روبوت «مهذّب» بعجلات ست لتوزيع المشتريات
يتقدّم روبوت أبيض وأسود يشبه ثلاجة صغيرة جوّالة على عجلات ست في شوارع مغطاة بالثلوج في العاصمة الإستونية تالين ويتوقف كأي مواطن صالح عند الإشارة الحمراء قبل اجتياز تقاطع مروريّ حاملاً معه طعام الغداء لأحد الزبائن.
ويقطع الروبوت «المهذّب» الطريق عندما تصبح إشارة المشاة باللون الأخضر، لكن بما أنه من دون ذراع فهو غير قادر على ضغط زر طلب حق العبور بنفسه.
وقد درّب المخترعون في شركة «ستارشيب تكنولوجيز» هذه الروبوتات على تفادي الإشارات الضوئية التي يتمّ التحكم فيها بواسطة أزرار كما باتوا يجهّزونها بميكروفونات ومكبرات للصوت للتواصل مع المارة.
ويقابل أكثرية المارة في حي موستامه في تالين هذا الروبوت الشبيه بثلاجة متنقلة بابتسامة.
وقد بدأ فريق من المهندسين في تالين بقيادة أهتي هينلا وهو مبرمج إستوني شارك خصوصاً في تطوير نظام «سكايب» للتواصل، في رسم نموذج أولي لروبوت يجمع أجزاء من صخور على القمر أو المريخ لمسابقة منظمة من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».
ولم يفز الفريق بهذه المسابقة غير أن هينلا قال إن نموذجه قد يُستخدم في توصيل أطباق طعام مطهوة. ومع الدنماركي يانوس فريس وهو مطوّر آخر في «سكايب» أنشأ «ستارشيب تكنولوجيز» في لندن عام 2014.
وروبوتات هذه الشركة صمّمت وخضعت لتجارب في استونيا، البلد البالغ عدد سكانه 1,3 مليون نسمة والذي يحتل فيه قطاع التكنولوجيا مكانة مهمة ويعتبر من الأكثر تطوراً على صعيد الاتصال بالانترنت.
ينجح الروبوت من دون مشاكل في تخطّي عتبة المبنى غير أنه غير قادر على قرع الجرس. الحل موجود، فيرسل رسالة نصية إلى الزبونة فيها عبارة «مسؤول التوصيل «وولت» وصل. شكراً لخروجكم وفتحكم الباب للروبوت»، مع إعطاء رمز لفتح مستوعب الطعام. وتقارب السرعة القصوى للروبوتات ستة كيلومترات في الساعة وفق «ستارشيب».
أما في ما يتعلق بكلفة التصنيع والتشغيل، فهي حسب «ستارشيب» أدنى بكثير من تلك العائدة لتسيير الطائرات من دون طيار التي تجري حالياً «أمازون» ومنافسون لها اختبارات عليها. كما أن التشريعات أقل تشدّداً.
وعقدت «ستارشيب» شراكة مع شركة «وولت» التي تتخذ مقراً لها في هلسنكي وتدير عمليات تسليم الطعام لأكثر من 120 مطعماً في تالين. وتكلّف عمليات التوصيل حالياً 3,5 يورو غير أن «ستارشيب» تأمل في تخفيض الكلفة لتصبح يورو واحداً.
ميدل إيست اونلاين