. ولا بدّ من العمل لمزيد من التطوير على مستوى التشريع والبرامج التنموية. وهذا الامر ليس منّة بل مسألة طبيعية في أيّ مجتمع. فالمرأة هي نصف المجتمع ونصف مهم جداً انطلاقاً من دورها الطبيعي في الحياة. ومن هنا نؤكد على الا يأخذ أيّ دور دورها الأساس في الأسرة. لا يعني ذلك أنني أعارض دورها في أي مكان آخر. دورها الأساس في الاسرة والرعاية والتربية وتنشئة أبنائنا والسهر على مستقبلهم هو الثروة. أركز على محورية الأسرة في أي أمر. كما أنّ تمكين المرأة اقتصادياً ضروري في ظل التحدّيات التي تواجه الرجل اقتصادياً.

رندة برّي

ورعت عقيلة رئيس مجلس النواب، نائب رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية رندة عاصي برّي، ا حتفال الذي نظّمته قيادة القطاع الغربي في «يونيفيل» وبلدية صور في مجمع باسل ا سد الثقافي في صور، تحت عنوان «نجاحات المرأة عبر التاريخ في مختلف الأمم» تكريماً للمرأة الجنوبية وللجنديات العاملات في قوات «يونيفيل».

قائد القطاع الغربي في «يونيفيل» العميد أوغو تشيللو ألقى كلمة أكد فيها أن النساء في لبنان وخصوصاً في الجنوب هن القدوة ومثال للقوة والثبات والشجاعة، مشدداً على أن قيادة القطاع الغربي مستمرة بتقديم الدعم اللازم من السلام وا من ودعم وتشجيع التعاونيات النسائية.

وألقت برّي كلمة تطرّقت فيها إلى واقع المرأة اللبنانية وقالت: وفقاً للمعايير التي حددتها الامم المتحدة لهذا اليوم باعتباره يوماً عالمياً للمرأة وهو ليس عيداً، انما هو مساحة زمنية أمام المرأة في العالم كي تعبّر فيه عن شؤونها وشجونها وتطرح فيه قضاياها وتطالب بحقوقها، ولأن لبنان جزء من هذا العالم وعضو مؤسس في منظمة الامم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الانسان وملتزم بكافة القرارات والمواثيق والاعراف الدولية التي تكفل العدالة والحرية للانسان سواء القرارات الصادرة عن الامم المتحدة او القوانين الواردة في الدستور اللبناني.

وحول موضوع مشاركة المرأة اللبنانية في صنع القرار والكوتا النسائية قالت بري: اسمحوا لي من خلال هذه المناسبة التي تكرس للمرأة اللبنانية الحق بأن تطرح فيها قضاياها بأن أرفع الصوت أمام مسامع الجميع وأمام كل هيئات الرأي العام الاعلامي والاجتماعي والسياسي في لبنان ان ارفع الصوت بِاسم المرأة اللبنانية وبِاسم الانسان اللبناني، بِاسم العدالة.. بِاسم الامهات اللواتي استشهدن وهن يزرعن حقولهن. بِاسم الامهات اللواتي قدّمن أبنائهن وأزواجهن دفاعاً وتحريراً للأرض والانسان. بِاسم الاسيرات اللواتي قضين زهرة شبابهن في زنازين الاحتلال. بِاسم كل النساء اللواتي ينشدن الحياة العزيزة الكريمة. بِاسم تاريخ لبنان وتاريخ هذه المدينة التي تحمل اسم وهوية امرأة أسست امة ومملكة وحضارة امتدت على مساحة ثلث الكون، نقول انه بعد مرور اكثر من 2500 سنة قدمت فيها المرأة ابنة هذه الارض في هذه البقعة نماذج رائدة في كل مفاصل حياة الانسان في ادارة شؤون البلاد والعباد وفي حياة الانسان.

مخزومي

وهنّأ رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي النساء في عيدهن، وقال: «لن نتراجع عن دعم حق المرأة اللبنانية في العلم والعمل والمساواة والتمكين، وعلى حقها في المشاركة في الحياة العامة وفي المواقع القيادية سواء في السياسة أو الاقتصاد وفي مختلف مؤسسات الدولة وطبعاً في مجلس النواب. إن المرأة اللبنانية أثبتت قدرات فذّة في مختلف المجالات وهي أساس المجتمع وعنوان نهضته».

تكريم مناضلات فلسطينيات

أقامت «الجمعية النسائية الديمقراطية الفلسطينية ـ ندى»، احتفالا للمرأة، وذلك في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي، بحضور ممثلين عن المكاتب النسوية والفصائل الفلسطينية واللجان والمؤسسات وحشد من أمهات وبنات فلسطين في المخيم.

وألقت كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية سهام أبو خروب، فأكدت أن المرأة هي شريكة الرجل في الكفاح ورفيقة دربه في النضال.

بدورها ألقت مسؤولة الملف الاجتماعي لإقليم جبل عامل في حركة أمل رجاء حسان كلمة تحدثت فيها عن الدور الذي تلعبه المرأة في شتى الميادين وبناء المجتمعات. ودعت إلى ضرورة تحويل 8 آذار إلى محطة انتقالية متطورة نخصّ بها تكريم المرأة بالفعل، لا تكريماً صورياً ونظرياً، بحيث يتم وضع أجندة عمل سنوية لتقييم الانجازات والخطوات اللاحقة.

وألقت كلمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية مسؤولتها في المخيم دينا رميلي عارضة نضالات المرأة الفلسطينية على مدار مسيرة النضال الفلسطيني.

وفي الختام، تم تكريم رجاء حسان، كما تم تكريم 15 مناضلة من المنظمات الفلسطينية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى