تعثر في الدوري اللبناني وتقدّم في مباريات قدامى الدوليين
سمر زهير الخطيب
بينما تتعثر مباريات دوري كرة القدم اللبنانية تتقدم مباريات قدامى لاعبي الفرق الدولية على ملاعبها!!
لم يكن تعثر الدوري اللبناني بالموقف المستجدّ للفرق الشمالية مفاجأة للمتابعين من جمهور الكرة اللبنانية بعد تفاقم أزمة التحكيم في الملاعب اللبنانية وتوسع التلاعب بالنتائج بتأثير المراهنات بحسب المؤتمر الصحافي لفرق الدرجة الأولى الشمالية ما حدا بها أن تعلق مشاركتها بدوري الاتحاد اللبناني وتضمن لجانبها مواقف مشابهة من فرق بقاعية وناد عريق من الضاحية، مطالبة الاتحاد بإلغاء نتائج الدوري.
وكنا ممّن رفعوا الصوت باكراً مع غيرنا من الغيورين على هذه الرياضة لمعالجة جذرية لهذه الأمراض المزمنة بعد أن استوطنت في الجسم الكروي وتسبّبت باحتجاجات من مختلف الأندية، وتطورت في أكثر من مناسبة إلى أعمال عنف بين مشجعي وإداريّي الفرق المتبارية. ولا يبدو أنّ لجوء الاتحاد للاستعانة بحكام أجانب في المباريات الحاسمة كان كافياً لمعالجة الأخطاء التحكيمية أو أنه قلل الهواجس من حصول تلاعب بمجرى المباريات ونتائجها.
وبانتظار حلول جذرية من قبل الاتحاد اللبناني للفرق اللبنانية المعترضة تتوسع ظاهرة استقدام لاعبين تاريخيين من فرق أوروبية شهيرة لمباريات استعراضية على الملاعب اللبنانية باتت تلقى رواجاً من محبي الكرة معوّضة الحضور الخجول لمباريات الدوري بحشود تضمّ إضافة لمشجعي الفرق الأوروبية حشودا تملأ المدارج بعائلات مع أطفالها من الجنسين.
وكان ملعب جونية البلدي قد شهد في العام الماضي أولى هذه المبادرات بتنظيم مباراة بين نخبة من أشهر قدامى لاعبي الفريق الملكي الإسباني المعروف ريال مدريد وبين أبرز قدامى الأندية اللبنانية. وتكرّرت هذه الظاهرة السبت الفائت في بيروت بمباراة استعراضية بين أشهر لاعبي كرة الصالات «الفوت صال» في صالة البيال حضرتها حشود من المهتمّين من مختلف الأعمار. إلا أنّ الحدث الأبرز بلا شك هو تنظيم الـ لمباراة مواجهة بين قدامى الفريق الكتالوني الأشهر «برشلونة أف سي» وغريمه المعتاد «ريال مدريد». وكان قد حدّد طارق الحاج مدير الـ المنظمة للمناسبة الخميس الماضي في مؤتمره الصحافي في فندق «فينيسيا» بحضور ممثلة السفارة الإسبانية تاريخ هذا الكلاسيكو المنتظر على ملعب المدينة الرياضية يوم الجمعة في 28 نيسان المقبل.
ووعد الحاج في كلمته بأن يكون التنظيم والترتيبات للمباراة بأحدث التقنيات وبحلّة جديدة لن تقلّ مستوى عن تنظيم المباريات الأوروبية، مشيراً إلى أنّ ما سيميّز هذه المواجهة الكروية الوديّة هو تزامنها فقط بعد أيام قليلة من الكلاسيكو الإسباني وستشكل المناسبة الكلاسيكو اللبناني الإسباني الأول من نوعه، خاصة أنه يضمّ نجوماً كروية ساهمت في صنع شهرة الكرة الإسبانية الشهيرة كالنجم البرازيلي رونالدينيو الذي عيّن مؤخراً سفيراً للنادي الكاتالوني.
وعلق علي قبلان أحد الرعاة الأساسيين لهذا الحدث الرياضي إضافة لسمير شمخة «أنّ هذه المباراة بمثابة حلم لمشجعي ومحبي الفريقين، خاصة أنّ هذه الفرصة الأولى للقاء نجومهما التاريخيين…»، آملاً بأن تحدث المبادرات الفردية صدمة إيجابية وتثبت أنّ لبنان لا يزال مركز استقطاب سياحي وجذب إعلامي لحدث رياضي بهذه الضخامة.
وبالرغم من تمنياتنا بحلول سريعة ومرضية تنقذ الدوري اللبناني مع احتمال غيابه بنتيجة الأزمة القائمة والحضور الخجول أصلاً للجمهور على مدارج مباريات الدوري، فإنّ إقامة مثل هذه المباريات الاستعراضية بمشاركة لاعبي أندية شهيرة تعيد إلى المدارج بهجتها وحماسها كما تضيف للبنان عنواناً سياحياً جديداً جاذباً ليس فقط للمقيمين بل كذلك للأخوة العرب ما يستدعي تشجيعاً من وزاراتي السياحة والشباب والرياضة.
مديرة موقع سامسبور الكروي